أول مصرية وعربية تزور الفضاء تحكي تفاصيل الرحلة وأحلامها المستقبلية
وضعت المهندسة “سارة صبري” أول بصمة لسيدة مصرية وعربية وأفريقية في الفضاء، بعدما انطلقت إليه في زيارة حصلت عليها من منظمة “الفضاء من أجل الإنسانية” غير الربحية، التي تسعى لتوسيع وصول البشرية إلى هناك.
و”سارة” حاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما درست الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة البوليتكنيك في ميلانو الإيطالية، وهي أيضًا المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة “ديب سباس” (غير حكومة) التي تهدف إلى توسيع إمكانية الوصول لأبحاث الفضاء.
وفي برنامجها لعام 2021، تم اختيار “سارة” (29 عامًا) من بين 7000 مواطن من جميع أنحاء العالم وجميع الخلفيات للذهاب إلى الفضاء؛ لاختبار التأثير المعرفي الذي يطرأ على البعض عند رؤيته الأرض من الفضاء.
وبهذا الإطار، قالت الشابة المصرية (من أب مصري وأم لبنانية)، في مقابلة مع موقع “ميدل إيست مونيتور”، إنها لاحظت عددًا هائلاً من التغييرات في تفكيرها ونظرتها للأمور التي تتعلق بكل ما كانت تعرفه عند عودتها إلى الأرض.
وتشرح سارة “تغير مفهومي لمقياس وحجم كل شيء تقريبا بعد عودتي من الفضاء، كل شيء فهمته قبل الرحلة كان له معنى مختلف عند العودة، لكنه لم يكن مخيفًا”.
وأضافت: “أشعر أنه أصبح لدي ارتباط جديد مع الكون الآن، وهذا كان من المفترض علي أن أقوم به طوال حياتي”.
وتابعت: “أردت أن أعود إلى الأرض وفي اللحظة التي عدت فيها شعرت وكأنني كنت ببيتي في الفضاء”.
وذكرت أنها لم تشعر بأي خوف من الرحلة لأنها تدربت بشكل متكرر على العملية؛ بما في ذلك حالات الطوارئ التي يمكن أن تسوء فيها الأمور، “لذا لم أكن خائفة”. مشيرة إلى أن الإعداد الذهني هو الذي استغرق معظم العمل.
فرصة نادرة
في مصر، لاحظت “سارة” منذ نشأتها الافتقار الواضح في وجود تعليم مخصص لعلوم الفضاء مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا.
وإضافة إلى ذلك، تقول “سارة”: “أدى عدم وجود وكالة فضاء مصرية إلى غياب التعاون مع نظام التعليم في علوم الفضاء الذي يمكن أن يلهم الطلاب لمتابعة اهتماماتهم في هذا المجال وتعزيز آفاق وكالة الفضاء المصرية”.
وتابعت: “كلما درست وعملت واكتسبت خبرة من جميع أنحاء العالم، أدركت أن مجال الفضاء كان يتعذر الوصول إليه بالنسبة لشخص مثلي لأنني مصرية وليس لدي أي جواز سفر آخر”.
وعقّبت: “جميع الفرص المتاحة في مجال الفضاء إما في الولايات المتحدة أو في أوروبا ولكنها محدودة للغاية”.
وأوضحت: “هناك الكثير من القوانين الموجودة التي تجعل الوصول إليها صعبًا جدًا بالنسبة لشخص مثلي، لذلك كان هذا سببًا كبيرًا لتأسيس مبادرة “ديب سباس”.
وأضافت: “من خلال المبادرة نقوم بتقديم برامج ومبادرات تسهل على الأشخاص الرغبة في دخول مجال الفضاء والحصول على دورة معتمدة”، مشيرة إلى أن هذا هو “كل ما تمنيت لو كان لدي في بداية رحلتي”.
بالنسبة لـ”سارة”، فإن كونها جزءًا من عدد متزايد من النساء اللواتي يلعبن دورًا واضحًا جدًا في الفضاء يعد باعثا على الفخر.
في جميع أنحاء العالم، 18% فقط من النساء في الكليات والجامعات يتابعن دراسات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مقارنة بـ 35% من الرجال، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة.
وبعد أن حققت أحد أعظم أحلامها بالانطلاق في الفضاء، تحلم “سارة” الآن بمستقبل يكون فيه الجميع قادر على القيام بتلك التجربة التي أجرتها أعداد قليلة جدا من الأشخاص تصفهم بـ”المحظوظين في الأرض”.
وعقّبت: “أول شيء قلته عندما هبطت على الأرض هو أن الجميع بحاجة إلى رؤية هذا (الفضاء). لقد شعرت بالظلم الشديد لأن حوالي 600 شخص فقط – في تاريخ البشرية – هم من تمكنوا من رؤية الأرض من الفضاء.
وتابعت: “لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، تجربة لقلة مختارة فقط في العالم، وهذا أيضًا الدافع الرئيسي مبادرة “ديب سباس”، وهو جعل التجربة في متناول الجميع”.