السعودية تبلغ إسرائيل بعقبة واحدة وخطيرة أمام التطبيع
كشف رئيس الوفد الإسرائيلي الذي زار السعودية في نوفمبر الماضي، أيال حولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أنّ ولي عهد المملكة محمد بن سلمان مستعدّ للتطبيع مع إسرائيل، لكنّه بحاجة إلى إعادة العلاقات مع أمريكا أولاً.
جاء ذلك في مقابلة أجراها أيال مع موقع والا العبري، متحدّثاً عن مستقبل التطبيع بين الرياض وتل أبيب، في ظل العديد من التقارير التي تتحدث عن اقتراب هذه الخطوة.
وقال المسؤول الإسرائيلي، عن زيارته للرياض في نوفمبر: “لقد خرجت بانطباع أقوى مما كان لدي في أي وقت مضى بأن … القيادة السياسية والأمنية العليا في ذلك البلد اتخذت قرارًا بأنها ، في الواقع ، على استعداد لصنع السلام مع إسرائيل ، لتطبيع العلاقات”.
وأضاف: “إنهم يرون أن من مصلحتهم الاستراتيجية فعل ذلك.. لقد أخبرونا أن لدينا نفس التهديدات مثل إسرائيل ، ونفس الحلفاء ، والأعداء أنفسهم – والأهم من ذلك ، على وجه التحديد ، جمهورية إيران الإسلامية”.
وتابع: “لدي شعور بأنهم فكروا الآن حقًا في المتطلبات التي يحتاجون إليها لكي يتمكنوا من عبور روبيكون واتخاذ قرار مثل الإمارات ، مثلما فعلت البحرين والمغرب ، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل رسميًا”.
عقبة خطيرة أمام التطبيع
وأشار إلى أن هناك عقبة خطيرة للغاية أمام التطبيع، ليست رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، وليست رفض القيادة الفلسطينية في رام الله الموافقة على أي شكل من أشكال المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
أوضح أنّ العقبة التي تحدّث عنها السعوديون، تكمن في العلاقة المقطوعة بشكل سيئ بين الرياض وواشنطن، موضحاً أن زيارة الرئيس جو بايدن للمملكة الصيف الماضي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن كافية.
وأكّد المسؤول الإسرائيلي: “لقد خرجنا برسالة شبه لا لبس فيها أن المشكلة من وجهة النظر السعودية ليست إسرائيل.. إنها ليست القضية الفلسطينية. إنه عدم إيمانهم بالوضع الحالي للعلاقة الثنائية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
وتابع: “لقد نظروا حولهم. لقد تعرضوا للهجوم في السنوات القليلة الماضية مباشرة من قبل الطائرات الإيرانية بدون طيار وصواريخ كروز في أهم منشأة للبنية التحتية النفطية في بقيق.. يقولون لقد تعرضنا للهجوم والولايات المتحدة لم ترد”.
وأكمل: “بالنسبة للسعوديين.. فهم يتحدثون عن أنه قبل الحديث عن التطبيع مع إسرائيل ، وهو ما نريد القيام به ، نحتاج إلى ثقة أكبر بأن لدينا شراكة استراتيجية طبيعية مع الولايات المتحدة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أكّدت أن حكومة نتنياهو، تترك الباب مفتوحاً أمام التطبيع مع السعودية.
وقالت القناة العبرية الـ12، إنّه رغم إعلان نتنياهو عن تشكيل ائتلاف حكومي إسرائيلي يميني بشكل كامل، فإن هناك اتفاقاً ضمنياً داخل هذا الائتلاف يسمح لنتنياهو بالمضيّ قُدُماً لتوقيع اتفاق سلام مع السعودية.
وأضافت أنّ نتنياهو لديه تفاؤل كبير بتوقيع اتفاق سلام مع السعودية، باعتبار أن هذا الاتفاق كان أحد الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي لرئاسة الوزراء في إسرائيل.
وستكون هذه الخطوة بمثابة استكمال لاتفاقات إبراهام، “التي تم توقيعها مع كل من البحرين والإمارات والمغرب والسودان قبل عامين”.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإنّ اتفاق الائتلاف الحكومي لنتنياهو يسمح له بعدم تخريب جهوده التي بدأها قبل عدة أعوام، حينما عقد اتفاقات سلام مع دول عربية، مفصحاً عن وجود دول عربية وإسلامية في الطريق للتطبيع مع إسرائيل قريباً.
وأوضحت القناة، أنّ الاتفاق الضمني بين نتنياهو وشركائه في الائتلاف الحكومي الجديد يجمّد، ولو مؤقتاً، اتخاذ خطوات يمينية مثل: ضم أراضٍ في الضفة الغربية، أو رفع العلم الإسرائيلي على المسجد الأقصى، أو تغيير الوضع القائم في المسجد وباحاته، وذلك من أجل إتمام خطوات نتنياهو للتطبيع مع السعودية.