عزت الفخراني يكتب: السواحل والبحيرات المصرية كلمة السر فى حل أزمة الغذاء

منذ زمن بعيد تعلمنا جميعاً أن مصر تمتلك موقع جغرافي مميز وتمتلك سواحل بحرية فى الشمال على البحر المتوسط بطول 995 كم وفى الشرق على البحر الأحمر بطول 1941 كم بالإضافة إلى بحيرات عذبة و مالحة فى الشمال والجنوب والوسط تزيد عن 14 بحيرة و منها على سبيل المثال (بحيرة المنزلة – بحيرة البردويل – بحيرة البرلس – بحيرة إدكو – بحيرة الريان – بحيرة قارون – بحيرة مريوط – بحيرة ناصر ….الخ ) ,
ووصفت فى القرأن الكريم بخزائن الأرض ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )
وكانت قديماً سلة غذاء العالم،
شرعت الدولة فى عام 2017 بإطلاق المشروع القومي لتطوير البحيرات الطبيعية ويتم تنفيذه من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية , وسوف أتناول بحيرة المنزلة كحالة ودراسة وما تم بها ونموذج لعموم المشاكل التى تعرضت لها بحيرات مصر ونتج عنها تقلص مساحتها وقلة أسماكها وزيادة بسبة التلوث بها ,
تعد بحيرة المنزلة من اكبر وأهم البحيرات الطبيعيه الداخليه بمصر على الاطلاق وأخصبها حيث يتوفرلها أهم مقومات المربى السمكى الطبيعى لتوافرالمواد الغذائية الطبيعية وإعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48 % من انتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر المتوسط من خلال البواغيز والفتحات التى تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الاسماك ميزة ساعدت على وجود افخر انواع الاسماك فى وقت من الاوقات ,
كانت مساحه بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 الف فدان (50 كيلو مترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا) وهى تعادل ما يقرب من عشر مساحه ارض الدلتا كلها,
تناقصت مساحه البحيرة من 750 الف فدان الى 190 الف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 الف فدان وذلك نتيجه أعمال الردم والتجفيف والتجريف فى مناطق كبيرة منها فبعد أن كانت تطل على خمس محافظات أصبحت تطل الان على أربع محافظات فقط
محافظة بورسعيد فى الشرق والشمال الشرقى ومحافظة دمياط فى الشمال والشمال الغربى.
محافظة الشرقية فى الجنوب ومحافظة الدقهلية فى الغرب والجنوب الغربى من البحيرة.
من المشاكل التى تعانى منها بحيرة المنزلة والتى ادت الى تقلص مساحتها بنسبة كبيرة واثرت على انتاجها السمكى هى تعرضها المستمر للتلوث بانواعه ( صرف زراعى و صرف صناعى و صرف صحي ) وعدم كفاية البواغيز والفتحات والقنوات المغذية للبحيرة بالمياة المالحه والتعدى على المسطح المائى
أثرت التغيرات الطبوغرافية التى نشأت عن النقص المستمر فى المساحه بشكل حاد على النظام المائى فى البحيرة كما ان التغير المستمر فى حدود البحيرة وزيادة حجم التعديات قد اثر تأثيرا كبيرا على حركه دوران المياه فى البحيرة نتيجة لنقص المخزون بها من المياه اضافه الى إرتفاع منسوب قاع البحيرة نتيجة ترسيب المواد العضويه وتحلل النباتات فى المناطق الراكدة .
وبناءا علية أخدت الدولة على عاتقها تطوير البحيرات المصرية وتحريرها من كل العوائق و المشاكل لزيادة و تنمية الثروة السمكية والتى تعد البديل السحرى والمتاح لحل أزمة اللحوم الحمراء و البيضاء و القضاء على ازمة الغذاء،
وكانت خطة التطوير تشمل تطهير قاع البحيرات وزيادة عمقها وتطهير البواغيز وزيادة عروضها
إزالة كافة الحشائش والبوص المنتشر بالبحيرات، تنفيذ محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحي؛ تمهيدًا لاستخدامها في زراعة الصحراء بدلا من القائها بالبحيرات.
واصدرت الدولة المصرية عام 2019 قانون بإنشاء جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية رقم 146 لسنة 2021، بحيث يسمح هذا القانون بإقامة كيان مؤسسي تشمل اختصاصاته إدارة البحيرات في مصر ومتابعة أعمال تطويرها وحمايتها؛ للاستفادة من البحيرات الطبيعية في تلبية الاحتياجات الخاصة بالإنتاج السمكي، وزيادة الصادرات المصرية، ورفع كفاءة هذه الموارد من الناحية الاقتصادية

إسطول بحري للصيد بأعالي البحار
فالناظر لخريطة مصر بسواحلها الشمالية والشرقية وبحيراتها المنتشرة شمالا وجنوباً لا يمكن له التخيل إننا نعانى من أزمة غذاء فكيف لدولة بكل هذة النعم من سواحل وبحيرات أن تعانى من أزمة غذاء
الأسماك هى كلمة السر لحل المعضلة الممتدة منذ سنوات و عجزت عن حلها معظم الحكومات ,
الحل يمكن فى إنشاء اسطول بحري تحت إشراف جهات سيادية ولها خبرات فى المجال البحرى بالتعاون مع القطاع الخاص للصيد فى أعالى البحار على طول وعمق سواحل مصر الممتدة شمالا وشرقا وتكوين أساطيل بحرية أخري على نطاق أصغر ومنتشرة بكل بحيرات مصر العديدة جنوبا وشمالا لتحل الاسماك مكان اللحوم الحمراء والبيضاء ويتم تغيير الثقافة الاستهلاكية والغذائية للمواطن ,
بل تصبح الاسماك وقتها احد السلع الرئيسية للتصدير،
صيد الأسماك ليست مهنة بل صناعة متكاملة تقيم وتصلح إقتصاد دول بما يتبع مهنة الصيد من صناعات مكملة ومجتمعات سكنية تقام لها وعليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى