كاتب وصايا وحيد حامد يقول: كل أوراق ٥٧٣٥٧ عندي
في منتصف 2018، شن السيناريست المصري الراحل وحيد حامد حملة صحفية ضارية ضد مسؤولي مستشفى “57357” لعلاج سرطان الأطفال.
شغلت حملة وحيد حامد الرأي العام في مصر كثيراً، بعدما كيّل الاتهامات لمدير المستشفى الدكتور شريف أبوالنجا، ومنها إخفاؤه البيانات المالية للمستشفى، وتعيين أقاربه في مناصب كبيرة وبمرتبات عالية.
ووصلت معركة وحيد حامد مع مسؤولي المستشفى إلى ساحات المحاكم، وصدر قرار بحظر النشر في القضية، وبعد 6 شهور أسدلت وزارة التضامن الاجتماعي الستار على المعركة بإعلان نتائج تحقيقاتها.
وخلصت تحقيقات وزارة التضامن -التي تتولى الإشراف على التبرعات الموجهة إلى المستشفى- إلى تبرئة إدارة المستشفى، مؤكدة سلامة البيانات المالية للمستشفى، وهو الأمر الذي رفضه وحيد حامد بشدة.
وأعادت الأزمة المالية الأخيرة التي تواجه المستشفى معركة وحيد حامد إلى الواجهة، مع تجدد الاتهامات لإدارة شريف أبو النجا، كما أشار البعض إلى دور معركة السيناريست الراحل في تراجع التبرعات.
وقال الكاتب الصحفي المصري شريف عارف، مؤلف كتاب “وصايا وحيد حامد”، إن معركة السيناريست الراحل لم تكن شخصية ولكنها كانت معركة مجتمعية، مؤكدًا أن حملته هزّت ثقة المتبرعين في الإدارة.
وأضاف مؤلف كتاب “وصايا وحيد حامد”، في حديثه لـ”العين الإخبارية” أن جميع الوثائق المتعلقة بمعركة وحيد حامد بحوزته الآن، لكنه لم يضمنها في كتابه ولا يريد نشرها الآن، ليترك الأمر إلى الجهات المختصة.
وأردف: “تعمدت في كتابي ألا أنشر وثائق معركة 57357، وهي وثائق بخط يد وحيد حامد، ولم أشر إليها من قريب أو من بعيد؛ لأن الموضوع وقتها كان منظورا أمام القضاء، وكان هناك تحقيق رسمي وبلاغات”.
وزاد: “في النهاية، انتهى الأمر إلى ما يشبه حفظ التحقيق في القضية، وحدثت تدخلات، والدنيا قامت ولم تقعد، وإلى الآن أحتفظ بوثائق المعركة، وآسف لقول هذا، فأنا ما زلت متمسكًا بعدم الإفصاح عنها”.
دارت معركة وحيد حامد على صفحات جريدة “المصري اليوم”، وكان رئيس التحرير وقتها الكاتب الصحفي حمدي رزق، بينما كان شريف عارف يتولى سكرتارية التحرير بالجريدة وقتها.
ويقول “عارف”: “قبل صدور قرار حظر النشر، قيّدت الجريدة النشر في القضية من نفسها، وكان ذلك يتم بالتنسيق المباشر مع مؤسس ومالك الجريدة”، مضيفًا: “كنت أراجع مقالات وحيد حامد، وكنت أحتفظ بالنسخ الأصلية، ومنها مقالاته عن 57357”.
واعتبر “عارف”، وهو المتحدث باسم حزب “الوفد” في مصر، أن تراجع التبرعات للمستشفى يعود لسببين، أولهما الأزمة الاقتصادية، والثاني هو تصدع ثقة المتبرعين بمجلس إدارة المستشفى منذ معركة 2018″.
وأضاف: “المثل يقول (لا دخان بدون نار)، وأولويات الناس الآن تغيرت، وهذا ليس مقتصرًا على مصر، ولكنها ظاهرة عالمية، وللمستشفى جمعية في نيويورك، وجزء من التمويل يأتي من الخارج، والتبرعات عالميًا تراجعت أيضًا”.
وأردف: “الناس تشعر بالشك في الإدارة، ووحيد حامد كان يتمتع بمصداقية كبيرة بين المصريين، خاصة أنه لم يخض غمار هذه المعركة بدافع شخصي، فلم تكن حول فيلم أو مسألة إنتاج، بل كانت معركة مجتمعية”، متوقعاً انفراج الأزمة: “57357 مستشفى قائم وله أصول وممتلكات، وأتوقع أن تنفرج الأزمة قريبًا”.
وأكد “عارف” أن “الكلمة الأخيرة فيما يدور داخل المستشفى متروكة للجهات الرقابية، خاصة أنه وزارة التضامن الاجتماعي تشرف على التبرعات”، لافتًا إلى أن وحيد حامد كان “كاتبًا شعبيًا وله أسلوب خاص ويتمتع بمصداقية كبيرة، وأنا أجزم بأن وحيد كان يكتب بحس وطني، وفي رأيي أنه كاتب الشعب”.