توطيدا للعلاقات .. منح ومساعدات خاصة لمصر

تمر مصر حالياً بتنمية اجتماعية واقتصادية نشطة وجادة بمساعدة الدعم والمساعدات الخارجية

وتقدم اليابان مساعدات التنمية الرسمية إلى عدد كبير من الدول النامية في مختلف الصور. والمساعدات الاقتصادية لمصر كبيرة باعتبار حجمها ومحتواها. فمصر هي تاسع أكبر دولة متلقية للمساعدات اليابانية الثنائية (على أساس الإجمالي المتراكم من السنة المالية 1969 حتى السنة المالية 2001) وهي أكبر دولة متلقية في الشرق الأوسط.

وتعطي اليابان أولوية للمجالات التالية في المساعدات المقدمة لمصر. وهذه الأولويات تم تحديدها على أساس حوار السياسات بين اليابان ومصر، وأيضاً على أساس الدراسات والبحوث في ظروف التنمية وأهدافها وبرامجها التي صاغتها مصر:

  • التوسع في الإنتاج الزراعي
  • تنمية الموارد البشرية
  • تحسين البنية التحتية الاقتصادية
  • تطوير الخدمات الصحية والطبية والحد من السكان وتنظيم الأسرة
  • تحسين البيئة المعيشية (المياه والصرف الصحي) والصحة العامة

وتواصل اليابان تقديم مساعدات التنمية الرسمية لمصر، وتأمل أن يعزز هذا التعاون الصداقة بين الشعبين والحكومتين، ويحقق المزيد من عمق التفاهم بين الدولتين.

التعاون الاقتصادي (مساعدات التنمية الرسميةODA)

المنح

المنح اليابانية هي تقديم أموال بدون أي التزام بردها من طرف الدولة النامية المتلقية، أي أنها أموال مقدمة على أساس أنها منح صافية.

والقطاعات التي تغطيها المنح اليابانية هي بصفة أساسية مجالات ذات ربحية قليلة، حيث يكون من الصعب أن تحصل على قروض. وتشمل هذه المجالات الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الأدوية والرعاية الصحية، والصحة العامة وشبكات مياه الشرب، والتعليم الابتدائي والإعدادي ، والحماية البيئية، والتنمية الريفية والزراعية، وتنمية الموارد البشرية.

وقد تم تنفيذ كثير من المشروعات في مصر في ظل برنامج المنح اليابانية مثل مستشفى الأطفال التابع لجامعة القاهرة، والمركز الثقافي القومي (المعروف بدار الأوبرا المصرية)، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي بمدينة الجيزة، ونظام التخلص من القمامة بمدينة الإسكندرية، وكوبري قناة السويس وغير ذلك.

وحتى السنة المالية اليابانية 2003، قدمت اليابان لمصر منحاً في ظل هذا البرنامج بلغت قيمتها الإجمالية بالين الياباني 13 ملياراً (ما يقرب من 1200 مليون دولار أمريكي). وفي السنة المالية 2003 تم تقديم إجمالي قدره 56 مليون دولار أمريكي.

 

مشروعات عملاقة لخدمة الشعب المصري

 

كوبري قناة السويس

تم بناء كوبري قناة السويس أو “كوبري الصداقة المصرية اليابانية” من خلال مساعدات التنمية الرسمية اليابانية بتقديم منحة عند زيارة الرئيس مبارك لليابان في مارس 1995 تقرر القيام بهذا المشروع كمشروع مشترك بين مصر واليابان وكاسهام كبير في الخطة التي أقرتها الحكومة المصرية عام 1994 لتنمية شبه جزيرة سيناء (بتنمية الزراعة بالري في شمال شبه الجزيرة وتطوير صناعة التعدين في جنوبها وكذلك تطوير صناعة السياحة في المناطق على ساحل البحر الأحمر وهي خطة تهدف لتطوير المنطقة بهدف اسكان واستقرار 3 ملايين نسمة حتى عام 2017) وقد تم افتتاح الكوبري في أكتوبر 2001 وتحملت الحكومة اليابانية 60% من تكاليف اقامة الكوبري وقدرها 13.5 مليار ين ياباني وتحملت الحكومة المصرية 9 مليارات ين ياباني أي حوالي 40% من التكلفة فقد استفادت اليابان من خبراتها في اقامة الكباري التي اختزنتها على مدار السنين لما في أراضي جزرها من أنهار كثيرة ومتنوعة ومن خلال التعاون والعمل المشترك مع الفنيين المصريين تم نقل أحدث التقنيات الى مصر، مع تعميق مشاعر الصداقة لدى الجانبين ويبلغ طول هذا الكوبري 9 كيلومترات تنقسم الى 5 كيلومترات على اليابسة، و4 كيلومترات هي طول الجزء المعلق ويبلغ أقصى ارتفاع لجسم الكوبري عن سطح مياه القناة 70 مترا، ويفخر بأنه أعلى كوبري في العالم أنشىء على أرض مستوية كما أن أبراج القاعدتين المقام عليهما الكوبري والتي يبلغ ارتفاع كل منهما 154 مترا، صممت على شكل المسلات الفرعونية التي كانت تقام كنصب لتخليد أعمال الملوك في عصور مصر القديمة وباكتمال هذا الكوبري قل زمن الانتقال من أرض مصر الى شبه جزيرة سيناء وأصبح هناك طريق للانتقال يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا في الجزء الرئيسي من الكوبري وضعت لوحة تذكارية للعلمين المصري والياباني وكأنهما يتصافحان في المنتصف وهذا يبعث برسالة لكل السفن من كل دول العالم التي تعبر قناة السويس تعلن عن الصداقة بين البلدين وسلام المنطقة.

ماراثون كوبري السلام

في 2/12/2003 وبمناسبة الذكرى الثانية لافتتاح الكوبري أقيم “ماراثون كوبري السلام” تحت رعاية وزير السياحة في مصر فقد تجمع نحو 100 عداء مصري، و80 من السائحين اليابانيين مع العداءة “ماري تانيكاوا” عند منطقة القنطرة وقد عبر بعضهم مسافة 2 كيلومتر من كوبري الصداقة المصرية عدوا وعبر البعض الآخر سيرا وفي النهاية تسلم المشاركون شهادات اكمال السباق من ورق البردي.

افتتاح كوبري الصداقة المصرية اليابانية على طابع بريد تذكاري مصري

قناة السويس التي تقع في موقع هام لتربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، كان يعتمد في عبورها على المعديات (العبارات) وببناء كوبري قناة السويس بمعونة المنح اليابانية (بلغت 13.57 مليار ين ياباني للأعوام المالية من 1997 – 2001). أصبح من اليسير الانتقال ذهابا وايابا بين ضفتي القناة كما يتوقع له أن يكون معبرا للسلام في الشرق الأوسط.

مستشفى الأطفال بالقاهرة

بدأت اليابان في بناء مستشفى الأطفال بالقاهرة منذ عام 1980 ولمدة عشرين عاما من 1983 وحتى عام 2002 استمرت في اطار التعاون الفني للمشروع حيث أرسلت 43 خبيرا ومتخصصا من الأطباء والممرضين كما قامت بتدريب 16 طبيبا مصريا وأنشأت العناصر اللازمة من أطباء وممرضين وفنيين في العلاج الطبي كما ساعدت في الارتقاء بالتقنية العلاجية وأرست دعائم النظام الطبي والعلاجي، وكذلك نظام الطوارىء بالمستشفى والذي من خلال نقل التكنولوجيا اليابانية اليه أصبح يعرف بالمستشفى الياباني قد ارتقى بدرجة كبيرة بتقنية العمليات الجراحية للقلب لدى الأطفال وغرف العناية المركزة ونظام علاج حالات الطوارىء لدى الأطفال ويقوم بدوره كمؤسسة علاجية مركزية في طب الأطفال في مصر، كما تنامى دوره الى الحد الذي انخفضت فيه معدلات وفيات الأطفال في مصر، واستقباله للعديد من المتدربين من الداخل ومن الدول المجاورة ويقدم المعونة الفنية ويقوم هذا المستشفى بجامعة القاهرة بدور محوري في تنفيذ التعاون المصري الياباني في المجال الطبي لمساعدة العراق والذي يجري حاليا. فقد شارك عدد من أطباء المستشفى من بين 8 أطباء مصريين كانوا ضمن فريق الدراسة الميدانية المشترك، الذي أرسل الى العراق في شهر يوليو من العام الماضي كما شارك أربعة أطباء عراقيين في ورش العمل التي عقدت في مصر في شهر أكتوبر الماضي وتم الاتفاق على تفاصيل التدريب الذي من المقترح أن يعقد في القاهرة للمتخصصين بالعلاج الطبي من العراقيين في أربعة مجالات هي : طب الأطفال ووحدة العناية المركزة والتمريض وجراحة المناظير فقد تأخر العراق كثيرا في مجال التقنية الطبية والتجهيزات الخاصة بها بسبب تطبيق العقوبات الاقتصادية عليه لمدة ثلاثة عشر عاما، ومن المتوقع أن يقوم مستشفى الأطفال بالقاهرة بتفعيل خبراته المكتسبة من التعاون الفني الياباني لسنوات طويلة من جديد في اعادة اعمار العراق.

دار الأوبرا الجديدة

كان في القاهرة دار للأوبرا أنشئت بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869 ويقال أن الايطالي الذي بناها قد حاكى في بنائها دار أوبرا ألاسكالا في ميلانو الا أنها وللأسف الشديد احترقت عام 1971 وقد تم الاتفاق على انشاء دار جديدة للأوبرا في زيارة الرئيس مبارك لليابان عام 1983 واكتمل بناؤها عام 1988 بمنحة من الحكومة اليابانية ومنذ ذلك الحين استطاعت ان تحتل  مكانة كمركز للنشاط الثقافي في مصر. إلا أنه بمرور 15 عاما على انشائها قدمت أجهزتها ومعداتها وتعرضت للأعطال, ولهذا تم قبول ما تقدمت به وزارة الثقافة المصرية في العام الماضي لامدادها بمعدات جديدة للصوت والاضاءة. وقد تم تزويدها بمعدات جديدة بعمل نظام “ديجيتال” بالاضافة الى معدات الصوت والاضاءة وبذلك تم نقل تقنية تشغيل جديدة تختلف عما كانت عليه من نظام الأنالوج ويقوم خبراء يابانيون في التركيبات بتدريب المختصين في الدار على تشغيل المعدات وذلك على مرتين الأولى في نوفمبر من العام الماضي والثانية في أبريل من هذا العام وكما حدث مع دار الأوبرا الجديدة فبعد انتهاء التعاون عن طريق المنح، تقوم الدولة المتلقية للمنحة بادارة المشروع ودعمه، الا أنه في حالة حدوث مشكلات لم تكن متوقعة في البداية ويمكن أن تؤدي الى تعطيل ادارة المشروع، يمكن تقديم معونة للمتابعة وذلك حسب ما تقتضيه الضرورة، فتقدم المساعدة للدولة المتلقية للمعونة حتى تستمر فعالية المشروع. ومن أشكال معونة المتابعة :  الدراسة من أجل المتابعة وارسال معدات الفحص وارسال فريق للصيانة والاصلاح كذلك هناك أعمال هندسية عاجلة للحالات الطارئة. وقد أصبحت دار الأوبرا أكثر امتاعا بعد التجديدات ونرجو أن يذهب اليها الجميع للاستمتاع بأنشطتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى