عزت الفخراني يكتب: قراءة في ملف الطرق بمشروعات المحروسة (2)
طريق القاهرة _ الإسكندرية الزراعي
أحد أهم الطرق الرئيسية في جمهورية مصر العربية، ويربط بين العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الإسكندرية في الشمال على سواحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ طوله حوالي 214 كم ويخدم كل محافظات الوجه البحرى ويستخدمة أكثر من نص مليون مواطن يومياً .
رغم الطفرة التى تشهدها مصر فى مجال النقل إلا أن الطريق الزراعى لم يلقى التطوير الكافى رغم الإعلان عن ذلك مرات عديدة فى حقبة وزراء متعاقبين تحت مسميات عديدة منها خطة لإحياء الطريق الزراعى وشملت مجموعة من الكبارى على الطريق الزراعى ولكنها لم تنجح فى تخفيف حدة الأختناقات المرورية بالطريق وأثارت بعض من تلك الكبارى تساؤلات عديدة عن مدى جدواها وجودة تنفيذها وحسن إختيار أماكنها والذى سوف يتسبب فى بعض المشاكل بعد إنتهاء إنشائها وعلى سبيل المثال كوبرى أجهور عرب الرمل بمحافظة المنوفية مركز قويسنا وإلتقائه بمطلع طريق الدائرى الإقليمي وان هناك تصور مقدم لوزارة النقل بتاريخ 21/5/2019 بكوبرى أقل طولاً بين أجهور و عرب الرمل ويحقق المرجو منه ويحقق مسافة اَمنة بين نهاية الكوبرى وتقاطعه مع الطريق الإقليمي وباقى الطرق ولكن لم يأخذ في الإعتبار.
سوف نستعرض معاً بعض من المشاكل التى يعانى منها رواد الطريق الزراعى ….
يعانى الطريق من إختلاف عروض الطريق من 5 حارات إلى 3 حارات فى بعض الأماكن بداية من القاهرة إلى الأسكندرية والعكس فتصل السرعة إلى 60 كم / ساعة مما يتسبب فى إختناقات مرورية,
كما يعانى الأسفلت مشاكل عديدة من إنهيار بعض أجزاء الطريق و خصوصاً جوانب الطريق لوجود تجمعات مياة فى فصل الشتاء وعدم وجود نظام لطرف لتك المياة من على جسم الطريق و حدوث أخاديد طويلة بالطرق Rutting بسبب الأحمال المرورية و مشاكل بجسم الطريق
وجود مطبات صناعية بالطريق فى أماكن متعددة تسببت فى تكدسات مرورية وزحف للأسفلت و هبوط,
ليس هذا كل شيء ولكن دعونا ننتقل إلي التصميم الأفقى والرأسي للطريق والذى لا ينتمى لأى مواصفة للطرق بالإضافة إلى نقاط الدوران على الطريق والتى تفتقد إلى الأمان ولا تتطبق بها أى مواصفات لطرق بمصر والعالم أجمع مما يجعل الخروج أو الدخول منها بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب وكم من أبرياء فقدوا حياتهم بتلك الطرقات .
طوال الطريق سوف تجد أماكن بالكيلومترات تعانى حالة ظلالم دامس وقاتل وكتل من الخرسانات على أجناب الطريق وخصوصا بالجزيرة الوسطى و التى تعد قنابل موقوتة تنتظر إصطدام السيارات بها لتطيح بأرواح الأبرياء ,وفى عرض الطريق وطول حفر داخل الأسفلت و تأكل بطبقة الأسفلت كفيلة بقتل مزيد من الأبراياء و تحطيم سيارتهم .
عندما تستعد للسفر عبر الطريق الزراعى فيجب أن تجرب طب العطارين و تطرق باب العرافات حتى تعثر على تخطيط أرضى أو علامات إرشادية ولوحات ترشدك لأى مدينة أو أتجاة , حتى والمتبقى منها منذ عشرات الأعوام يختفي خلف غبار الأعوام وطين عجلات السيارت التى عبرت الطريق منذ عهود بعيدة.
هناك نقاط كثيرة على طول الطريق بمثابة مصايد موت حقيقية وتشبة مثلث برمودا ومنها على سبيل المثال لا الحصر مثلث برمودا رقم 1 :
(كوبرى أجهور – عرب الرمل و تقاطعه مع/ الدائرى الإقليمي وطريق شبرا – بنها الحر و/ الطريق الزراعى للقاهرة) , كل هذا فى مسافة لا تتجاوز الــ 100 متر ومطلوب من رواد الطريق أتخاذ قرار فى تلك المسافة القصيرة للتوجة الى أحد تلك الاتجاهات الثلاثة !!!
وضف إلى هذا حالة الظلالم التى تخيم على تلك التقاطعات الهامة والحيوية وعدم وجود علامات إرشادية بمسافات كافية قبل تلك التقاطعات طبقا لما تنص علية مواصفات الطرق المصرية .
مثلث برمودا رقم 2 : على الطريق الزراعى و هو ليس ببعيد عن المثلث رقم 1 فهو يبعد 1000 متر فقط عنه و يتمثل فى (نزلة الطريق الإقلمي لمدينة بنها و طريق القاهرة / مدخل مدينة بنها وكوبرى بنها العلوى للقادم من إتجاة الأسكندرية / ومدخل عشوائى لمدينة كفر الجزار / مخرج عشوائى جانبى بجوار مدخل وكوبرى كفر الجزار _ بنها مباشرة ) كل ماسبق بالمثلث المذكور يمثل حالة تداخل عجيبة وإتجاهات متعددة لكافة أنواع السيارات فى غياب تام للتخطيط والأنارة والعلامات الأرشادية مما يتسبب فى كوارث كان ثمنها أرواح مواطنين أبرياء , ولا يغيب عن أى متخصص مشكلة قرب بداية كوبرى بنها العلوى للمتجة إلى القاهرة من مدخل كوبرى كفر الجزار _ بنها والتى تسببت فى حوادث عديدة منذ أعوام تصل إلى عشرات الأعوام راح ضحيتها أعداد يصعب حصرها وكأن علاج تلك المشكلة أستعصي على وزراة النقل !!!
والأمر لا يتطلب إلا تعديل منحني الدخول والخروج لكوبرى بنها العلوى لخلق مسافة اَمنة بين بداية الكوبرى و مدخل مدينة كفر الجزار_ بنها مع تطبيق المواصفات فيما يخص التخطيط والعلامات الإرشادية والأنارة …الخ .
إن خطة إحياء الطريق الزراعى الحقيقية أصبحت واجب وحق لكل مواطنى وجة بحرى بعد الطفرة التى تشهدها مصر بكافة محاور الطرق والتى يجب أن تتطبق فيها معايير الطرق المصرية بكل نواحيها مع الأخذ فى الإعتبار وجود يوتيرنات علوية على طول الطريق للحفاظ على أرواح مواطنى تلك المدن المنتشرة على طول الطريق بعد معاناة أعوام عديدة.