أمريكا تشكو الإمارات لحمايتها “الأوليجارش” الروس

تشكو الإدارة الأمريكية، من أن الإمارات التي اتخذت موقفا أكثر ودية تجاه روسيا بعد حربها على أوكرانيا، تحجم عن التعاون مع الولايات المتحدة لملاحقة الأوليجارش (الأغنياء) الروس.

جاء ذلك في تعليق نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين، كشفوا عن مساع لمصادرة يخت فاخر مرتبط بالأوليجارش الروس يرسو في دبي، رغم ما قد يشكله ذلك من تحد دبلوماسي.

وقالت الصحيفة إن قيمة اليخت “مدام جو”، تبلغ 156 مليون دولار، وهو موجود في دبي، ولم يكن وجوده هناك في السابق يثير مشاكل، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، حوله إلى دائرة الاهتمام.

وبات اليخت محط حرب دبلوماسية بين واشنطن وأبوظبي، الحليف المهم للولايات المتحدة، والتي تحولت إلى ملاذ آمن للأموال الروسية بعيدا عن العقوبات الأمريكية، بحسب الصحيفة.

ويبلغ طول اليخت “مدام جو” نحو 98 مترا، وفيه مهبط مروحية وناد للياقة البدنية ومصعد.

وتعود ملكية اليخت الذي تقدر عملية طلائه سنويا بنحو مليون دولار، واللافت للأنظار بلونه الأزرق، لـ”أندريه سكوتش” وهو أحد أثرى أعضاء مجلس الدوما الروسي، وهو أيضا أحد أقطاب صناعة الصلب، تقدر ثروته بنحو 2 مليار دولار، بحسب “فوربس”.

وكانت الخزينة الأمريكية فرضت عقوبات على “سكوتش” سنة 2018، على خلفية دوره في الحكومة وارتباطه بمجموعات روسية للجريمة المنظمة، بما في ذلك توليه لفترة من الزمن قيادة إحدى تلك المنظمات.

وفي يونيو/حزيران الماضي، صنفت الولايات المتحدة اليخت على أنه “ملكية محظورة”، وهذا يعني أن اليخت لا يمكنه استخدام الشركات الأمريكية لصيانته أو توظيف مواطنين أمريكيين أو حتى استخدام الدولار.

وتتخذ وزارة العدل الأمريكية الآن خطوات لمصادرة “مدام جو”.

ولم يعلق المسؤولون الإماراتيون على قضية “مدام جو”، لكنهم قالوا في بيان إنهم يأخذون “حماية سلامة النظام المالي العالمي على محمل الجد”.

بيد أن تقارير غربية، كشفت أن اليخت رفع علم الإمارات، عقب صدور العقوبات عليه.

ولم تختر الإمارات حيث إمارة دبي الجذابة وإمارة أبوظبي الغنية بالنفط، الانحياز إلى أي من طرفي النزاع في حرب موسكو على أوكرانيا، بل رحبت بتدفق الأموال الروسية على مساكنها الشاطئية وفنادقها الفخمة.

وإلى حد الآن تتجنب اليخوت الضخمة والطائرات الخاصة المرتبطة بالأثرياء الروس التدقيق في بلد، يعتبر طويلا نقطة جذب للأموال الأجنبية المشروعة منها وغير المشروعة.

وسبق أن كشف تحقيق قبل أشهر في تسريب لبيانات، أن هناك الكثير من مالكي العقارات الروس في دبي من المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم أو بموجب عقوبات دولية، بما في ذلك رجال أعمال مقربون من الكرملين.

ويبدو أن وجود الروس الظاهر للعيان بشكل متزايد في الإمارات، يثير شعور واشنطن المتزايد بالاحباط.

ويتهم البيت الأبيض خصمه الكرملين باستغلال الشركات التي يسيطر عليها في الإمارات للحصول على إمدادات الحرب التي يحاول الغرب إبعادها عن متناول روسيا.

وسبق أن دعا ناشطون وسياسيون غربيون، إلى إدراج الإمارات على القائمة السوداء، بسبب إخفاقها في مكافحة تدفق “الأموال القذرة” وعدم مساعدتها الدول الأخرى في تنفيذ العقوبات المفروضة على الأوليجارش الروس.

كما دعوا لفرض عقوبات ثانوية على الإمارات، ما لم تقدم المساعدة للدول التي تسعى وراء أصول الأوليجارش الروس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى