عزت الفخراني يكتب:  التعود أم الحب

عزت حسنى الفخرانى 

أول سيارة إشتريتها كنت بحبها جدا وبيني وبينها عشق، وكانت أسعد اللحظات لما أغسلها بنفسي وأحط لها المعطر اللي بحبه،
كانت أمتع اللحظات لما أخذها وأتحرك بها منفرداً في الشوارع بليل مع صوت الكاست وفاتح شبابيك السيارة وأستقبل نسمات هواء نضيف خالي من التلوث فيه لسعة البرد الخفيفة المنعشة.
دارت الايام ولفت وفكرت أغير سيارتي القديمة وأعنلت عنها في أحد جروبات السيارات ونشرت صور لها من الداخل والخارج وأعلنت سعر البيع، ولم يمر غير ساعات قليلة وحضر مشتري لها وتواصل تليفونياً وأبدى رغبة شديدة في الشراء،
أحضر معه فني لفحص السيارة، وقفت بجوار سيارتي أشاهد الفني يحفص سيارتي من كل الاتجاهات أحسست بغيرة ولحظة حب عجيبة وسؤال طرأ في عقلي سريعا..
هتسييها وتفرط فيها لحد تاني؟
وكأنها جزء مني.. لحظة كانت عجيبة.
المشتري مش مصدق حالة العربية الممتازة وسأل ليه بتبعها؟
قولت عشان أشتري حاجة زيرو.
الشاري بدأ يفاصل رغم السعر المعلن وانا لا أجيد الفصال والمناهدة،
حسيت في لحظة إن سيارتي بتنادي عليا وكأنها كائن حي…. هتفرط فيا؟
في لحظة لقتني بقول للمشتري.. كلمة زايد مش هبيع العربية ومعاك دقيقة ترد عاليا وبدون كلام لاني مش هبيع العربية دي.
الرجل حسم أمره في جزء من الثانية واشتري العربية.
جسلت أتسأل انت كنت بتحب العربية ولا متعود عليها؟
إيه الفرق بين الحب والتعود؟
الحب حالة وأحاسس قابل للتغير ومرتبط بزمن وشكل، وإذا انقلب الحب إلى تعود فقد قيمتة وإحساسه.
أما التعود فهو أقوى من الحب وإذا إنقلب التعود إلى حب ذاده قوة وتعلق.

 المقال القادم
قراءة في ملف الطرق بمشروعات المحروسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى