المونيتور: مصر تراهن على أمريكا لاستئناف محادثات سد النهضة 

سلط موقع “المونيتور” الضوء على تركيز الدبلوماسية المصرية على حث الولايات المتحدة الأمريكية للعب دور حاسم في استئناف المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن أديس أبابا استغلت مشاركتها في قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP27) في مدينة شرم الشيخ المصرية لتسليط الضوء على السد كـ “مفتاح للتعاون الإقليمي بمجال الطاقة المتجددة”.

وذكر الموقع، في تقرير له، أن القاهرة تأمل، عقب القمة، في استئناف المفاوضات المتوقفة مع السودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل ، شريان الحياة المائي الرئيسي لمصر، وتراهن على دور حاسم لواشنطن في هذا الصدد.

وأضاف أن المبعوثة الأمريكية الخاصة للتنوع البيولوجي والموارد المائية “مونيكا مدينا” تحدث، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني، عن دور الولايات المتحدة في حل الصراع على المياه، قائلة: “عينت الإدارة الأمريكية مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي (مايك هامر)، وهو يعمل بجد لإيجاد حل”.

وشددت “مدينا” على “الحاجة إلى ضمان الوعي الكافي بعدم إهدار المياه، فضلاً عن توفير حلول تكنولوجية منخفضة التكلفة لتحسين كفاءة الاستخدام”، مشيرة إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لديها مجموعة متنوعة من البرامج لمساعدة المزارعين في أفريقيا على إدارة موارد المياه.

وكان الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قد جدد دعم بلاده لأمن مصر المائي وحقوقها في نهر النيل، خلال لقائه بالرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” على هامش قمة المناخ، وذلك في أول زيارة يقوم بها إلى مصر منذ توليه منصبه.

ودعا “السيسي”، خلال لقائه “بايدن”، الولايات المتحدة إلى لعب “دور مؤثر” في حل أزمة سد النهضة.

وفي السياق، يشير “المونيتور” إلى أن الولايات المتحدة دعت قادة مصر والسودان وإثيوبيا إلى قمة أمريكية أفريقية في واشنطن، من المقرر عقدها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ووفقًا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية فإن القمة “ستظهر التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا ، وستؤكد على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا”.

وفي سياق متصل، شارك مسؤولون مصريون وأمريكيون مؤخرًا في مؤتمر نظمه المجلس القومي للعلاقات الأمريكية العربية، ومقره واشنطن، وناقشوا أزمة السد الإثيوبي.

وقال النائب المصري “محمد أبو العينين”، خلال المؤتمر، إن الولايات المتحدة تملك “مفتاح حل الأزمة ولديها القدرة على الضغط على إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وبإرادة سياسية جادة وضمن إطار زمني محدد”، محذرا من أن ينذر الفشل في تسوية الأزمة بنزاعات جديدة في المنطقة.

فيما أكد الدبلوماسي الأمريكي والسفير السابق لدى إثيوبيا “تيبور ناجي” أن العلاقات مع كل من مصر وإثيوبيا مهمة للغاية بالنسبة لواشنطن.

وقال “ناجي” لـ “المونيتور”: “مصر شريك مهم في الشرق الأوسط بينما تكتسب إثيوبيا مكانة في القرن الأفريقي. وهذا ما يفسر التصريحات الأمريكية الغامضة بشأن قضية سد النهضة. ومع ذلك ، فإن الولايات المتحدة تسعى بجدية لحل الأزمة في ظل إدارة بايدن”.

وأشار “ناجي” إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية قادت جهود الوساطة بين مصر وإثيوبيا خلال المفاوضات السابقة بشأن سد النهضة، على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت أكثر قدرة على التعامل مع هذه الأزمة المعقدة.

وأضاف: “الآن غيرت إدارة بايدن النهج، وعيّنت مبعوثًا أمريكيًا إلى القرن الأفريقي، ما يشير بوضوح إلى مدى جدية واشنطن (..) أديس أبابا ماطلت لكسب الوقت من خلال الإصرار على وساطة خبراء الاتحاد الأفريقي فقط. ”

وأشار “ناجي” إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في فشل مصر وإثيوبيا في التوصل إلى اتفاق، لافتا إلى أن “السودان سيوافق على أي شيء يتفق عليه الطرفان الآخران، لأنه سيستفيد من السد من خلال تنظيم مياه النيل الأزرق وتوليدها للكهرباء” حسب قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى