هل وزيرة الداخلية الألمانية شاذة جنسيا؟.. ظهور مثير من قطر فجر جدلا
في تعدٍّ صارخ للقوانين والضوابط التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ارتدت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” شارةً المثليين، خلال حضورها مباراة منتخب ألمانيا واليابان، ضمن المجموعة الخامسة من كأس العالم فيفا قطر 2022 على ستاد خليفة الدولي.
وفي تحدٍّ وقح لقوانين قطر البلد المضيفة لكأس العالم وقرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم، شوهدت وزيرة الداخلية الألمانية وهي ترتدي شارة المثليين داخل ستاد خليفة الدولي.
المثير للانتباه، هو قيام المسؤولة الألمانية بتغطية الشارة عبر الجاكيت، التي كانت ترتديها خلال دخولها الملعب.
لكن وبمجرد وصولها إلى المكان المُخصص للشخصيات الرسمية من أجل مشاهدة المقابلات، نزعت “نانسي فيزر” الجاكيت لتُصبح بذلك شارة “One Love”، لدعم المثليين على ذراعها اليسرى واضحة.
التقطت وسائل الإعلام الحاضرة اللحظةَ التي أردات خلالها “فيزر” تسجيلَ موقفٍ، كان قد مُنع وحُظر على عدد من المنتخبات المشاركة.
واستغلّت المسؤولة الألمانية حصانتها الدبلوماسية في دولة قطر من أجل التعدي، ليس فقط على قوانين الدولة المُضيفة؛ ولكن أيضاً على القوانين المنظمة للعبة، والتي يصوغها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
أثارت حركة “فيزر” التي وصفها المتابعون بـ”العنهجية”، والتي يشوبها “النفاق”، موجةً من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث عبّر الكثيرون عن استيائهم من عدم الاحترام والتقدير، الذي أظهرته الوزيرة الألمانية لدولة قطر، ومن ورائها آلاف المشجعين الحضور في ستاد خليفة الدولي.
فيما ذهب البعض إلى التساؤل عن كون نانسي “فيزر” شاذة جنسياً من عدمه، لإصراراها على إتيان هذا الفعل رغم حظر (الفيفا) له، والتزام جميع الفرق والمشجعين أيضاً به.
وكانت “فيزر” قد أطلقت قبل انطلاق مونديال قطر 2022، موجةً من التصريحات جلبت لها الكثير من الانتقادات.
حيث أشارت خلال مقابلة تلفزيونية، إلى أنّ استضافة قطر للمونديال، أمرٌ “بالغ الحساسية” بالنسبة للحكومة الألمانية.
وتابعت أنه: “من الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”، في إشارة إلى دولة قطر.
نتج عن ذلك، استدعاءُ الحكومة القطرية لسفير ألمانيا في الدوحة، من أجل الاحتجاج على تصريحات المثيرة للجدل.
وبالفعل، قرّرت فيزر التراجع عن تصريحاتها، وأكدت في ذلك الوقت، أنها ستقوم بزيارة إلى قطر من أجل معاينة وضع حقوق الإنسان.
ثم زارت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” قطر، حيث قُدّمت لها إحاطة شاملة حول سجل البلاد على صعيد حقوق الإنسان، لتعود خلالها لتعبر عن أسفها عمّا بدر منها من تصريحات مُسيئة للجانب القطري.
وهناك في الدوحة اجتمعت “فيزر” مع رئيس وزراء قطر ووزير الداخلية الشيخ “خالد بن خليفة آل ثاني”، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “جاني إنفانتينو”.
وخلال ذلك اللقاء، أكد وزير الداخلية القطري “على ضرورة تصحيح المعلومات المغلوطة حول وضع العمالة وحقوق الإنسان في قطر، والتي ساهمت في نشرها حملة مضللة ممنهجة تستهدف دولة قطر”.
وبعد ذلك اللقاء، أكدت فايزر لشبكة “إي آر دي” التلفزيونية العامة، بأنّه “من المهم دعم قطر في إصلاحاتها الحاسمة للمستقبل. لهذا السبب، قررت دعم هذا المسار والذهاب إلى هناك لحضور المباراة الأولى لألمانيا”.
وأضافت: “سندعم أيضا الإصلاحات في قطر بعد كأس العالم، حتى يستمر تحسن الواقع اليومي للعمال المهاجرين وأوضاع حقوق الإنسان”.
وزيرة الداخلية الألمانية تشيد بقطر
وأكدت الوزيرة الألمانية آنذاك أنّها، وخلال زيارتها إلى الدوحة، حصلت “للمرة الأولى” على “ضمانات أمنية” لجميع المشجعين الذين سيزورون قطر خلال كأس العالم، بمن فيهم الزوار من أفراد مجتمع الميم، في بلد تجرم قوانينه المثلية الجنسية.
وقالت فايزر في بيان: إن “كل الناس، بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه، وعمن يحبونه، وعما يؤمنون به، يجب أن يكونوا آمنين في المونديال. يجب أن يشعر كل مشجع بالحرية وبقدرته على التنقل بأمان”.
وأضافت: “لقد أعطاني رئيس الوزراء هذا الضمان الأمني”.
الوزيرة التي أصبحت عند الكثير من النشطاء مثالاً للتناقض الصارخ في المعاملة الأوروبية مع باقي الدول؛ ولكن خاصة العربية.
يشار إلى أنّ 7 منتخبات أوروبية مشاركة في مونديال قطر 2022، كانت قد أعلنت الاثنين الماضي، أنها عدَلت عن قرارها بارتداء قادتها شارةً لدعم المثليين خلال المباريات، لتجنّب العقوبات.
وتأتي الممارسات غير اللائقة التي ظهرت بها الوزيرة الألمانية اليوم، لتؤكد على سياسية الكيل بمكيالين، التي تنتهجها أغلب الدول الغربية في تعاملها مع باقي الأطراف.