نكشف أسباب رفض وزير الخارجية اليوناني النزول من طائرته بطرابلس الليبية
بعد قرابة شهر ونصف من توتر في العلاقات الليبية اليونانية على خلفية اتفاقية عقدتها طرابلس مع أنقرة، اتخذت العلاقات بعدا تصعيديا جديدا.
بُعد تصعيدي، بدا واضحًا بعد رفض وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الذي كان من المقرر أن يزور العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الخميس، مغادرة الطائرة لدى وصوله مطار معيتيقة، ليتجنب استقباله من قبل نظيرته في الحكومة المنتهية ولايتها والتي تشكك أثينا في “شرعيتها”.
المنقوش تعلق
إلا أن الخطوة اليونانية ردت عليها وزارة الخارجية الليبية في حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية، قائلة في بيان ، إن الوزيرة نجلاء المنقوش كانت عند سلم الطائرة لاستقبال نظيرها اليوناني نيكوس ديندياس وفق الأعراف الدبلوماسية”.
مضيفة “بناء على طلب منحته -لم تحدد الجهة الطالبة- وافقت على زيارة نظيرها العاصمة الليبية.
وأوضحت الوزارة أن ديندياس “رفض النزول من الطائرة قبل مغادرتها دون أي توضيح، في موقف مفاجئ يدعو للاستياء”.
وعبرت عن استنكارها هذه الخطوة وتعهدت بالرد “بالإجراءات الدبلوماسية المناسبة”، واصفة مواقف وزير خارجية اليونان حيال ليبيا في الأيام الماضية بـ”الفجة” على حد تعبير البيان، مشيرة إلى أن تصريحاته “غير متزنة” فيما يتعلق بسيادة البلاد.
اليونان توضح
غير أن أثينا كان لها رؤية أخرى؛ فوزارة الخارجية اليونانية ألقت باللوم في الحادث الدبلوماسي على السلطات الليبية، واتهمتها في بيان “بالتنصل من اتفاق” ينص على عدم عقد لقاء بين دندياس والمنقوش.
وأوضحت أثينا أنه كان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية في طرابلس رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي فقط، متجاهلا الحكومة، قبل أن يتوجه إلى بنغازي مقر السلطات الليبية في شرق البلاد.
وبحسب مصادر صحفية، فإن الوزير اليوناني الذي غادر العاصمة طرابلس وصل إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا، للقاء القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لبحث عدد من القضايا؛ بينها الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها حكومة الدبيبة مع أنقرة.
خلاف دبلوماسي
وكانت أثينا على خلاف مع طرابلس منذ توقيع الأخيرة مذكرتي تفاهم في 2019 مع تركيا، تتعلق إحداهما بالتعاون العسكري والثانية وهي الأكثر إثارة للجدل، بترسيم الحدود البحرية.
وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت طرابلس وأنقرة اتفاقية للتنقيب عن المحروقات في المياه الليبية، نددت اليونان ومصر سريعاً بها.
وقال دندياس في ذلك الوقت خلال زيارة إلى القاهرة إن “هذا الاتفاق يهدد الاستقرار والأمن في البحر المتوسط”، معتبرا أن حكومة طرابلس “لا شرعية لها”.
وتعاني ليبيا أزمة سياسية حادة فاقمها وجود حكومتين تتنازعان على السلطة، الأولى والتي منحها البرلمان ثقته في مارس/آذار الماضي برئاسة فتحي باشاغا، فيما الثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والتي تتخذ من العاصمة الليبية مقرًا لها.