مادة تحنيط بملايين الدولارات في مومياوات مصر.. ما حقيقة الأمر؟
فندت وكالة “فرانس برس” الأنباء التي تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص وجود “كميات من الزئبق المستخدم في تحنيط المومياءات الفرعونية” يمكن أن تباع بملايين الدولارات.
وجاء في إحدى هذه المنشورات الذي حصد عشرات آلاف المشاركات على مواقع التواصل أن مصر تملك 54 مومياء، وأن وزن الزئبق الموجود في هذه المومياءات يبلغ 162 غراما، وأن ثمنها يمكن أن يتجاوز المليار دولار.
وقالت الوكالة من خلال خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة “ميزان فرانس برس”، إن هذا الإدعاء غير صحيح بحسب الخبراء الذين استطلعت آراءهم الوكالة.
وشددت على أن ما يتم تداوله له ليس سوى من خيال مروجيه، إذ أكد خبراء الآثار خلو المواد المستخدمة في التحنيط من معدن الزئبق.
وبدورها قالت مديرة المتحف المصري في ميدان التحرير في القاهرة، صباح عبد الرازق لوكالة “فرانس برس”، إن المصريين القدماء لم يستخدموا الزئبق في عمليات التحنيط بل استخدموا مواد معروفة لكل متخصص في المومياوات”.
ومنها بحسبها “ملح النظرون ووظيفته تخليص الجسم من الماء، ونبيذ البلح من أجل التعقيم، ومواد نباتية مثل الكندر الذي يقوم بدور المادة الحافظة للجسم”، بحسب عبد الرازق.
وكان عالم الآثار المصري زاهي حواس نفى وجود ما يسمى بالزئبق الأحمر، الذي ادعى البعض أنه تم اكتشافه في المقابر الفرعونية.
وأعرب “حواس” عن حزنه وأنه شعر بضياع مصر يوم الثامن والعشرين من يناير 2011، عندما شاهد ألف شخص داخل المتحف المصري.
وقال في لقاء لبرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”: “الحمد لله كل اللي كان داخل المتحف المصري كان بيدور على الزئبق الأحمر والذهب”، نافيًا أن يكون هناك ما يسمى بالزئبق الأحمر مشيرا إلى أنه مجرد ادعاءات وتخيلات لدى البعض.
وأشار حواس إلى أنه تم اكتشاف مقبرة ووجد سائل داخل تابوت فيها، وتم وضعه في زجاجة، وحفظوه في الأقصر، وخدعوا الناس وقالوا زئبق، لكنه في حقيقة الأمر سائل تحنيط، مردفا “الذهب كان مقفولًا عليه والمتحف كان ضلمة”.
وعلقت مديرة المتحف المصري في ميدان التحرير بالقاهرة، صباح عبد الرازق لوكالة “فرانس برس” على ما جاء في المنشورات المضللة عن وجود 54 مومياء في مصر.
وقالت “هناك أكثر من 150 مومياء في مصر، منها 22 مومياء نقلت من المتحف المصري إلى متحف الحضارة في العام 2021، لكن العديد من المتاحف المصرية بها مومياوات ملكية، منها ما سيعرض في المتحف الكبير”.
وأيّدها في ذلك زميلها محمد يحيى عويضة الذي سبق أن شغل منصب مدير متحف التحنيط في الأقصر، واصفاً ما جاء في المنشورات بأنه “خرافة”.
وقال لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة “فرانس برس”: “المصريون القدماء لم يستخدموا الزئبق أبداً سواء في عمليات التحنيط أو في أي شؤون أخرى تخص حضارتهم”.
وأضاف: “ليس هناك أي حالة مسجّلة لوجود زئبق في أي مقبرة فرعونية”.