رجب الشرنوبي.. يكتب: عالم التيت تييت محافظ كفر الشيخ قيادي بدرجة عصري جداً!!!
يٌعتبر ديوان عام أي محافظة بمثابة النافذة التي يري ويحكم من خلالها المواطن علي الأداء العام للدولة..مستوي رضاء المواطن علي أداء محافظ الديوان.. يتكون من خلال ماتُقدمه مؤسسات الدولة التي يقودها من خدمات يومية.
هذا التقييم في الحقيقة يمثل إنعكاس عن مدي جودة هذه الخدمات المُقدمة من عدمه.. خطورة هذا المنصب أنه يمثل حلقة وصل مباشرة بين قيادة الدولة ومواطنيها.. كما أنه يعبر بوضوح عن إتجاه وفلسفة السياسة العامة للدولة.. الخدمات اليومية للمواطنين قطعاًجزء هام ورئيسي من هذه السياسة.
محافظ كفرالشيخ يتخذ قرار بإيداع جميع أختام الوحدات المحلية.. التي تحمل شعار الجمهورية مجلس مدينة كل مركز دون وحداته المحلية.. من يحتاج الخدمة من السادة المواطنين عليه التوجه إلي مبني مجلس المدينة للتصديق علي الخدمة.
قرار غريب وغير مدروس إتخذه المحافظ أياً كانت الأسباب والدوافع التي دفعته لذلك، سواء كان هذا الإيداع في مجالس المدن بشكل دائم أو فترة مؤقتة.. سواء كانت هناك دوافع وراء القرار أم مجرد إبتكار وتحديث في نظام العمل.
ماذا يعني إيداع الأختام مبني مجالس المدن دون الوحدات المحلية؟؟!!
أولاً: تشجيع علي العودة إلي المركزية في العمل وهو عكس إتجاه الفلسفة التي تنتهجها الدولة تماماً وتمثل أولوية لدي قيادتها السياسية.
ثانيا: إستقبال مبني مجلس المدينة هذا العدد من الجماهير يومياً، التي تأتي من عشرات الوحدات المحلية التي يقودها مجلس المدينة، يعني بالتأكيد مزيد من التكدس أمام أبواب المجلس وتأخير وسوء مستوي الخدمات المُقدمة.. بالتأكيد يصاحب ذلك مزيد من حالات الشكوي والتذمر وعدم الرضاء دون أي داع.
ثالثاً: إيداع الأختام مجلس المدينة دون وحداته المحلية.. يعني بمنتهي البساطة أن عشرات رؤساء الوحدات المحلية غير محل ثقة المحافظ، علماً بأنه من قام هو بنفسه بإختيارهم في هذه المواقع القيادية!!.
كيف يأتمنهم علي مصالح الناس وهم غير جديرين بثقته هو شخصياً؟؟!!!
رابعا: بفرض وجود من كان بينهم وغير أمين علي العهدة التي بحوزته!!
بأي منطق يتحمل الناس جزاء ذنب لم يقترفوه!!
كيف يتحمل المواطنين معاناة وتكاليف الذهاب من القري إلي المدينة أكثر من مرة، حتي يحصل أياً منهم علي خدماته وهم في أمس الحاجة إليها؟!
لماذا يقطعون في سبيل ذلك عشرات الكيلومترات يومياً؟؟!! يتحملون تكاليف وجهود إضافية هم في غني عنها فوق ضغوط الحياة اليومية.
خامساً: نزع السلطة عن رؤساء الوحدات المحلية يُفقدهم بريقهم ويحد من طموحهم، يحولهم إلي مجرد موظفين عاديين من موظفين المجلس، وهو ماسوف ينعكس علي الجدية في تقديم عشرات الخدمات، التي تقوم بها الوحدات المحلية للمواطنين في القري.
سادساً: من المفترض أن الدولة تسعي إلي توفير الحياة الكريمة لأكثر من ثلثي مصر في القري والنجوع.. تعمل الدولة من خلال هذه المشروع العملاق “حياة كريمة” إلي إقامة ما يسمي بمركز الخدمات المجمعة لكل وحدة محلية.
السؤال الآن كيف تسعي الدولة لإقامة مثل هذه المراكز المجمعة لأبناء القري وتحت إشراف الوحدة المحلية ثم يتم نزع السلطات عن هذه الوحدات وتهميش دورها بهذه البساطة؟؟!!
سابعاً: ربما يري اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ مالانراه نحن أبناء كفر الشيخ.. فإن كان نرجوا أن يُفصح عنه يتعلم من يشاء ويرضي من آبي ويكون نهجاً إدارياً جديداً.. نشرف بدراسته لأبنائنا وبناتنا بجامعة كفر الشيخ العام الدراسي القادم.
مع خالص تحياتي