شباب نمرة البصل يعملون بروح أكتوبر ويضربون أروع الأمثلة.. مبادرات تجميل القرية بدأت من المقابر
■ مساعدات للأسر المحتاجة ■ تنظيف الشوارع ■ اقامة مظلات ومقاعد فى المقابر والبقية تأتي..
■ الأمة – القاهرة:
حب الخير والرغبة في المساعدة وتقديم يد العون لكل محتاج أرهقته متاعب الحياة؛ هو ما دفع مجموعة من شباب قرية “نمرة البصل” التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية للتطوع والبدء في مبادرات خيرية وانسانية.
البداية كانت قبل شتاء العام الماضي حيث قامت مجموعة من الشباب بمساعدة العديد من الأسر المحتاجة وأصحاب البيوت المعروشة بالخشب وقاموا فيما بينهم، ومنهم عاملون خارج مصر بشراء “مشمعات” بلاستيكية تستخدم كأغطية فوق الأسطح حتى لا تداهما الأمطار، ولاقت الفكرة قبولا في القرية، وأوجدت شعور الرضا والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية لمساعدة المحتاج.
ومنذ أيام اقترح هؤلاء الشباب فكرة لطرحها على جروب “رابطة شباب نمرة البصل” على الفيسبوك بإقامة مظلات من الصاج في بعض الأماكن داخل المقابر وعلى الشارع الملاصق، تكون حماية لمشيعى الجنازات من حر الصيف وأمطار الشتاء.. الفكرة لاقت استحسان الشباب وعلى الفور قام كل من حسام الحنش، عبدالمنعم صقر، يحيي عادل مرسال، عادل نجيب طنطاوي، كمجموعة مسؤولة عن الجروب بالتشاور وبدأوا العمل مثل خلية النمل.
البركة فى الشباب
في البداية يقول عبدالمنعم صقر (أحد الشباب القائمين على المبادرة): قمنا بشراء الحديد والصاج، وبدأنا فيما بيننا كمجموعة نتحدث مع الأهل والأصدقاء لإتمام هذا العمل والبركة فعلا في الشباب الذى تطوع معنا للعمل في هذا المبادرة سواء بالجهد، أو المال، أو القول، والدعوة لفعل الخير، خاصة وان قرية نمرة البصل محرومة من الكثير من الخدمات، وبشكر كل الناس التى تواصلت معانا لاتمام وانجاح هذا العمل الخيري.
وجارى حاليا العمل على الاهتمام بمقابر القرية وبالجهود الذاتية بعد حملة التنظيف التي تمت خلال الأسابيع الماضية، مرورا بعمل مظلات وانشاء مقاعد انتظار للأهالي لاستخدامها أثناء تشييع الموتى للتخفيف عن كبار السن من معاناة الانتظار أمام المقابر حتي نهاية الدفن، بالإضافة أيضا لإنارة المقابر بالكامل.
أعمار مختلفة
ويؤكد عادل نجيب طنطاوي، أحد القائمين على المبادرة، إن جميعهم من أعمار مختلفة بينهم الطالب والموظف والمزارع، والعامل وهم من ابناء قرية نمرة البصل، وقرروا فيما بينهم أن يكون لهم دور فى قريتهم لتقديم الخدمات لأهلهم وخلق مجتمع متجانس يؤمن بالعمل الجماعى، وحتي تكون تلك المبادرات حافزا للجميع على المشاركة المجتمعية، وأن يكون كلا منهم فاعلا فى موقعة وبما يستطيع تنفيذه، وكانت المفاجأة استجابة الكثير منهم.
وتابع، أنهم يواصلون عملهم فى مبادرتهم الخدمية التطوعية، ويعتبرون أن رسالتهم ودورهم مستمر حتى الاحتفال بالانتهاء من تحقيق حلمهم أن تصبح أجمل قرية بسواعد شبابها.
واقع ملموس
ويقول البيلى رياض: كنت موجود مع مجموعة الشباب بعد طرح الفكرة خاصة ان هناك تجربة سابقة قام بها العديد من الشباب والأفراد المخلصين بالقرية الذين أثبتوا للجميع تحمل المسؤولية بعيدا عن حسابات المصالح، والحمد لله يتم تنفيذ الفكرة وأصبحت واقع ملموس أمام الجميع، فكل الشكر والثناء لكل شخص سعى واجتهد بإخلاص، والشكر للشباب الذى تصدر العمل بعد غياب كبار البلد وأعضاء المجالس النيابية والتشريعية، ومازال الباب مفتوحا للجميع لمن تأخر للمساهمة فى دعم الشباب لتدارك مافاتهم من مشاركتهم المجتمعية بعيدا عن مصالحهم الشخصية، وإلا فقد فاتكم الكثير.
نشر الخير
ويقترح محمد بدير الأعرج: بالتوسع في تلك المبادرات التى تسعي على نشر الخير وفعله والاتجاه نحو الأسر المحتاجة بمختلف أنحاء القرية وعمل مسح ميداني وتحديد الأسر التي تحتاج للدعم والمساعدة خاصة مع بدء المدارس ودفع المصروفات عن الطلاب الغير قادرين وشراء مايلزمهم من كسوة المدرسة، وكذلك السعي في تقديم مساعدات للحالات المرضية سواء شراء أدوية، أو تحمل تكاليف عمليات جراحية وتجهيز العرائس الغير قادرة، وسداد الديون عن أسر وأشخاص غير قادرين بالقرية.
شكرا للوحدة المحلية
وقدم يحيي عادل الشهير بـ “أبوعادل” وأحد القائمين على المبادرة، الشكر على التعاون الجاد من قبل مسئولي الوحدة المحلية بقرية نمرة البصل في إنشاء مظلة المقابر وتسخير كل الإمكانيات والمعدات في هذا العمل.
جيل واعي
ويضيف أحمد عبد المحسن الشهاوي، إن تلك المبادرات تؤكد إن شباب قرية نمرة البصل قادرون على تحدي الصعاب، وهناك جيل واعي وغيور على بلده، ويتمنى لها أن تكون أفضل حالا عن ما قبل، وأثنى الشهاوي على كل من قام بهذا العمل وكل من شارك فيه.
جدير بالذكر إن جروب رابطة شباب نمرة البصل قام بمشاركة الأهالى وبعض مشجعي حفظ كتاب الله بتكريم حفظة القرآن الكريم من جميع الأعمار في احتفالية كبرى حيث تم تكريم الجميع باعطاءهم شهادات تقدير ومصاحف ودروع تكريم.