منافسة هندية كورية على صفقة إنتاج طائرات مقاتلة بمصر

اعتبر موقع “بريكنج ديفينس” الأمريكي، زيارة وزير الدفاع الهندي “راجناث سينغ” إلى مصر، الإثنين الماضي، “أحدث علامة على توطيد العلاقات الدفاعية بين البلدين”، والتي من الممكن أن تؤدي إلى صفقة تصنيع مشتركة للمقاتلات الخفيفة.

وأشار الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية، في الوقت ذاته، إلى أن القاهرة تدرس عرضا منافسا من كوريا الجنوبية لتصنيع طائرات قتالية من طراز “FA-50”.

وذكر الموقع، أن “سينغ” وقع، خلال زيارته مذكرة تفاهم مع نظيره المصري “محمد زكي”، تنص على تعزيز البلدين للتعاون الدفاعي. وذلك بعد إعلان وسائل إعلام هندية ومصرية، أواخر يونيو/حزيران الماضي، أن الهند عرضت إقامة مصانع في مصر لإنتاج طائرات مقاتلة خفيفة ومروحيات من طراز “تيجاس MK1A”

وأضاف الموقع ان الهند ليست الدولة الوحيدة التي تحاول إبرام صفقة تصنيع للطائرات الدفاعية مع مصر، ففي أغسطس/آب الماضي، أفادت وسائل إعلام دولية بأن كوريا الجنوبية عرضت على مصر خدمات مدربيها لقيادة الطائرات القتالية من طراز “FA-50″ودعم إنتاجها محليا.

وهنا يشير التقرير إلى أن مصر تحرص على توطين الإنتاج الدفاعي، كالعديد من دول الشرق الأوسط الإقليمية، لكن بنموذج أعمال مختلف عن دول الخليج.

ففي حين تستهدف البلدان الأخرى الوصول بالإنتاج المحلي الدفاعي إلى نسبة 50% بحلول عام 2030، تدخل مصر في مفاوضات مع دول الشرق الأقصى، مثل الهند وكوريا الجنوبية، مع وضع الاستفادة من البنية التحتية الصناعية الحالية، التي تمتلكها بالفعل، في الاعتبار.

وفي هذا الإطار، نقل “بريكنج ديفنس” عن محللين أنه في حالة إبرام صفقة تصنيع المقاتلات مع الهند، فإن مصر ستربح شيئًا أكثر قيمة من مجرد التصنيع، وهو كسب “معرفة متقدمة بالإنتاج العسكري”.

وقال “محمد سليمان”، المدير بشركة الاستشارات الدولية “مكلارتي أسوشيتس”، والباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط: “لا تتطلع القاهرة فقط إلى تنويع خيارات الشراء ولكن أيضًا لتوطين الإنتاج بهدف تطوير القدرات الدفاعية المحلية”.

وأضاف: “تريد مصر أن تصبح قوة وسطى من حيث تطوير القدرات العسكرية المحلية المرنة، والتي من شأنها أن تسمح للقاهرة بمقاومة منافسة القوى العظمى”.

فيما نوه “أحمد عليبة”، خبير الدفاع في المركز المصري للدراسات الإستراتيجية، إلى وجود “مفاوضات جارية بين مصر والهند بشأن التصنيع المشترك للمقاتلة تيجاس في مصر، مشيرا إلى أن “مصر لديها بالفعل بنية تحتية لتصنيع الطائرات منذ أوائل الخمسينيات”.

وأضاف: “المفاوضات تمضي قدمًا بين الجانبين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد وأتوقع أن يشهد معرض الدفاع القادم في مصر (إيدكس 2023) إعلانًا رسميًا بشأن نتيجة هذه المفاوضات، تمامًا مثل صفقة تصنيع مدافع هاوتزر مع كوريا الجنوبية”.

وفي حال توقيع الصفقة، توقع “عليبة” أن يتم التصنيع المشترك للطائرة تيجاس في الهيئة العربية للتصنيع، حيث تم تجهيز المنشآت لمثل هذا النوع من الإنتاج.

ولكن في أعقاب صفقة هاوتزر، التي بلغت قيمتها 1.6 مليار دولار، لم تتخل كوريا الجنوبية عن احتمال إفساد صفقة مصر مع الهند، عبر عرضها الخاص بإنتاج طائرات “FA-50” الهجومية الخفيفة محليا.

ورغم عدم تأكيدها رسميًا، إلا أن وسائل إعلام دولية أفادت بأن المناقشات بين كوريا الجنوبية ومصر بشأن تصنيع الطائرات الهجومية الخفيفة لا تزال جارية، ما قد يساهم في دعم تنويع القوات الجوية المصرية لأسطول طائراتها المقاتلة، الذي يضم طرازات مختلفة، بما في ذلك إف 16، وميراج، وميج 29، ورافال.

ويرى “عليبة” أن اختيار مصر لصفقة التصنيع المشترك للمقاتلات مع الهند، لن يمثل مفاجأة كبيرة، لأنه ليس أول تعاون دفاعي بين البلدين، إذ تدرب الطيارون المصريون تاريخيًا على يد نظراء لهم بالقوات الجوية الهندية.

كما سبق للقاهرة ونيودلهي بحث إقامة مشروع مشترك لتصنيع الطائرة المقاتلة “حلوان 300” منذ عام 1960، وتم تشكيل لجنة الدفاع المشتركة الهندية المصرية في أغسطس/آب 2006 بالقاهرة، وعقدت حتى الآن 5 اجتماعات.

وفقًا لـ “عليبة”، فإن الهند كثيرا ما كانت اختيار مصر للإنتاج الدفاعي لـ 3 أسباب رئيسية، الأول هو الطلب المتزايد على الطائرات الهجومية الخفيفة، والثاني هو سعي القاهرة الدائم لتنويع مصادر التسلح، والثالث هو إمكانية سماح نيودلهي بنقل التكنولوجيا.

وأشار إلى أن الهند تعتبر “دولة متقدمة تقنيًا في صناعة الطائرات” حسب التصنيف المصري، ولديها صناعات عسكرية متطورة تهتم دول الشرق الأوسط بشراء إنتاجها إلى حد كبير، وفي المقابل، تعد مصر، بالنسبة للهند، بوابة لسوق الدفاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى