أكذوبة القبض على رجل دين بتهمة “صلاة الاستسقاء” !!
في ظلّ الفيضانات الكارثيّة التي ضربت باكستان في الآونة الأخيرة، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورا قيل إنها لرجلي دين باكستاني اعتلقتهما السلطات في حديثن مختلفين بعدما أديا صلاة الاستسقاء.
وجاء انتشار الصور بهذا السياق مع فيضانات أودت في هذا الصيف بحياة نحو 1400 شخص منذيونيو في باكستان جراء الفيضانات التي زاد الاحترار المناخي من شدتها.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من كراتشي إنّه لم يسبق أن رأى “كارثة مناخية” بمستوى الخراب الناجم عن الفيضانات في باكستان.
وتقدّر الحكومة الباكستانية الاحتياجات بما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإصلاح أو إعادة إعمار البنى التحتية المتضررة أو المدمرة، وهو مبلغ لا يمكن لباكستان جمعه وحدها في وقت تواجه أعباء ديون طائلة.
صور قديمة
لكن الصور المتداولة لا علاقة لها بهذه الفيضانات الأخيرة ولا بتوقيف شيخ دعا الله لكي تُمطر السماء، مثلما ادّعت المنشورات.
ففي الصورة الأولى، يظهر رجله على رأسه قناع أسود، يحيط به عدد ممّن يبدو أنّهم رجال أمن.
وجاء في التعليقات المرافقة “بعد فيضانات باكستان، شرطة كراتشي تُلقي القبض على إمام المسجد الذي صلّى صلاة الاستسقاء”.
و بالتفتيش عن الصورة على محرّكات البحث يُظهر أنها منشورة خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في وسائل إعلام باكستانية، ما ينفي أن تكون حديثة مثلما ادّعت المنشورات.
وأمكن العثور على نسخة من هذه الصورة نشرتها وسائل إعلام باكستانية عام 2012 على أنها تُظهر توقيف ناشط في حركة طالبان باكستان المتشدّدة.
بعد ذلك، نُشرت الصورة مع أخبار أمنيّة كصورة أرشيف.
وأما الصورة الثانية فنشرت تحت تعليق جاء اعتقال دين لأنّه أدّى صلاة استسقاء “تسبّبت بوقوع الفيضانات”.
إلا أنّ الصورة في الحقيقة تعود لاعتقال رجل دينٍ بتهمة الاعتداء الجنسي.
ونشرت هذه الصورة في يونيو الماضي، وبحسب المواقع الناشرة لها، فإن تعود لرجل دين باكستاني يدعى عزيز الرحمن اعتقلته السلطات المختصة بتهمة الاعتداء الجنسي على أحد تلامذته.