رجب الشرنوبي.. يكتب: ماسبيرو هوية مصر الإعلامية
لاشك أن ماحدث من قفزات تكنولوجية في مجال الإتصالات خلال السنوات الأخيرة واقع لايستطيع أحد أن ينكره، كذلك ماطرأ علي صناعة الإعلام من تطوير وتحديث صاحب هذه القفزات، كان بلا شك عاملاً رئيسياً ومؤثراً في محتوي الرسالة الإعلامية والأهداف التي تسعي إلي تحقيقها.
الإعلام الخاص ومايدعمه من سطوة رؤوس أموال ومصالح وتوجهات خاصة، يشكل قطعاً ضغوط قوية علي قدرة الإعلام الحكومي في هذه التنافسية الغير متكافئة، لكن هل هذا يعني إنعدام القدرة علي المنافسة بينهما أم أن الفرصة لاتزال سانحة لكليهما بنفس الدرجة؟؟!!
فقط إستفسار واحد من عشرات الإستفسارات التي تبحث عن إجابات حقيقية..الإجابة عليها حتماً ستكون بمثابة دليل ومؤشر جاد، إلي الطريق الذي يتحتم علينا أن نسلكة، وسط هذه التحديات التي تهدد بشكل فعلي هويتنا الوطنية.
قبل الإجابة علي هذا الإستفسار وغيره من عشرات الإستفسارات الأخري، من الضروري أن نُفرق بين طبيعة وقيمة ودور الإعلام الرسمي والإعلام الخاص، ماهي دوافع كل منهما للإستمرارية وماهي الضمانة التي يراهن عليها؟!!
ماهو مضمون الرسالة الإعلامية التي يحرص عليها كل منهما لكي يضمن إستمراريته في السباق؟! كيف يري أياً من الفريقين نفسه وكيف يُقيم نجاحه؟!!
كل الأمم التي صنعت تاريخ البشرية لها من الخصوصية مايميزها عن غيرها، إذا كان الوضع هكذا فماذا عنه في أمة قادت كل هذه الأمم؟!!
ماذا عن هوية وقيم ومعتقدات وحضارة شعب أمتلأت صفحات التاريخ بعطاءه الإنساني ولدية مايستحق أن تخاف عليه؟!
هل الإحتكام إلي مقياس الربح والخسارة في تقييم أداء الإعلام الرسمي لايزال قائم كما هو الحال في الإعلام الخاص؟!
أم أن إعلام الدولة يعمل وفق محددات أخري قد لاتكون في ذاكرة الإعلام الخاص وهو يبحث عن مستقبل تواجده بين جمهوره الذي يغذيه ويوفر له مصادر تمويل تناسب مايطلبه المستمعون؟!!
الإجابة عن عشرات الأستفسارات المختلفة الزوايا والأبعاد يجب أن تكون حاضرة، قبل البت في مصير مبني ماسبيرو الذي يمثل دون شك جامعة إنطلقت منها نهضة الإعلام الوطني والعربي.
هل يمكن أن يكون الإعلام الخاص بما يحمله من مخاطر بديلاً مناسب لهذا الصرح الذي شهد ولازال علي أهم أحداث الوطن من موقعه الذي يطل منه علي نهر النيل الخالد وكان بمثابة الحصن الآمن للهوية الوطنية علي مدار عقود؟؟!!
هل يحتاج مبني ماسبيرو إلي رؤي جديدة وشاملة يكون هو نفسه عمودها الفقري ويكون أبناءه في القلب منها تساعده علي النهوض والإستمرار في أداء دوره الوطني؟؟!!
هل يظل مبني ماسبيرو عالة علي موازنة الدولة كما يقول البعض أم أن بإمكانه أن يستوعب هو نفسه معطيات العصر ويتحول إلي مورد من موارد الخزانة العامة للدولة؟؟!!
كيف يستمر ماسبيرو حصن آمن للهوية المصرية يقود قافلة الإعلام الوطني العام والخاص في أداء مهامة الوطنية؟!
كيف يُصبح ماسبيرو ناطقاً بلغة المصريين القدماء في حواري أوروبا وميادين أمريكا وشوارع روسيا والصين وأشهر وأغلي من أسهم عمرو أديب في Bbc؟؟!!
كيف يمكن للمبني العتيق أن يصبح حالة بدلاً من إعتباره للأسف في نظر البعض عالة؟!!
إقتصادياً ماذا تعني إستمرار الطلة المهيبة لمبني ماسبيرو كما هو علي كورنيش النيل بعد هذا التطوير الذي يشهده؟!!
حديث قد يحتاج صفحات وصفحات لكنه الحديث الذي لانمل منه مهما طال!!حديث الطفولة والشباب والمشيب!!
حديث ماسبيرو الحب والعشق حديث كورنيش النيل الخالد.