المرأة تعتبر الرجل الرومانسي موضه قديمة ؟

تحقيق : راما الحلوجي

أثبتت دراسة إجتماعية أجراها عدد من الباحثين في كلية هارت بيوري الموجودة في بريطانيا حديثا ، ان المرأة تعتبر الرجل الرومانسي موضه قديمة ، وتتجاهل دائما الرجل المتواجد دائما من أجلها ويحيطها بالرعاية والإهتمام الزائد، و أنها تنجذب اكثر للرجل الذى لا يبدى اهتماما كثيرا بها ، وكشفت أن هناك عامل نفسي يجعل الناس يرتبطون عاطفيا ومعنويا بالأشخاص أو الأشياء التي يصعب الحصول عليها، فى حين يقل إهتمامهم بالأشخاص الذين يسهل الوصول إليهم ….. وفى هذا الشأن طرقت جريدة الأمة هذا الملف من خلال متخصصين في علم الإجتماع والنفس .

قال دكتور أسامة جمال الإستشارى النفسيبداية لابد من تعريف علم الفسيولوجي بإ ختصار بإنه العلاقة بين سلوك الإنسان وتأثير الأعضاء الداخلية عليه، أى أنه علم النفسِ المرتبط بالمجال النفسي ، والمجال الفسيولوجي الذى يهتم بالتأثيرات النفسية المرتبطة بالشخصية المتعلقة بالظواهر الحيوية والفسيولوجية الخاصة بالجهاز العصبي، مثل طبيعة السلوك وكيفية التفكير، ومعرفة المشاعرِ الوجدانية ، وبالتالي حين نطبق هذا الأمر علي طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل ، حول نسبة تعلق المرأةبالرجل الذي لا يبادلها مشاعر الحب والإهتمام ،سنجد إنها أكبر كثيراً من نسبة تعلقها بالرجل الصادق في مشاعره ولا يسمح لنفسه بأن يسبب الأذى لحبيبته ، وذلك لأن المرأةترى في الرجل اللطيف إنسانا واضحا في سلوكه ويسهل توقع تصرفاته، ولا يشكل بالنسبة لها لغزا، مما يحول حياتها معه إلى روتين وملل.

واوضح إنه على الرغم من أن اللطف مطلوب بل ومهم في بعض الأحيان في التعامل مع المرأة، إلا إن المبالغة فى إظهاره من شأنه أن يؤدي إلى فتور فى العلاقة بين الإثنين، حيث أنالمرأة بطبيعتها تحب المفاجأت والمواقف الجرئية الغير المتوقعة ، وتشعر بالسعادة لرحلة لم يتم التخطيط لها أو لمغامرة ما، ليس بالضرورة أن تكونمغامرات مكلفة ، كالسفر إلي أدغال افريقيا أو القفز من فوق جبال الهيمالايا ، او غيرها من المغامرات الخطيرة ، بالإضافة إلى ذلك فإن المرأة تجد في الرجل الذي لا يعيرها اهتماما كبيرا تحديا لها ولأنوثتها، مما يدفعها إلى الإقدام على محاولات للفت انتباهه، ليتحول الأمر إلى ما يشبه الحرب التي لابد ان تخرج منها منتصرة وفائزة بالرجل.

أما دكتور أُنيسة الذاكي الطبيبة النفسية فترى إن إنجذاب المرأة للرجل الذى يهملها وتبتعد عن الرجل الذى يهتم بها ، هو معادلة من أغرب المعادلات الموجودة في عالم النساء فقط، فحين تتمسك المرأة بحب شخص يهمشها ويتجاهل مشاعرها، ويتفنن في تعذيبها نفسيا وعاطفيا، فى المقابل ترفض الإرتباط بمن يعاملها باحترام، ويسعى دائما لكسب مودتها ورضائها ، ومستعد في جميع الأوقات التضحية من أجل إسعادها، لافتة إن من أبرز العوامل التي تدفع المرأة إلى خوض هذه المعادلة الغريبة وتنفيذها ،هى شخصيتها التي تبحث دائما عن كل ماهوغامض وغريب ، لإكتشاف صفات الحبيب وشعورها بالسعادة عند تمكنها من إختراق دفوعه وتسليمه والإنصياع لها ، بالإضافة أيضا إلى رغبتها في خوض تجربة تختلف عن التجارب المألوفة، وتتخذ من هذا الموقف تحديا بينها وبين نفسها، في سبيل أن تحقق أهدافها التي تريدها، في اكتشاف أسرار الشخص الذي يبدي تجاهله لها، مؤكدة أن هذا النوع من النساء غالبا من يفقن متأخرات ، بعدما ان يكن خسرن عمرهن فى محاولات فاشلة لإنجاح زواجهن ، وبعد ان يعلمن بخطئهن في الرهان على مثل هذه المعادلة الخاسرة، والتي لن يكتب لها أن النجاح مهما حاولن من أجل تحقيق ذلك.

وتابعت قائلة إن كثيراً من السيدات يدعين أنهن ينجذبن للرجل الأكثر حساسية والرومانسية، و الذي يكون قادرا على إدارة العلاقات العاطفية والتعامل معهن بطريقة جميلة تليق بأنوثتهن، إلا إنهن يقعن في الكثير من الأحيان في حب الرجل الخاطئ الذى يتصف بالنرجسية و لا يحب إقامة العلاقات العاطفيةو لا يتحمل المسئولية ، المتمرد على محيطه وعلي من هم حوله ، وهذا النوع من الرجال غالبا مالا يولون اهتماما للمرأة ولا يقدرونها أو يتعلقون بها كثيرا، إذ يرونها من أكثر الأشياء التي تتحكم به وبتفكيره ،واكملت أنهفى المقابل توجد داخل المرأة أسباب كثيرة تدفعها لحب والإنجذاب للرجل السيئ ، لذا تعتقد إنه يمكنها التعامل مع الرجل النرجسي المغرور، الذى يشعرها بضرورة وجودها في حياته وبحيوية العلاقة بينهما، رغم أنه قد يتسبب لها في ضرر نفسي كبير، وذلك بسبب طبيعته الجافة التي لاتعطى للعلاقة رونقا خاصا من وجهة نظرها ، فضلا لحبها للمخاطر التي ترى إنها تجدد طاقتهن العاطفية وذلك ما بين الحين والآخر.

وعلي الجانب الإجتماعي قالت دكتورة بسنت عبد العظيم استاذ علم الإجتماعإن الأمر ليس مقصورا علي المرأة فقط ، وإنما يتكرر الأمر مع الرجل أيضا ، حيث نجد إن بعض النساء يبذلن ما لديهن لكسب ود الرجلوحبه ولكنه يفضل امراه اخري، تتصف بالأنانية والإستهتار ولا تهتم بمشاعره ، وبالتالي لا يمكن تعميم هذا الأمر ، لأن كل هذا يعتمد على طبيعة شخصية كل منهما ، فالبيئة المحيطة بالشخص سواء كانت المرأة أو الرجل ، لها دورا كبيرا في درجة تكوين الوعي لدي كل منهما ،فسنجد نساء يفضلن الرجل اللطيف ، وأخريات يحبذن الرجل صعب المنال ، مثلما يحدث مع الرجل أيضا ، حيث شكلت شخصيته البيئة المحيطة به وثقافتة المجتمعية التي إكتسبها،موضحة أن المراة تفضل الرجل صعب المنال أو الغير مكترث لأن الجانب الذكورى في حياتها لم يكن له وجود ، وعكس ذلك بالنسبة للمرأة التي تحب الرجل اللطيف
.
وقالت عبد العظيم أيضا إنه علي الجانب الأخر سنجدأن الرجل الذى لا يتوقف عن مطاردة امرأة لا تريده، ويضعها علي رأس أولوياته في الحياة، سيكتشف أن أولوياته في الحياة بدأت تتغير نحو الأسوأوتتغير أهدافه، وقد يؤدي هذا الشيء إلى خسارة الكثير من الإنجازات على الصعيد الشخصي و المهني ، والذي إجتهد كثيرا لتحقيقها ، لافتة إلى اهم الأشياء التى سيخسرها فى هذه العلاقة الفاشلة هي كرامته وكبريائه و احترامه لذاته ، موضحه إن غالبية النساء ينجذبن للرجل الرومانسي ، الذي لا يتصنع الرومانسية ، الذى يهديهن الشوكولاتة والزهور و يهتم بهن، ويتصل أو يبعث لهن ببعض الرسائل التي لا ينسى أن يوقعها ببعض من كلمات الحب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى