د. خالد السلامي يكتب: يوم المرأة الإماراتية

 
تحتفي دولتنا الغالية دولة الإبداع وصناع النجاح بـ “يوم المرأة الإماراتية” في 28 أغسطس من كل عام، وقد تم الإعلان عن هذا اليوم لأول مرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. كما احتفلت دولة الإمارات به في دورته الأولى في 28 أغسطس 2015 تزامناً مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في هذا اليوم من عام 1975.

والإمارات تحتفل اليوم بالمرأة الإماراتية، تلك المرأة التي بذلك كل ثمين من أجل هذا الوطن، لا يمكننا أن ننسى المرأة من أصحابا لهمم، تلك المرأة الصابرة المؤمنة، والمرأة أم أصحاب الهمم، الحاضنة لهم في السراء والضراء. ذلن كل شيء في سبيل تقديم إنساناً قادراً على العطاء بلا حدود للوطن.

في هذا اليوم لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا وتقديرا للمرأة، فهي المحرك الأهم للنجاح لأي أمة. وها هي المرأة الإماراتية تثبت أنها مثال للمرأة الناجحة الصبورة. فتاريخ دولتنا يروي لنا تفاني المرأة الإماراتية ووقوفها إلى جانب زوجها، حتى قبل النفط وما قبل الاتحاد. ويزداد هذا الدور عظمة عندما تقوم بها امرأة معاقة من أصحاب الهمم، أو أم لأطفال من أصحاب الهمم. أمهات تجاوزن صدمة البداية.. ويعشن بين محطات الأمل ولسعات الألم التي توخز قلوبهن الدامية، فضلاً عن نظرات الشفقة في أعين المجتمع، ويحترقن كل يوم لمواجهة واقعهن بعزيمة، لا تنقصهن الصلابة ولا قوة إرادة.. تقبلن واقعهن لينرن طريق فلذات أكبادهن.

إن المرأة الإماراتية، وهذه الأم تستحق أن نرفع لها القبعة احتراماً وتقديراً. كلماتنا لا تكفي أمهات أصحاب الهمم ونسائنا من أصحاب الهمم الذين حققوا إنجازات في شتى المجالات، الرياضية، العلمية، الفنية، وغيرها مثل الأسوياء، بل أكثر إتقاناً وجمالاً وروعة أحياناً.

وقد كان لدولتنا، دولة الإمارات العربية المتحدة السبق في تمكين المرأة والاهتمام بأصحاب الهمم. حيث تمتلك المرأة في دولة الإمارات حقوقا متساوية في الموارد الاقتصادية. إن دولة الإمارات هي أكبر داعم للمرأة بما يتماشى مع أفضل الممارسات في مجال تمكين المرأة ويتوافق مع التزامًات الدولة بالمواثيق والمعاهدات الدولية.
إن المرأة الإماراتية أثبتت للعالم أجمع قدرتها على المنافسة وتحقيق الإنجازات الاستثنائية، حتى غدت نموذجاً في الطموح والإبداع والعطاء، بفضل توجيهات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي وفرت للمرأة الإماراتية كل الدعم لتصبح شريكاً للرجل في مسيرة التنمية الشاملة للوطن.

استطاعت المرأة الإماراتية أن تسلك العمل الوطني والمهني على أوسع أبوابه، وأن تسجل حضوراً فاعلاً ومتميزاً في جميع القطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية والسياسية. تقلدت المرأة الإماراتية أعلى المناصب، بما في ذلك رئاسة المجلس الوطني الاتحادي والمناصب الوزارية، علاوة على حضورها في السلك الدبلوماسي، وانضمامها إلى صفوف القوات المسلحة والخدمة الوطنية، وكذلك قطاعات الطيران، والطاقة المتجددة والنظيفة، وعلوم الفضاء، والتكنولوجيا، والهندسة والطب، الأمر الذي أصل من مكانة دولة الإمارات في ملف دعم وتمكين المرأة.

نحن كمجتمع ملتزمون بأن نصبح عنصرا فاعلا في تمكين المرأة الإماراتية. ولا يمكن أن ننسى فئة المعاقين منهم، وهم فئة موجودة ومليئة بالكفاءات والمواهب التي لا يتخيلها عقل.

إن المرأة من فئة أصحابا لهمم لا تحتاج للشفقة ولا للسلبية، بل تحتاج للتشجيع والدفع إلى الأمام. إن الجهل والمواقف السلبية إزاء الإعاقة تكون أشد تأثيراً من الإعاقة نفسها، فالوصمة التي تلصق بالإعاقة قد تعني في كثير من الأحيان تجاهل المعاق وعدم تقديم العون له وقد يؤدي ذلك إلى تحويل حالات الإعاقة البسيطة إلى حالات شديدة.

وقد واجهنا في المجتمعات صعوبة في إقناعهم بتعليم المرأة بشكل عام والمرأة المعاقة بشكل خاص، فكثيرا ما يساء تقدير قدرات وإمكانيات النساء المعاقات مما يؤدي إلى التحاقهن بأنشطة مهنية دون مستوى قدراتهن الفعلية.

يمكن للتغير الإيجابي في وضع المرأة أن يكون بمثابة جهد وقائي شامل ذي أهمية كبري ولا تؤدي الإساءة لمكانة المرأة إلى إضرار بها فقط بل إن ذلك يسيء إلى المجتمع البشري بشكل عام، ولا يمكن أن يستمر المجتمع في التقليل من أهمية الدور والمهام والخدمات التي تؤديها المرأة لأن آثارها تطال المجتمع كله.

حققت المرأة الإماراتية المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021»، الصادر عن البنك الدولي، ونالت فيه درجة كاملة (100 نقطة) في خمسة محاور، وهي: حرية التنقل، والعمل، والأجور، وريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي، ما يؤكّد أن نجاح المرأة الإماراتية المتفرد لم يكن ليتحقق لولا نهج دولة الإمارات وقيادتها القائمان على تمكين المرأة، وتحويلها إلى سفيرة لوطنها في كل المجالات.  إن وجود قيادة رشيدة ومتفاعلة تسعى دوماً إلى تعزيز إمكانات المرأة الإماراتية.

تستطيع المرأة الإماراتية أن تحقق المستحيل، تلك الكلمة التي لا توجد في قاموس الإمارات، ورؤيتها المستقبلية التي تهدف إلى تحقيق التمكين الكامل للمرأة الإماراتية، وكفالة مشاركتها الكاملة والفعالة في الحياة السياسية، وتكافؤ الفرص المتاحة لها للقيادة على قدم المساواة مع الرجل على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة.
 
فتحية فخر واعتزاز بكن أيتها العظيمات
 

المستشار الدكتور خالد السلامي

رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

رئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي افضل القاده الاجتماعيين في العالم وذلك لسنة 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى