“فورين بوليسي” تضرب إسفين بين مصر وأمريكا !!

تتوقع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية خلافا وشيكا بين الإدارة الأمريكية والكونجرس، بشأن المساعدات العسكرية المقدمة من الولايات المتحدة لمصر.

وزعمت المجلة ان الخلاف يدور الآن، حول أحقية مصر بالحصول على المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة على خلفية ملف حقوق الانسان .

ويبدو ان المجلة تتناسى – عمدا-  الاجراءات التى تقوم بها مصر في هذا الصدد ، ومنها الافراج  عن عدد كبير من سجناء الراى والسجناء الجنائيين بعفو رئاسي .

كما تتناسى الزيارات التى تقوم بها منظمات حقوق الانسان  الى السجون المصرية والتى تؤكد على حصول السجناء على كافة حقوقهم .

وعلى مدار 35 عاما تقريبا، قدمت الولايات المتحدة 1.3 مليار دولار سنويا، كمساعدات عسكرية لمصر، بهدف تعزيز العلاقة الجيوسياسية المهمة بين واشنطن والقاهرة، والمساعدة في استقرار العلاقات غير المستقرة بين مصر وإسرائيل، التي تعتبر أهم حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط.

في السنوات الأخيرة، وضع الكونجرس قاعدة تقضي بضرورة أن يكون جزء من هذا التمويل، حوالي 300 مليون دولار، مشروطا بتمسك الحكومة المصرية ببعض شروط حقوق الإنسان الأساسية، لكن يمكن للرئيس التنازل عن هذه القاعدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وفي كل عام تقريبا، يستخدم الرؤساء الأمريكيون هذا التنازل للحفاظ على استمرارية هذه المساعدات.

وتريد جماعات حقوق الإنسان وبعض المشرعين، لاسيما أولئك الذين يتبعون الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، من الرئيس “جو بايدن” أن يرسل رسالة إلى مصر، مفادها أن الولايات المتحدة لن تقبل الوضع الراهن، بإرسال نفس القدر من المساعدة العسكرية، في ضوء سجل مصر الحالي في حقوق الإنسان.

ويجادلون بأنه من خلال القيام بأي شيء أقل من ذلك، فإن “بايدن” يتنصل من الوعد الذي قطعه خلال حملته الرئاسية، بأن يجعل حقوق الإنسان محورا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

على الجانب الآخر، يتخذ مشرعون إلى جانب مجموعة من مسؤولي إدارة “بايدن” موقفا مغايرا، حيث يعتقدون أن مصر لا تزال حليفا مهما في الشرق الأوسط حتى في ضوء حكم “السيسي” الاستبدادي، حسب المجلة الأمريكية.

ويجادل هؤلاء المسؤولون بأن مصر تتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، وتساعد المنطقة في الحفاظ على توازن مستقر مع إسرائيل، وكان آخرها عندما ساعدت القاهرة في التوسط لوقف إطلاق النار هذا الشهر، بين إسرائيل والفلسطينيين بعد تصاعد العنف في غزة.

كما يجادل هذا الطرف بأن قطع المساعدات العسكرية عن مصر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالعلاقات الأمريكية المصرية، ودفع القاهرة إلى الاقتراب من المنافسين الجيوسياسيين مثل روسيا والصين.

ويجادل بعض الخبراء بأن واشنطن يجب أن تفعل كل ما في وسعها لمنع القاهرة من التقرب أكثر من موسكو.

وقال “ديفيد شينكر”، المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى خلال إدارة “ترامب”، وهو الآن زميل أول بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “تعتبر القاهرة مبلغ 1.3 مليار دولار حقهم.. إنها أموالهم”.

وتابع: “إنهم يتظلمون بسبب حجب أي أموال”.

يشار إلى أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، أقرت الولايات المتحدة، صفقة تسليح محتملة إلى مصر بقيمة 2.5 مليار دولار، وذلك بعد ساعات فقط من قيام الكونجرس بإبلاغ الحكومة المصرية عن مخاوفه الشديدة بشأن حقوق الإنسان في مصر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى