الذكرى الـ9 لفض اعتصام رابعة .. مازال “الإرهاب” منهج الاخوان !
يوافق اليوم الاحد 14 أغسطس 2022 الذكرى الـ9 لفض اعتصامي ميدان رابعة العدوية والنهضة المسلحين الذي دعت له جماعة الإخوان الإرهابية، ذلك اليوم الذى تظهر فيه الجماعة أشبه بالنائحة المستأجرة، التي تدخل الجنازة فتنوح وتلطم الخدود، وتشق الجيوب، فى محاولات فاشلة لإحياء سيناريو مخاطبة المجتمع الدولي الذى اعتادوا عليه منذ عملية الفض.
وفى مثل هذه الأيام من شهر أغسطس تسعى جماعة الإخوان لبث الأكاذيب والافتراءات حول عملية فض اعتصام رابعة العدوية المسلح فى محاولة لإخفاء الحقائق والوقائع الإرهابية، التى ارتكبوها بحق أبناء الشعب المصري قبل ثورة 30 يونيو وأثناء وجودهم على رأس السلطة فى مصر من عمليات قتل وسحل وتشريد.
في الذكرى الـ 8 لفض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين
ولا يفوتنا فى هذا المقام أن نذكر العديد من الشهداء الذين سقطوا بسبب استخدام جماعة الإخوان للعنف والإرهاب، الذى راح ضحيته الحسينى أبو ضيف، ومحمد الجندى، وكريستى، وجيكا، هذا إلى جانب عدد كبير من جنود الجيش والشرطة الذين كانوا يتساقطون يوماَ تلو الأخر بالعشرات حتى قبل عزل مرسى، وبعد ثورة الشعب ضد هذا الحكم المستبد الفاشى، زادت بشكل كبير حدة عنف الجماعة الإرهابية، وسقط ومازال يسقط العديد من الشهداء.
وفى الذكرى الـ9 لـ”فض اعتصامى رابعة، والنهضة” المسلحين، علينا أن لا ننسى ولو لدقيقة واحدة رجال الشرطة الذين قدموا وضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ البلاد وتنفيذ القانون، فقد بلغ عدد شهداء الشرطة خلال فض اعتصام رابعة 8 شهداء، و156 مصابا، كما استشهد اثنين من رجال الشرطة، وأصيب 14 آخرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة غير عمليات استهداف المدانيين والأقباط وكنائسهم أثناء عملية الفض.
مذبحة “كرداسة” خير دليل على خيانة الجماعة للوطن
لم تكن تلك الأرقام والإحصائيات النهائية يوم فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين، فقد وصل عدد شهداء الشرطة خلال الشهر الذى شهد أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة 114 شهيدا، بينهم 30 ضابطا، و82 مجندا وفرد شرطة، وموظف مدني واحد، وخفير، ثم انضم إلى قائمة شهداء الشرطة عقب فض الاعتصامين، 14 ضابطا وفرد شرطة بمركز كرداسة، حيث اقتحم مسلحون مركز الشرطة بالأسلحة الثقيلة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، وهى الواقعة التى عُرفت إعلاميا باسم “مذبحة كرداسة” وهى الواقعة الأبرز بين الوقائع يوم الفض المشهود.
أحداث مذبحة كرداسة
مذبحة كرداسة الشهيرة دارت رحاها يوم 14 أغسطس عام 2013 فى نفس لحظة فض الاعتصامين المسلحين، فقد حاصر العشرات من عناصر جماعة الإخوان، مركز “شرطة كرداسة”، تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، وذلك بعد أن حاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإخوانية أطلقت الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح “أر بى جى” فى اقتحام مركز شرطة “كرداسة”.
وفى تلك الأثناء – بدأت وقائع المذبحة بالاعتداء على رجال وأفراد الشرطة، والتمثيل بجثث بعض الشهداء، ما أسفر عن استشهاد العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هانى شتا وآخرين، فقد بلغ عدد شهداء المجزرة 14 ضابطا وفرد شرطة من قوة مركز شرطة “كرداسة”.
الشهيد اللواء محمد جبر
ويدخل ضمن قائمة الشهداء تلك المذبحة وعلى رأسها الشهيد اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة الذى لقى ربه واستشهد قبل تنفيذ قرار ترقيته بـ24 ساعة، وقبل زفاف ابنته بأيام، حيث كانت آخر كلماته: “لن أترك القسم إلا على نعش الموت”، وكان مشهورا بوجوده أغلب اليوم فى عمله، حيث كان يحضر منذ التاسعة صباحا حتى الواحدة من صباح اليوم التالى، وكان يرفض مغادرة القسم أثناء فترة الراحة.
قائمة الشهداء
وأسفر الاعتداء الذي وثقته كاميرات عدد من الصحفيين والأشخاص لحظات التمثيل بجثامين الشهداء، الذي كان على رأسهم العميد محمد جبر مأمور قسم الشرطة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث وآخرين، وكان ضمن الجرائم التي وثقت بالواقعة، قيام سيدة من المتهمين بإعطاء العميد محمد جبر، مأمور القسم، مياه نار ليشربها بدلًا عن مياه الشرب، لحظة احتضاره، وكان الشهيد قد تمت ترقيته قبل يوم واحد، من مقتله، وقبل حفل زفاف نجلته بأيام.
وضمن قائمة الشهداء، النقيب هشام شتا، الذي تخرج من كلية الشرطة عام 2009، وعمل ضابط نظاميا بأكتوبر، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم شرطة كرداسة ليكون معاون لرئيس المباحث، وكذلك اللواء مصطفى الخطيب، الذي عمل ضابطا مساعدا لفرقة شمال الجيزة، والعقيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور القسم، والنقيب محمد فاروق، الذي لقى ربه بعد عودته من الأراضي المقدسة مباشرة، وغيرهم من الشهداء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ.
عدالة القضاء المصري هى الأخرى كان له دوراَ فى القصاص من القتلة الفجرة المتورطين فى مذبحة “كرداسة”، فقد كانت آخر درجات التقاضى فى شأن أكبر عدد من المتهمين بارتكاب أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، فى يوليو 2017، حيث قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالإعدام شنقا لـ20 متهما، والسجن المؤبد لسامية شنن و 7 آخرين فى اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ”مذبحة كرداسة”، كما قضت بالسجن المشدد 15 سنة لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث، وبراءة 21 متهما آخرين، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.
حيثيات الحكم كان لها أبعد الأثر في تلك القضية حيث قال القاضى المستشار محمد شرين فهمى قبل النطق بالحكم على المتهمين: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، متابعا: “أنها جريمة بشعة تقف العبارات عن وصفها إنها نموذج عن الأنفس المتربصة بالقتل، إن هؤلاء المتهمين ارتكبوا جرائم تضيق بسببها صدور ذوى المروءة، وقد ورطوا أنفسهم فى موبقات مهلكة، حرمة الدماء عظيمة وقتل الأبرياء بلا حق كبيرة من كبائر الذنوب”.
تنفيذ أحكام بالإعدام
وفى غضون أبريل 2021 – بعد أكثر من 8 سنوات على واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة، التي أسفرت عن استشهاد 14 ضابطا وفرد شرطة من رجال القسم، نفذت مصلحة السجون، فجر يوم الإثنين الموافق 26 أبريل، حكم الإعدام بحق 9 من المتهمين بقتل هؤلاء الضباط والأفراد، فيما لا يزال هناك أكثر من 11 آخرين صادر ضدهم أحكام بالإعدام لم تنفذ ضدهم الأحكام حتى الآن.