البنك الأهلي المصري.. هل حقًّا “بنك أهل مصر”؟ بقلم: أحمد أبو شنب
قبل بضع ساعات، نشر الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عبد العظيم حماد، Abdel Azim Hammad رئيس تحرير الأهرام الأسبق، رسالة عن البنك الأهلي، على صفحته الشخصية بالفيس بوك (الرابط أول تعليق)، ثم تلاها بقليل رسالة أخرى للأستاذ الدكتور حسن علي، Drhassan Ali أستاذ الإذاعة والتليفزيون بجامعة السويس، عن البنك الأهلي أيضًا (الرابط ثاني تعليق)..
والرسالتان تحملان همًّا واحدًا، وشكوى مريرة، ليس من صاحبيْ الرسالتيْن فقط، وإنما من “أهل مصر” الذين يعانون الأمرَّيْن في تعاملاتهم مع بنك كبير يرفع شعار “بنك أهل مصر”.
ولو أن إدارة البنك الأهلي المصري كانت بالفعل تعمل من أجل “أهل مصر” لأخذت على عاتقها التخفيف عنهم في أثناء تعاملاتهم المالية مع هذا البنك العريق بتاريخه، المسيء – في كثير من تعاملاته – لعملائه..
وسأضيف إلى ما ذكره كل من: رئيس تحرير الأهرام الأسبق، والأستاذ الجامعي، بعضًا مما عانيته شخصيًّا مع الفرع الرئيسي للبنك الأهلي بمدينة طنطا (بشارع البحر):
أولا: فوجئت في إحدى مرات صرف راتبي من ماكينة الـATM بخصم مبلغ ١٥٠٠ جنيه (وهو الراتب فيه كام ١٥٠٠!!) وكنا مقبلين على مناسبة عيد الفطر، وما أدراك ما العيدية!! ولم يكن ثمة بد من الانتظار لبعد إجازة العيد، والذهاب لفرع البنك للاستفسار عن هذا الخصم الذي أربك كل حساباتي في هذه المناسبة السعيدة.. وبعد انتظار استمر لأكثر من ٣ ساعات، جلست أمام أحد موظفي البنك في خدمة العملاء والذي كشف لي أن هذا المبلغ تم خصمه بالخطأ من أقساط على عميل آخر، وذكر لي اسمه، قائلا: هل تعرف فلانًا؟ فأجبت بالنفي.. ثم قام بتصويب الخطأ وانصرفت شاكرًا، وعاد لي مبلغ ال١٥٠٠ جنيه!!
وثانيا: كثيرا ما يتكرر مع عملاء البنك الأهلي انتهاء صلاحية بطاقة الـ ATM، وبالتالي فمطلوب الذهاب إلى البنك للحصول على البطاقة الجديدة، ولكن أنَّى لك هذا؟!! لا بد من الانتظار ٣ أو ٤ ساعات حتى تحصل على البطاقة في أقل من دقيقة!! فهل هذا الإجراء يتناسب مع “بنك أهل مصر”؟!! لماذا لا يتم وضع تعليمات بأن مَن يريد تجديد بطاقة الATM عليه التقدم فورا إلى الشباك رقم كذا للحصول عليه دون انتظار، ودون تكدس وازدحام بالمكان؟!! هل أمر مثل هذا يحتاج إلى تعليمات عليا أم أنها إدارات الفروع التي تعزل نفسها في غرف زجاجية، وكأنها سعيدة بما تراه من تزاحم العملاء داخل وخارج فروع “بنك أهل مصر”؟!!
وثالثة الأثافي: ما يقوم به البنك الأهلي المصري مع صغار العملاء (بل الصغار والضعفاء جدا) الذين تقل ودائعهم عن ثلاثة آلاف جنيه، والذين اضطرتهم الظروف لفتح حساب توفير في “بنك أهل مصر”، والذين ليس من حقهم الحصول على فوائد سنوية لهذا المبلغ القليل، حيث يشترط البنك للحصول على فوائده أن يتجاوز المبلغ المودَع ٣ آلاف جنيه.. إذن فما هي “المصيبة العظيمة”، أو “الكارثة” (وبالمناسبة هذا هو معنى: ثالثة الأثافي) التي يقترفها البنك الأهلي مع صغار وضعفاء عملائه من “أهل مصر”؟ إنه يقوم بخصم مصاريف إدارية شهرية بنحو ٣٠ جنيها من هذا المبلغ الذي هو كل ما يمتلكه العميل الصغير الضعيف قليل الحليلة.. وبالتالي، ومع مرور الوقت، يفاجأ هذا العميل الغلبان الذي ساقه القدر ل”بنك أهل مصر” بأن كل ما يمتلكه من مال، بل كل ثروته، ضاعت في المصاريف الإدارية الشهرية للبنك الذي ظن أنه لأهل مصر، ولم يبق له من حطام الدنيا إلا كارت الـATM الخاص ببنك يرفع شعار “بنك أهل مصر”.