عالم النبضات.. بقلم: د. عبد الرحمن أمين رمضان

د. عبد الرحمن أمين رمضان

 

أول نبضه نعرفها ساعة ما الروح تنزل في الجنين نحس بنبضات قلبه كل اللي حواليه يبقوا فرحانين اووي ومبسوطين، حياة جديدة بدأت تدب فيها الروح، هنا النبضة رمز للحياة.

وبعدين يجي الطفل أو زي ما حبيته يسموه وش السعد وبعدين نبدأ نعد بقي النبضات، يحس بالألم يزيد نبضه، يحس بالفرح يزيد نبضه، يتعب يقل نبضه، الحكاية كلها عبارة عن نبضه.

ويبقي يوم ما يعلم بيه إلا ربنا لو معدتش فيه نبض يبقي صاحبنا فرفر وهنا نقول بيموت يا ساتر يارب، دي الحكاية كلها نبض في نبض..

بس السؤال ازاي أخلي نبضي له قيمه مش مجرد نبض وخلاص، النبض أما بيساوي حياة أو بيساوي موت، يا تري حضراتكم فكرتم ازاي نخلي لنبضنا قيمة؟.

تخيل النبض الطبيعي ٧٠ دقة في الدقيقة وبحسبه بسيطة من غير فذلكة لو متوسط عمرك ٧٠ سنة، يعني نبضات حضرتك بتساوي 2 مليار و٥٧٠ مليون، و٤٤٠ ألف نبضة.

شوف بقي كم مرة أقسمت بالله زور، وكم مرة بيت النية للظلم.. وكم مرة هربت من شهاده الحق..وكم مرة جريت لشهادة الزور.. وكم مرة طنشت الصلاة…وكم مرة أذيت الناس.. وكم مرة وكم مرة وكم نبضه ضاعت من غير ثواب.. وكم نبضه ضاعت في اللي يغضب مولاك، يعني في كل لحظه مصير وفي كل نبضه حكاية.

يا تري عايز نبضاتك تبقي ازاي؟.. مع العلم إن في عالم النبضات مفيش رصيد حساب ومفيش، نبضات بتروح نعرف نرجعها تاني ..

يا تري ننفع نراجع نفسنا قبل لما نسمع الصوت اللي محدش غيرنا هيسمعه لقد نفذ رصيد نبضاتك لكن للاسف لن تتمكن من إعادته من جديد حتي لو كان بكل مالديك من فلوس، ودهب وكنوز… يود المرء لو يفتدي يومئذ….

أنا علي المستوي الشخصي لا أحبذ لغة الارقام لكن في عالم أصبح كل شي ديجيتال ومينفعش فيه غير لغة الأرقام..

فكرت أن دي ممكن تكون وسيلة أفكر بيها نفسي وحضراتكم.. يمكن نلحق شوية نبضات أقصد نلحق نفسنا.

أ.د عبد الرحمن أمين رمضان

أستاذ تربويات العلوم النفسية والإجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى