أوهام دول الجوار العربي.. بقلم: محمد مختار قنديل
دول الجوار العربي القريبة والتي تؤثر وتتأثر بما يدور في الدول العربية المجاورة هي بالترتيب طبقاً للأبجدية العربية هي أثيوبيا وإسرائيل وإيران وتركيا.
وأثيوبيا هي الدولة الوحيدة من دول الجوار التي تقع في أفريقيا وهي تجاور مصر والسودان وجيبوتي والصومال ارتباطاً بالنيل الأزرق مع مصر وارتباطاً بالجغرافيا والنيل مع السودان ثم جيبوتي والصومال.
كانت علاقات أثيوبيا بمصر والسودان على مر التاريخ جيدة يسودها التعاون وتبادل المصالح ولكن منذ بدء إنشاء سد النهضة الأثيوبي أخذت هذه الدولة في التعنت مع مصر والسودان محاولة احتكار مياه النيل الأزرق الذي يتدفق منذ آلاف السنين لمصر والسودان وقامت على جانبيه حضارات عظيمة لا تزال شامخة إلى اليوم.
ومصر تتعامل مع أثيوبيا بطريقة حضارية وإنسانية ولا تفكر في إيذاء هذه الدولة وانتزاع حقنا في مياه النيل بالقوة وهي قادرة على ذلك ولا تحاول مصر الاستعلاء على أحد ولكن أثيوبيا تثير مشاعر التحدي بين شعبها ضد مصر والسودان.
أما إسرائيل فهي حتى هذه اللحظة لا تزال تخدع العرب بنعومة حديثها مع خشونة أفعالها علناً ولا يزال العرب يصدقونها على أمل أن يتحقق السلام العادل يوماً ما وهذه الدولة ربما تدبر في الخفاء أشياء معينة مع أثيوبيا وتدبر شروراً أخرى.
أما إيران فقد أعتقد قادتها أنهم قادرون على إنشاء إمبراطورية فارسية تحت غطاء المذهب الشيعي وعقيدة ولاية الفقيه ووجدوا في بعض الدول العربية من ينشر لهم أفكارهم الضالة وبذلك نشروا فتنة تقسيم الإسلام وهو ديانة إنسانية عظمى لا تقبل القسمة إلى شراذم متناثرة وإنما تدعو دائماً إلى وأد الفتن والسعي إلى الدعوة إلى وحدة الدين والتسامح مع وأد الفتنة والكراهية بين الشعوب المغلوبة على أمرها.
أما تركيا فما زال وهم الخلافة العثمانية مسيطراً على هذه الدولة ليس حباً في الإسلام وإنما سعياً إلى مكاسب مادية لن تدوم طويلاً وسيقوم العرب جميعاً من إنقسامهم وتشتتهم إلى وحدة في الصف والأهداف.
ومع كل هذه الدول نلاحظ كم ألحقوا من الأذى بالشعوب العربية ويعلنون في كل وقت وحين العداوة للعرب والأطماع في أرضهم وثرواتهم بل وصل الأمر إلى تغيير التركيبة السكانية العربية إلى محاولة اقتطاع أجزاء من سوريا لصالح الدولة العثمانية الواهمة والعرب ينظرون ولا يفعلون شيئاً.
وهناك دائرة أخرى تحيط بالعرب وهي الدول الكبرى الطامعة في الهيمنة والنفوذ في أرض العرب استخفافاً بهم وهي أميركا وروسيا والصين وفرنسا وهي تتصارع وتتسابق لكي تنال من العرب قبل غيرهم.