شروط ملك المغرب محمد السادس للمصالحة مع الجزائر

تشهد التوترات بين المغرب والجزائر منعطفا خطيرا في الأونة الأخيرة، وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والعراك الدبلوماسي داخل المحافل الدولية.

ما هي شروط ملك المغرب للمصالحة مع الجزائر؟

وحاول ملك المغرب محمد السادس، ضمن الخطاب الذي ألقاه على الشعب المغربي قبل أيام بمناسبة “عيد العرش”، تهدئة حدة هذه الأزمة وبعث برسائل إيجابية للقيادة الجزائرية.

تحاول عدد من الدول العربية و الأوربية قيادة الوساطة بين المغرب و الجزائر ، لانهاء الأزمة المزمنة بين البلدين.
🛑هذه هي شروط المملكة المغربية الشريفة لحل الأزمة مع الجزائر.@ANWARMALEK PIC.TWITTER.COM/MU4GBNT56G

— HICHAM SNOUSSI (@SNOUSSIHISHAM) AUGUST 6, 2022

حيث شدد الملك على رفضه لأي إساءة للشعب الجزائري، مؤكدا أن الجزائر والمغرب دولتين شقيقتين.

وشدد محمد السادس كذلك على أن “الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا، حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما.”

وتابع موضحا:”بل نريدها أن تكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى.”

رغم ذلك كله تؤكد تصريحات ملك المغرب السابقة، أن له شروطا لن يتنازل عنها لأجل المصالحة مع الجزائر، أهمها “أن لا تفاوض في ملف سيادة المغرب على الصحراء”.

وفي هذا السياق نشر ناشطون مقطعا مصورا حوى تصريحات سابقة للملك بعدة مناسبات، تكشف رؤيته وشروطه لمصالحة نهائية وجدية مع الجارة الجزائرية.

محمد السادس: المغرب “لا يتفاوض على صحرائه”
وبحسب مقطع لتصريحات مجمعة لملك المغرب، يشدد محمد السادس، على أن المغرب “لا يتفاوض على صحرائه”.

كما يؤكد الملك على أن “مغربية الصحراء لم تكن يوما ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات.”

موضحا:”وإنما نتفاوض من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.”

محمد السادس أكد كذلك أن “مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب في إطار التفاوض من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي.”

وتابع أنه بصفته الضامن لاستقرار المغرب ولوحدة أراضيه “فإن من واجبي تحديد المفاهيم والمسؤوليات في التعامل مع الأمم المتحدة والتعبير عن رفض المغرب للمغالطات التي تعرفها هذه القضية.”

وذكر الملك المغربي أنه تأكيدا لموقف المغرب بهذا الشأن أقول: “لا لمحاولة تغيير طبيعة هذا النزاع وتقديمه على أنه مسألة تصفية للاستعمار.”

وأوضح:”فالمغرب في صحرائه لم يكن أبدا قوة محتلة أو سلطة إدارية بل يمارس صلاحياته في السيادة على أرضه.”

وشدد الملك المغربي في تصريحاته السابقة على أنه يرفض أي محاولة لمراجعة مبادئ ومعايير التفاوض. ولأي محاولة لإعادة النظر في مهام اليونسكو أو توصياتها بما ذي ذلك مسألة مراقبة حقوق الإنسان.

ملك المغرب: لا لمحاباة الطرف الحقيقي في النزاع
وقال محمد السادس في الفيديو المجمع لتصريحات سابقة له في إشارة للجزائر:”لا لمحاباة الطرف الحقيقي في هذا النزاع وتملصه من مسؤولياته.”

واستطرد:”لا لمحاولة التوازن من الدول العظمى في الامم المتحدة وحركة الانفصالية.. ولا لإعطاء الشرعية لحالة انعدام القانون بتندوف.”

ويشدد ملك المغرب ضمن شروطه للمصالحة مع الجزائر على أن “سيادة المغرب لا يمكن أن تكون رهينة لأفكار أيدولوجية أو توجهات نمطية أو أي انزلاقات أو مغالطات سترهن عمل الأمم المتحدة بهذه القضية.”

وأوضح أنه في المقابل “فالمغرب مستعد للتعاون مع كل الأطراف للبحث عن حل يحترم سيادته ويحفظ ماء وجه الجميع.. ويساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة وتحقيق الاندماج المغاربي.” حسب قوله.

رسالة ملك المغرب للجزائر في خطاب عيد العرش
وكان محمد الساسد قد أهاب في خطابه بالمغاربة قبل ايام “التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين؛ الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كل الظروف والأحوال.”

واستطرد الملك:”أما فيما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين.”

وتابع أن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، “غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا.”

وأكمل الملك:”وبالنسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين.

كما شدد ملك المغرب على تطلعه للعمل مع الرئاسة الجزائرية “لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى