أول رئيس عربي يعلن “رسميا” دخول بلاده في مجاعة !
أعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن ملايين الأشخاص في الصومال يواجهون خطر المجاعة، محذرة من أن هذا البلد الذي يشهد أزمات يقف على شفير كارثة إنسانية. ويعد صغار السن الأكثر عرضة لتداعيات الجفاف المتفاقم.
وأكد الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” في تسجيل مصور له فيما اعتبر إعلان رسمي عن المجاعة، أن بلاده تمر بمجاعة حقيقية، داعيا إلى استجابة محلية ودولية سريعة، وأعلن عن وفيات مرتبطة بالجوع في البلاد.
وقال “شيخ محمود” إن بلاده تمر رسميا بمجاعة، وأنه وقعت وفيات مرتبطة بالجوع في البلاد التي لم تعش الهدوء منذ عقود جراء الصراعات.
وعانى الصومال من تجربة مجاعة قاتلة في عام 2011 أودت بحياة أكثر من 250 ألف شخص معظمهم من الأطفال.
ويؤكد اعتراف الرئيس التأثير المدمر للجفاف على الصوماليين.
وتقول وكالات إنسانية إن الصومال يمر بأربعة مواسم متتالية من الجفاف مما يؤدي إلى توقف إنتاج الغذاء.
الجفاف المدمر
ويواجه ستة ملايين صومالي أو 40 بالمئة من السكان، مستويات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير جديد لـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أي بزيادة بمرتين تقريبا منذ مطلع العام، وفق الوكالات.
والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للمخاطر وسط ندرة الحصول على المواد الغذائية والحليب بسبب ارتفاع الأسعار ومشكلات متعلقة بالماشية والجفاف المدمر.
وأشار تقرير لموقع “economist” الاقتصادي إلى أن الجفاف والحرب في أوكرانيا تسببا في أول مجاعة لأزمة الغذاء العالمية في الصومال. التي كانت على مدى ثلاثة عقود تترنح بين الفوضى والفوضى.
حيث لا تسيطر الحكومة إلا على أجزاء من البلاد. والباقي بيد حركة الشباب المتطرفة.
وتابع التقرير أن الصوماليين يعيشون حياة فقيرة ووحشية وقصيرة، في خامس أفقر بلد وثامن أعنف بلد في العالم.
أشد موجة جفاف تضرب البلاد
واستدرك التقرير أن التاريخ يبدو وكأنه يعيد نفسه بعد عقد من الزمان ليعيش الصومال أشد موجة جفاف تضرب البلاد منذ أربعة عقود. مما أدى إلى ذبول المحاصيل ونفوق الماشية في الصومال وإثيوبيا وكينيا.
وبات أكثر من 18 مليون شخص في المنطقة يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام ويموت الأطفال جوعاً في البلدان الثلاثة.
الخلل السياسي والفقر
وقالت الصحيفة أن جزءاً من الأزمة التي تعصف بالصومال سببها الخلل السياسي والفقر، لكن المسؤولية تقع أيضًا خارج حدود أراضيه،.
وتابعت الصحيفة : “لا يمكن لوم الصومال، الذي تعد انبعاثاته من غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر بقليل من أندورا، على تغير المناخ الذي يزيد من قساوة موجات الجفاف. ولا يمكن لأكثر منظري المؤامرة حماسة أن يحاسبوا الصومال على الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تسبب في أزمة غذاء عالمية”.
كما أشارت إلى أن الصومال يستورد حوالي 80 بالمئة من احتياجاته الغذائية. وقد دفعت تكاليف الشحن المرتفعة في كانون الثاني/ يناير الأسعار المحلية إلى مستويات الأسعار المسجلة آخر مرة خلال المجاعة التي ضربت البلاد في سنة 2011.
كما أدى الغزو الروسي وارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة تضخم أسعار المواد الغذائية.
تعرض الملايين للخطر
وكان كان أمين عام الجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد قال إن دولة الصومال تقترب من مجاعة حقيقية نتيجة قلة وقحط الأمطار، ما قد يعرض الملايين للخطر.
وأشار أبو الغيط، إلى أنه في حال لم يجد الصوماليون قوتهم بسبب تلك المجاعة فسوف يتجه أفراد من الشعب والقبائل لـ “أعمال لا يمكن أن تكون مقبولة، والتي من الممكن أن تؤثر على البحر الأحمر وشرق إفريقيا والجزيرة العربية واليمن نتيجة هجرة الملايين من البشر الباحثين عن الطعام”.