وألتقي الجمعان.. بقلم: د. عبد الرحمن أمين رمضان

عبد الرحمن أمين رمضان

تراءي الجمعان القوي العتيد والضعيف الرشيد فبين مصدق بقوته ومابين موقن بحسن تربيته ايهما ترجح؟

كثير ما أري في غدوي ورواحي أناس يمتطون جواد القوة والعنجهية مابين متشبث بأصله الذي لا يرام وما بين قائم علي سطوة ماله باهتمام وبين ثالث يعرف طريق الوصول بمنطق ميكافيللي “الغاية تبرر الوسيلة” وكل الثلاثة الذين سبقوا أمر والرابع القادم أمر آخر.

يعطيك حلاوة الكلام وبضمر لك سم زعاف نفسه هي المسيطرة ودنو أخلاقه عنوان له لا يسلم منه كائن وللاسف هذا النوع يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف يتملق ولا يبالي ينافق من أجل ذلك لا مانع من سهر الليالي وصدق الشاعر:

يعطيك من طرف اللسان حلاوه ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

لكن أيها السادة، من منا لم يقابل مثل هذه النماذج ولكن هل علمت كيف تتعامل مع هؤلاء؟.

معروف أن فيه أسطورة قديمة وردت عند الغريق في كتاب الكوميديا الألهية لدي دانتي، “كان فيه بوسيدون ملك البحار أراد أن يهدم مدينه اثينا فاتفق مع هيرا آلهه الشر مجرد نكايه في أصحاب القلوب البيضاء لكن لم ينقذ  اثينا سيوف الجنود ولا سنابك الخيل لكن أنقذها يقين الطيبين أن الحق لازم ينتصر”.

مهما طغي الظالم فظلمه ساعه سوف يختال ويظن أن الأرض قد ملكها والسماء عباءه تظلله وإن الكل ما خلق الا ليكون رهن إشارته، ولكن أيها الباغي لا تستطل أعلم أن الأرض لله والسماء لله وما جعل من ظالم إلا ليميز الخبيث من الطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث.

وتذكروا ما قاله معحبوا قارون عندما تمنوا ان يكونوا مثله ماذا قالوا في النهاية حمدوا الله أعلي أنهم لم ينالوا نفس النهايه الخسف.

أتدري معناه؟ لا يوجد في زمننا معجزات بصرية، لكن يمكن أن يكون الخسف عقليا أو نفسيا فتري أولئك الذين بغوا في لحظه السقوط ينصرف عنهم من كانوا يهللون لهم ويعقدون لهم بالبيارق وشعارهم انما خلقنا لنكون مجرد ظل لكم.

في لحظة السقوط ينفضون  أيديهم ويتبرأون منهم ويقولون كما يقول الشيطان”إنما دعوتكم فاستجبتم لي”.

أيها الحالم في دنيا الغرور لا تطل من حلمك وأيقظ نفسك فإن لحظه الظلم تعادل زمن غابر في نفس من ظلم فكيف يكون الرد؟.

الأمر الوحيد الذي حرمه الله علي نفسه وذكره نصا هو الظلم فقال في الحديث القدسي “يا عبادي اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، وقول النبي صلي الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة”.

لهذا أقول لن يدم ظلم ظالم فكم طوت الايام أرباب دولة، وقد ملكوا أضعاف ما أنت مالكه فإن كنت في أمر فكن فيه محسنا فعما قريب.

أنت ماض وتاركه وربما يكون حتي الظلم في مجرد وعد، أنت لا تدرك مداه فلا تف به فيصبح ظلما كما كانت جاريه أحد ملوك بني العباس التي وعدته، الا تتزوج من بعده فلما مات تزوجت أخيه فراته في منامها يقول لها …….

خالفت وعدي بعدما صرت الي المقابر

ونكحت غادره اخي صدق الذي سماكي غادر

وأحيانا يكون الظلم في مجرد نظره تعطي لمن نظر إليه إحساسا يصل لحد القتل لهذا كان العلاج النبوي تبسمك في وجه اخيك صدقه.

فإن كان الظلم له اتباعه فإن الحق له رجاله ولا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مقرهم الي جهنم وبئس المهاد.

ولا تظن أيها المظلوم انك في نسيان بل لك حق تدافع عنه السماء فلا تخش ولا تبتئس، فاي طغيان لا يدوم

وحدث حديث القوم من بني قبط ويونان

ومن بني الأصفر اعجب بهم وسيبدأ الاتراك بخاقان

ومن تبع العرب وكسري ال ساسان

أين ذهبوا…؟

إلى ملك عزيز عادل ديان

كما أخبر مالك بن دينار

أتيت القبور فناديتها أين المعظم والمحتقر؟

واين المذل بسلطانه واين العزيز إذا ما افتخر

فسمع صوتا يقول…..

يا سائلي عن اناس مضوا أما لك فيما تري معتبر

تفانوا جميعا ومضوا الي ملك عزيز مطاع إذا ما أمر

فلا تنسوا الفضل بينكم وإياكم من شر ظلم مستتر.

 

أ.د عبد الرحمن أمين رمضان

أستاذ تربويات العلوم النفسية والإجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى