نيابةً عن خادم الحرمين.. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرأس “قمة جدة للأمن والتنمية”
ياسر الصعيدي – جدة:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، “قمة جدة للأمن والتنمية”، اليوم السبت، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والدولة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق.
وفي بداية الجلسة تليت آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كلمة فيما يلي نصها:
ولي العهد: نأمل أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد في ترسيخ علاقة دولنا مع الولايات المتحدة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أرحب بكم في المملكة العربية السعودية، وأنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لقمتنا هذه بالنجاح.
إن اجتماعنا اليوم يأتي في الوقت الذي تواجه فيه منطقتنا والعالم تحديات مصيرية كبرى، تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها.
ونأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك، لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية، لخدمة مصالحنا المشتركة، وتعزز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
تحديات التغير المناخي تقتضي تبني نهج متوازن لتحقيق التنمية المستدامة
إن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة كوفيد-19، والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيداً من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي، وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.
كما أن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حالياً وعلى رأسها التغير المناخي، وعزم المجتمع الدولي على الإبقاء على درجة حرارة الأرض وفقاً للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس؛ تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تبني ” نهج متوازن ” وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة الذي يأخذ في الاعتبار ظروف وأولويات كل دولة.
إن تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد في الجرائم والتطرف والإرهاب.
ونؤكد أن نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة مما يعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050م أو ما قبله مع المحافظة على أمن إمدادات الطاقة.
ولذلك تبنت المملكة نهجاً متوازناً للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطوير التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي “السعودية الخضراء” و “الشرق الأوسط الأخضر” لدعم تلك الجهود محلياً وإقليمياً.
كما نؤكد أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالمياً مع أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديداً لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنه أن يؤثر في الاقتصاد العالمي.
ولى العهد: قررنا زيادة إنتاجنا من النفط إلى 13 مليون برميل يوميا
وستقوم المملكة بدورها في هذا المجال حيث أنها أعلنت عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج.
أصحاب الجلالة والفخامة
ندعو إيران إلى التعاون مع دول المنطقة ووكالة الطاقة الذرية
إن مستقبل المنطقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة، وتوثيق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية، نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.
وندعو إيران باعتبارها دولة جارة، يربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية ، إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية، من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
وامتداداً لرؤية المملكة الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فقد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني ــ يمني، وفقاً للمرجعيات الثلاث، كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وسوف نستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق.
ونؤكد أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلب في الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرات وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وإنه يسرنا ما يشهده العراق مؤخراً من تحسنٍ في أمنه واستقراره، بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار، وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ومن هذا المنطلق، فإننا نشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء، كما ننوه بمشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة وكل من مصر والأردن.
وإن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى لا سيما في سوريا وليبيا، بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
إننا متفائلون أن تؤدي هذه القمة إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم.
ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة، التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكاتنا ويخدم منطقتنا والعالم.
بعد ذلك توالت كلمات أصحاب الجلالة والفخامة والدولة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة .
بايدن: أمريكا ستضمن عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا مطلقًا
من جهته، ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن: “لأول مرة يزور رئيس أميركي هذه المنطقة من دون أن يكون فيها جنود أميركيون”.
وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل عملها “في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة”، مضيفا “نركز على إيجاد حلول كفيلة ببناء الثقة وتحقيق نتائج أفضل وترسيخ شراكات جديدة”.
وتابع: “لن نسمح بتهديد الملاحة البحرية في مضيق هرمز وباب المندب.. ونسعى لتخفيف التوترات كما يجري الآن في اليمن الذي يعيش هدنة للأسبوع الخامس عشر على التوالي”.
وقال بايدن: “ندعم تعزيز التحالفات مع الدول التي تحترم القانون الدولي”، موضحا “دعم القانون الدولي لا يعني أننا مطالبون بأن نتفق على كل القضايا بل على المبادئ الجوهرية”.
العاهل الأردني: السبيل الوحيد للتقدم هو العمل في إطار شراكات قوية
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني فأبرز، في كلمته، أن “السبيل الوحيد للتقدم هو العمل في إطار شراكات قوية”.
وأضاف: “نواجه تحديات متعددة من خلال جائحة كورونا وانعكاسات أزمة أوكرانيا والصراعات الإقليمية”، مشيرا إلى أنه “على المجتمع الدولي أن يواصل لعب دوره في التصدي لأزمة اللجوء في المنطقة”.
كما شدد على أن “لا أمن ولا ساتقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام دولة فلسطينية”.
الرئيس المصري: لا مكان للميليشيات في المنطقة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كشف أنه “يتعين على دولنا ومنطقتنا أن تسهم في إيجاد حلول للقضايا الشائكة التي تواجهنا وتواجه العالم”.
وأبرز: ” تعزيز دور الدولة الوطنية وتطوير قدراتها وتوفير مناخ الحرية وتمكين المرأة هو ما سيلبي طوحات شعوبنا”.
وأردف قائلا: “لا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة”، مضيفا “ولا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة”.
وتابع: “إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل سيفتح آفاقا للسلام والاستقرار في المنطقة”.
العاهل البحريني: يجب مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب
كما دعا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إلى “تكريس الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة”، مضيفا “ويجب مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب والفكر المتعصب ومنظماته الخارجة عن القانون”. وتابع: “من الضروري التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ودعم الشعب اليمني”.
أمير قطر: تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري
وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إن بلاده ستعمل مع شركائها في المنطقة والعالم “لضمان التدفق المستمر للطاقة”، موضحا “تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم بأسره”. وثمن أمير قطر “الهدنة بين الأطراف اليمنية ومبادرة المملكة العربية السعودية”.
محمد بن زايد: الإمارات ستبقى شريكاً رئيسياً للمملكة في نهج الاستقرار والازدهار
أكد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حرص بلاده على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومواجهة التحديات المشتركة.
وشدد الشيخ محمد بن زايد خلال مشاركته في قمة “جدة للأمن والتنمية” في السعودية أن سياسة الإمارات قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم.
وقال: “إنه لا يخفى على أحد حجم التحديات التي نواجهها على مستوى منطقتنا والعالم أجمع، وهذا يفرض علينا توحيد الجهود الدولية وتعزيزها بما يلبي طموحات شعوبنا إلى التقدم والازدهار”.
وبارك رئيس دولة الإمارات إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، النجاح الكبير الذي حققه موسم الحج الأخير، مثمنا الاهتمام والمتابعة المباشرة اللذين أولاهما خادم الحرمين ومؤسسات المملكة للحجاج ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة ويسر.
وشدد على أن دولة الإمارات ستبقى شريكاً رئيسياً موثوقاً في نهج الاستقرار والازدهار، الذي يقوم على السلام والتنمية وتعميم ثمارهما في دول المنطقة والعالم.
رئيس الوزراء العراقي: نعمل على توسيع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة
وكشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن “نهج العراق يقوم على تعزيز الحوار والشراكة مع دول المنطقة بما يصب في مصلحة الجميع”، مبرزا “نعمل على توسيع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة”. واقترح الكاظمي “إنشاء بنك إقليمي لتنمية الشراكة بين دول المنطقة”.
ولي عهد الكويت: نأمل أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة
ذكر ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح أن “التحديات تتطلب منا جميعا مزيدا من التشاور والتنسيق والتعاون والتفاهم لمواجهتها”.
وأضاف: “ماضون في مجلس التعاون في مساعينا الحميدة على طريق دعم شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وذلك استنادا إلى إيماننا المطلق بضرورتها وأهميتها في ظل أحداث تستوجب الاتحاد والتكامل والتقارب لا التباعد والتجمع لا الانفراد والتكاثف لا الانعزال”.
وعبّر عن أمله في “أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة التي استغرقت عقودا طويلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، داعين للعمل على إنجاح مسيرة السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وفي ختام القمة، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء عن الشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والدولة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول على حضورهم، ومشاركتهم الفعالة في القمة، والتي عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي امتداداً واستمراراً لعقود من الروابط الاستراتيجية الوثيقة.
وقال سمو ولي العهد :” نشيدُ بما شهدتهُ هذه القمةُ من حرص على مُواصلة التقدم والتعاون، فيما يُعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية والمنُاخية والصحية وغيرها، متطلعين إلى مواصلة التعاون بين دولنا، بما يحقق الأمن والرخاء والسلام والاستقرار والازدهار للعالم أجمع”.
وضم الوفد الرسمي للمملكة في القمة، كلاً من: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان.