رجب الشرنوبي.. يكتب: كبار القوم يجتمعون في جدة
“زيارتي للسعودية أكبر من المصالح الأمريكية”هكذا كان جواب جو بايدن..للرد علي سؤال طرحه أحد الصحفيين..خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الأسرائيلي يائير لابيد..بايدن أكمل في الحديث حول الهدف الرئيسي للزيارة معلناً أن أهميتها الحقيقية..تكمن في إصلاح أخطاء الإنسحاب الأمريكي من المنطقة..أليس في هذا الإصلاح بحثاً عن تعظيم المصالح الأمريكية؟؟!!
جو بايدن السياسي المخضرم المراوغ..يرغب في خلق إنطباع عن الزيارة بأنها جاءت لإنقاذ العالم من قوي الشر المتمثلة في الصين وروسيا..لا يود الحديث عن أخطاء إرتكبتها إدارته..أثناء التعامل مع قوي كبري وملفات بعينها داخل المنطقة..منذ قدومه إلي البيت الأبيض في يناير الحزين كما أطلق عليه الشعب الامريكي.
حديث بايدن الغير موفق عن قيادات كبري في المنطقة..خطأ فادح وجوهري أرتكبه هو نفسه وأُجبر بسببه الرئيس الأمريكي..علي القدوم إلي المنطقة وطلب ود قياداتها..سعي جو بايدن الآن للجلوس مع بعض قيادات المنطقة في محاولة لإعادة بناء الثقة معها..هو أحد الأهدف الرئيسية الغير معلنة بالطبع لهذه الزيارة.
القيادات العربية أبدت في الفترة الأخيرة درجة عالية من التنسيق والثبات والأداء الجيد..المواقف العربية التي إتخذتها عدد من دول الخليج وبعض الدول العربية بتنسيق مصري سعودي..أمام الأزمات العالمية الحالية قطعاً كانت واحدة من أهم دوافع هذه الزيارة..مايحدث علي أرض أوكرانيا من عمليات عسكرية والموقف العربي منها..قطعاً له تأثير مباشر علي الداخل الأمريكي والصورة الخارجية للولايات المتحدة الخارجية.
بايدن الذي يفتخر بكونه أول رئيس أمريكي ينتقل مباشرة من تل أبيب إلي جده..هو نفسه الذي تحدث عن أمن اليهود في العالم بإعتباره جزء من الأمن الأمريكي..بايدن يعلم جيداً قيمة اللوبي اليهودي في الداخل الأمريكي..كما يعلم أن شعبيته تتعرض للإنخفاض يوماً بعد يوم..ألم أقل أنه مخضرم ومراوغ؟؟!!
الرئيس الأمريكي وقف في إسرائيل يتحدث عن شرق أوسط جديد..يقبل بوجود إسرائيل جزء لايتجزء منه..ثم يذهب في زيارة شكليه إلي رام الله لمدة ساعتين فقط..بعد قضاء يومين داخل إسرائيل!!هو يعلم جيداً قيمة القضية الفلسطينية في جدول الأعمال العربي..خصوصاً في ظل تنسيق عربي عربي حقيقي هذه المرة..يقوده بإقتدار الرئيس السيسي وولي العهد السعودي.
الرغبة الأمريكية في تدشين صيغة أكثر فاعلية للدولة العبرية في المحيط العربي..قطع الطريق علي التقارب الصيني الروسي مع دول عربية قوية ومؤثرة في المنطقة..إيجاد حلول سريعة للآثار المدمرة علي الإقتصاديات الأوروبية والأمريكية جراء مايحدث في أوكرانيا..كلها ثمثل طموحات ومهام يحملها بايدن داخله وسيعمل بكل قوة علي إنجازها خلال الزيارة،،
المخاطر المحتملة من إمتلاك طهران للقنبلة النووية..كبح جماح التدخل الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان..وعد جدي بتفعيل حل الدولتين..الحديث عن شراكات أمريكية وأوروبية عربية إقتصادية أكثر فاعلية..تدخل أمريكي جاد في ملفات أخري منها سد النهضة والإرهاب وربما موقف أنقرة من بعض الملفات الأقليمية..كلها أوراق سيعمل بايدن علي المناورة بها أثناء إجتماعة بقادة الخليج والمنطقة.
موقف عربي موحد ومشترك تم الإعداد له بشكل جيد خلال الفترة الأخيرة..مقدرات عربية متنوعة خصوصاً في مجال الطاقة..رغبة عربية واضحة في الإنفتاح علي كل القوي الدولية..أمن الدولة العبرية وغيرها من الأوراق الكثير..يستطيع القادة العرب وضعها علي طاولة الحوار أمام الإدارة الأمريكية..للوصول إلي مخرجات مشتركة من القمة المرتقبة..تحفظ لأمريكا ماء وجهها وترفع للرئيس الأمريكي أسهمه في الداخل الأمريكي..كما تضمن للعرب حلول سريعة في بعض الملفات وأيضاً موقع مناسب للجامعة العربية في عالم مابعد أوكرانيا.
منذ شهرين تقريباً كانت هناك قمة مصغرة في صحراء النقب..جمعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوزراء الخارجية في نفس الدول تقريباً..طار بعدها بلينكن إلي مصر والجزائر وألتقي بقيادة البلدين..توافد الكثير من المسئولين والزعماء الأوروبيين علي العواصم العربية خلال الأشهر الماضية..لإيجاد بدائل سريعة للطاقة الروسية التي تأثرت بها الإقتصاديات الأوروبية..هل ينجح جو بايدن فيما فشل فيه وزير خارجيته والمسئولين الأوربيين حتي الآن؟؟
ماذا عن حلم الفوضي الخلاقة؟!!هل لايزال يراود الرئيس الحالي وهو المهندس الذي أشرف علي تنفيذه في وقتها؟؟!! أم أنه قد تعلم الدرس جيداً؟؟هل يتوقف الأمر علي قمة جده أم أن قمة طهران بعدها بأيام حين يجتمع الرئيس بوتين والرئيس التركي بالرئيس الإيراني سيكون لها رأي آخر؟؟!!
إستضافة المملكة لقيادة أكبر القوي الدولية وأكبر زعماء دول المنطقة في مدينة جدة السعودية..يعني أننا أمام دور سعودي حالي ومستقبلي أكثر فاعلية وأكثر تأثير في المنطقة،،
تبادل مستمر للرؤي ووجهات النظر المصرية السعودية..حول الكثير من القضايا العربية والإقليمية المطروحة..يترك كما هي العادة إنطباع دائم عن تفاهم مستمر وعلاقات راسخة ومتميزة..تجمع الشعبين السعودي والمصري وقيادات البلدين الشقيقين.