فاطمة فطر تكتب من المغرب: الغرام القاتل

انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم قتل للجنس الناعم،والاغلبية التي ترتكب هذا الجرم في حق النساء تكون من الرجال العاشقين ويكون الحب في الغالب غير متبادل من طرف واحد أو نتيجة علاقات عاطفية فاشلة يرغب فيها الرجل بالسيطرة على الانثى ويغلب عليها طابع التملك وعدم الرغبة في تقبل فقدان الحبيبة او استصاغة ان تلك العلاقة قد انتهت

ويغلب على هذه المشاعر الرغبة في الانتقام للكبرياء وعدم الرضا عن الهزيمة في العقل الباطن لهذا الرجل ويبقى يتذكر صورتها وصوتها ذكرياتها معه او يتتبعها عن بعد ،في رغبة منه للوصول إلى ودها والتقرب منها ،فحين يصد هذا الأخير بالرفض واللامبالاة يقرر اخذ ثاره من هذه المعشوقة

وهذا ما ظهر جليا في قضية الطالبة المصرية نيرة التي رحلت في عمر صغير نتيجة تهور واصرار زميلها الطالب على فرض نفسه على الفتاة رغم ،تجاهلها له وتكرار له مرارا انه مجرد زميل لا اكثر ولا اقل ،حاول القاتل التقرب منها بشتى الطرق عن طريق مساعدنها في البحوث الجامعية ،وعندما طلبت منه أن يتركها وأنها لا تكن له اي مشاعر قرر الانتقام منها عن طريق تتبعها بنشر صورها على وسائل التواصل الاجتماعي،برغم من تحذيرها له وتحرير محاضر ضذه ليتركها بسلام،لكن الكره والبغض تمكن منه ولعب الشيطان به فارتكب جريمة بشعة في حق الفتاة سلبها حياتها امام العالم كله ،وهذا ماوثقه شريط فيديو تداوله مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي في مشهد بشع وقاسي .

ذنب هذه الفتاة انها قالت كلمة لا ورفضت حبه فغذرها بذبحها،أصدر القضاء المصري حكمه بإعدام القاتل وذلك بعد أخذ الفتوة الشرعية مع مفتي الديار المصرية الذي ايد كذاك الحكم.

وفي الأردن كذلك قتلت طالبة اخرى تدرس بالجامعة تدعى قيد حياتها ايمان ارشيد،بإطلاق الرصاص عليها من طرف شاب هددها بالقتل ونفذ جريمته بعد أسبوع من جريمة مقتل الطالبة المصرية نيرة.

وفي المغرب كذلك قتلت ممرضة اسمها فاطمة امام بوابة المستشفى الذي تعمل به ،ذبحا على يد خطيبها السابق الذي رفضته،وطلبت منه تركها وشانها وان يبتعد عنها،وأن يعيش حياته وان يدعها لكن المجرم العاشق رفض ان يستسلم للهزيمة وان تتركه حبيبته فقرر أن ينهي حياتها كنوع من رد الاعتبار لغروره ونزعة الاجرام التي تسكنه.

السؤال المحير هل رفض الحب او عدم مبادلة المشاعر والاحاسيس جريمة ترتكبها المرأة؟هل أصبح الرفض جرما؟ لماذا يقابل الرفض بالثار بالحرمان من الحياة؟ من يحب لا يقتل حبييه مهما كانت الظروف والضغوط…

يقال ان النهايات اخلاق وليست سكينا يقطع الشرايين او رصاصا يحرم إمرأة في عز شبابها من الحق في الحياة.
ماذا سيخسر هذا القاتل ان تركها تعيش بسلام وذهب إلى حال سبيله وترك الماضي ودفن حبه لها وبحث عن الحب في مكان اخر مع إمرأة اخرى.؟!!هل الحياة تتوقف بعشق شخص معين؟

اذا تناسلت هذه الجرائم بشكل تسلسلي في العالم العربي فان حقوق المرأة تدق ناقوس الخطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى