رواية “غرفة مغلقة” .. للأديبة لونا قصير
رواية غرفةٌ مغلقة، تدخل حيّزَ الإنسان في تفاعله الكليّ مع المجتمع والبيئة. تتّخذ الراويةُ حقبةً من الزمن تقلب مقاييس تفكير الناس الذين عايشوها، وتمازجُ العقليّات المختلفة والمتضاربة ومفاصل من تقلّباتٍ جعلتهم يسيّرون حياتَهم وفقَ أحداثها السريعة الضاغطة.
تسلسلُ الأحداث دراميّ دائم مشبع بالتتابع المتصاعد، لكنّه إنسانيّ النزعة في الفعل وردّة الفعل. لكن مع التقدّم في القراءة، يَهدي إلى خواتيمَ تثلجُ الصدر.
أحداث الرواية مرتبطة بشكل مباشر بشخصيات الرواية، فلكل شخصية أهمية لا يقل دورها عن الشخصيات الاخرى، وأترك للقارئ حرية التفاعل مع كل شخصية سواء كان إيجابا أو سلبًا.
تمتد أحداث الرواية على مدة ثلاثة عقود من الزمن. فهي مجموعة من القصص لعائلة واحدة، وكأنني باختياري لهذا العنوان كنت في قرارة نفسي أريد أن تبقى هذه العائلة متماسكة وأن لا تتشتت، فجاء العنوان غرفة مغلقة، لوهلة نظنّها قاتمة، فأحداثها كثيرة وحركة النص سريعة، يشعر القارئ وكأنه ينتقل من غرفة إلى أخرى، فهي تشبه مراحل حياتنا. كما في الحياة، فإما ننتقل من مرحلة إلى اخرى بسلام مع أقل ضرر ممكن، وإما نقبع في غرفة من تلك الغرف ونستسلم ونبقى فيها.
تدور أحداث روایة غرفة مغلقة بین لبنان وأمیركا. من ھو رائد؟ من ھي روز؟ من ھو جورج؟ أسماء عدیدة ولكل منھم دور لا یقل عن الآخر أھمیة، إلا أن رائد ھذا الرجل الذي ولد في بیئة شرقیة وعاش طیلة حیاته في أمیركا، لم یتخل عن شرقیتھ؟ ولم ینقطع حبل الصرة الذي بینه وبین عائلته.. هل التاریخ یعید نفسه؟ ھل الحزن لا یكتفي ویدق الأبواب ذاتھا؟
أبطال عدیدة ولكل منھم دورھم ومواقفھم وآرائھم لكن رائد الرجل الشرقي، استطاع أن یدیر اوركسترا الحیاة بحكمة.. روایة غرفة مغلقة من واقع الحیاة مع الكثیر من الخیال.. أترك لكم اكتشاف تفاصیلھا؟ وھل ستبقى الغرفة مغلقة؟
لونا قصیر_
