تلسكوب “جيمس ويب” يبحث عن كائنات فضائية في الكواكب المحيطة بالأرض
ترجمة – وليد الصعيدي:
قدّم الباحثون مشروعين للاستفادة من قدرات الرصد المذهلة للتلسكوب، لرصد بدايات تشكل الكون، ودراسة العوالم الداعمة لوجود الحياة في النجوم البعيدة.
ويأتي ذلك، بعد أن نشرت الوكالة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، الأسبوع الماضي، أعمق صور للكون حتى الآن، التقطها تلسكوب ”جيمس ويب“ الفضائي.
ورغم ذلك، يبدو أن رحلة اكتشاف التلسكوب للكون ما زالت في بدايتها.
الكائنات الفضائية
ويسعى العلماء والباحثون حاليًا، إلى الاستفادة من إمكانيات التلسكوب، ورصد الكواكب الصخرية الشبيهة بالأرض، التي تدور حول نجم يدعى ”ترابيست1“.
وهذه الكواكب قريبة جدًا من بعضها إلى درجة أنك تستطيع رؤيتها بوضوح في السماء عندما تقف على سطح أحدها.
ولم يستطع العلماء حتى الآن، تأكيد امتلاكها لغلاف جوي، ويعمل الباحثون على اكتشاف ذلك بمساعدة الضوء المار خلال الغلاف الجوي، وإن كان يحمل صفات مميزة نتيجة مروره بين الجزيئات الجوية.
وباستخدام تلسكوب ”جيمس ويب“، تعكف أوليفا ليم، باحثة الدكتوراة في جامعة مونتريال الكندية، على التأكد من وجود بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والأوزون، في نظام ”ترابيست1“.
وقالت ليم: ”رصد علامات الحياة هناك -في حال وجودها- يتطلب وقتًا، ولكن كل ما نفعله الآن يمثل خطوات ضرورية للوصول إلى هدفنا النهائي“.
وأوضحت ليم أن ”نظام ترابيست1 فريد من نوعه، ويحتوي على جميع الشروط المواتية لوجود الحياة خارج منظومتنا الشمسية“.
ويحتوي نظام ”ترابيست1“ على 3 من 7 كواكب تقع في المنطقة القابلة للحياة حول النجم، دون أن تكون قريبة جدًا منه أو بعيدة جدًا عنه، ما يسمح بتوافر درجات حرارة تناسب تشكل مياه سائلة على سطحها.
ويبعد النظام الكوكبي عن كوكب الأرض، 39 سنة ضوئية فقط، ويمكننا رؤية الكواكب تمر أمام نجمها، ما يسمح لنا برصد انخفاض الإشعاع النجمي نتيجة مرور الكواكب، واستخدام رصد الإشعاع الكهرومغناطيسي لتحديد صفات الكواكب.
رؤية التاريخ
ويمثل تلسكوب ”جيمس ويب“، فرصة واعدة لدراسة حالات الكون في بداية تاريخه بعد الانفجار العظيم، قبل 13.8 مليار عام.
وكلما كانت الأشياء أبعد منا، استغرق الضوء وقتًا أطول ليصلنا ونتمكن من رؤية الماضي البعيد من خلال التحديق في أبعد ما نستطيع في الكون.
وقال عالم الفضاء دان كو، من مؤسسة علوم التلسكوب الفضائية الأمريكية: ”نتطلع للنظر في الأزمنة المبكرة من الكون لرؤية أوائل المجرات المتشكلة في تاريخه“، وفقًا لموقع فيز دوت أورغ.
ووصل العلماء حتى الآن إلى حوالي 97% من الماضي قبل الوصول إلى لحظة الانفجار العظيم.
وأوضح كو: ”عندما ننظر إلى المجرات البعيدة، نستطيع رؤية ذرات حمراء صغيرة جدًا فقط، ولكن تلسكوب ويب سمح لنا أخيرًا برؤية ما يوجد داخل المجرات ومما هي مصنوعة“.
وتأخذ المجرات الموجودة اليوم شكلًا حلزونيًا أو إهليلجيًا، ولكن وحدات البناء الأولى كانت عشوائية وغير منتظمة، ويجب أن يظهر لنا ”ويب“ نجومًا قديمة حمراء في بداية تشكلها في المجرات؛ مثل شمسنا، وهي ما لم يستطع تلسكوب ”هابل“ الفضائي رصده سابقًا.
ويسعى الباحثون إلى رصد واحدة من أبعد المجرات في الكون، فضلًا عن رصد أبعد نجم معروف حتى الآن، اكتُشف في مارس 2022.
ويعمل العلماء على معرفة صفات الأجسام الكونية؛ مثل الحرارة، والكتلة، والتركيب الكيميائي، من خلال تحليل الطيف الكهرومغناطيسي القادم منها.