لحظة اختيار.. بقلم: أ.د عبدالرحمن أمين رمضان

عبدالرحمن أمين رمضان

كتير أوي بتحصل لنا حالة من الحيرة بين أمرين أو أكتر ولما نيجي ناخد رأي حد يزود حيرتنا أكتر ..

السؤال هو احنا بنبقي فعلا محتاجين حد يساعدنا ويطمن حيرتنا ولا بنبقي اصلا مش عارفين أن دي حيره وبس بنعاني من مضاعفاتها زي الالم والظن وعدم النوم وكتر التفكير…

مطلوب مننا اي علشان نعرف نختار.. مطلوب نبقي قديسين ..ابدا

مطلوب نبقي منجمين ونضرب الودع ..بردو لا

يا اخي حيرتنا معاك..امال نعرف ازاي نختار؟

الاختيار قبل لما يبقي موهبه وفراسه هو علم وربنا خلقك علشان تختار واداك مطلق الحريه في اصعب اختيار ممكن يوديك جنه او حتي نار

وقال سبحانه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..طب ازاي علم يعني حضرتك اذالم تمتلك المعرفة تجاه أي موضوع فالتاكد أن اختياراتك غلط

البنت اللي بيجي يتقدملها ابن الحلال متعتمدش علي فكره قلبي ارتاح له لأن بعد كده لا قلبك ولا قلب بنتك ولا قلب المجتمع هيرتاح لما تكتشف أنه لا قدر الله كداب أو مختل أو فيه العبر يبقي لحظه اختيارك المعتمده علي استراتيجيه قلبي ارتاح له هتودينا ف داهيه….

حتى سيدنا ابراهيم طلب دليل من رب العالمين علي قضية احياء الموتى علشان يطمن قلبه ويدي درس أن لازم يبقي فيه معرفه علشان نختار ….

طب هيه المعرفة بس تخلينا نحتار كويس ولا محتاجه حاجه تانية؟

طبعا محتاج يبقي عندك احساس، ومشاعر واطمئنان قلبي مبني علي صدق ،المعارف ليست مجرد معارف مغلوطه تشكل احساس، كاذب

واياك تحسبها غلط هتكون انت الخاسر الوحيد زي المحامي البريطاني اللي حب يختار بعقله                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  وصاحبنا المحامي اللي كان عنده ٤٢ سنه مات وشبع موت…

لحظه الاختيار محتاجه فهم واعي وعقل ناضج وقلب كله احساس، ورؤيه وبصيره وخلي ديما واحنا بنقول ده اختيارنا ميبقاش ده هلاكنا

لان احيانا بيبقي اختيارنا هو أسوأ قرار وأصعب اختيار…

لحظه الاختيار بتتعلم لما ابنك أو أخوك الصغير يستنجد بيك علشان تساعده فبدل ما تديله اختيارات وتعلمه يختار بتعمل حاجتين أسوأ من بعض أما انك تعمل ما تراه مناسب من وجهه نظرك وده يبقي اختيار حضرتك أو انك ترفض تماما مساعدته ونسيبه يتخبط ولما يختار يبقي اختياره دليل دماره….

وبمناسبة الثانوية العامة، لكل أب وأم بلاش تحقق احلامك على حساب على اختيارات ابنك أو بنتك، مش مشكلة الواد أو البنت انك كان نفسك تبقي دكتور ولا مهندس ولا أي حاجه فحضرتك تختار له وتلغبه كأنه مش، موجود وبين ضجر الاختيار وتعنيف الاصرار تلاقي أو الواد أو البنت يا اما زهق أو زهقت أو فضل هو أو فضلت هيه الانتحار.

خلينا حتي مع نفسنا نختار اللي يريحنا مش يتعبنا، النبي عليه الصلاة والسلام ما عرض عليه أمرين الا اختار أيسرهما..

ليه نصعبها علي نفسنا ما هي سهله اهي .. لحظه اختيارك لما جنتك أو نارك ..لحظة اختيارك يا اما طوق نجاه أو هتكون لوح سفينه الخضر المعيوبة بس من غير إنقاذ فهتغرق ويغرق اللي معاك……

خلونا نختار من غير قهر… خلونا نختار بعلم وصبر… خلونا نختار كل اللي لنا فيه اختيار.. اللي خلقنا أعطانا نعمه الاختيار بلاش نشوها بسوء تقدير وعمي اختيار …..خلونا نختار بشكل صحيح

سقراط اختار في لحظه بين حياته وموته وعلشان اختياره كان صح ظل اسم سقراط أكثر من ٤الاف سنه والغريب أن اسم الجلاد مش معروف

حد فينا يعرف إسم قاتل توت عنخ آمون .. ابدا لكن كلنا نعرف اسم أعظم ملوك الفراعنة واكثرهم ثراء.. كلنا نعرف يوسف الصديق لكن تحديدا حد يعرف مين من اخواته اللي شاله ورماه في البير.

أعظم من يختار هو من يختار وهو مسئول.. الاختيار أمانة ومسؤلية وليس رفاهية.. الاختيار أما صدقة أو ذنب.. الاختيار سبيلك إلى جنة مهداه أو نار مستعرة….

أ.د عبدالرحمن أمين رمضان

أستاذ تربويات العلوم النفسية والإجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى