وساطة سرية لعمان بين السعودية والحوثيين لتحقيق هذا الهدف!
كشف موقع “إنتلجنس أونلاين” الاستخباري الفرنسي بأن سلطان بن محمد النعماني، رئيس أمن السلطان هيثم بن طارق يدير محادثات بين السعودية والحوثيين لإنشاء منطقة حدودية عازلة بطول ثلاثة آلاف كلم بين اليمن والسعودية.
وقال الموقع الاستخباري الفرنسي إن سلطنة عُمان تدير المشاورات عبر رئيس أجهزة المخابرات محمد النعماني، الذي يحاول إنشاء منطقة عازلة بطول 3 آلاف كم وعرض 30 كم على الحدود بين السعودية واليمن.
وأكد الموقع على أنه “على الرغم من التنافسات السياسية في عمان، لا يزال سلطان بن محمد النعماني ثابتًا في منصبه كرئيس أمن السلطان هيثم بن طارق. وقد صدرت له تعليمات مؤخرًا بمواصلة وساطته مع المملكة العربية السعودية بشأن اليمن”.
مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين
ولفت الموقع إلى انه تنفيذاً لأمر السلطان هيثم، يقود “النعماني” حاليا مفاوضات سرية بين السعودية وجماعة الحوثي المسلحة، لتمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان الماضي، مشيرا الموقع إلى ان المفاوضات السعودية مع الحوثيين صعبة.
وأضاف الموقع أن خروج هذه المفاوضات بنتائج، يعتمد على تقدم المحادثات التي ترعاها بغداد بين الرياض وطهران التي ترعى الحوثيين.
وشدد الموقع على أن هذه المحادثات السرّية تحاط بالكتمان من قبل الحوثيين والعُمانيين، والانكار من قبل السعودية التي تصنف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
ونوه الموقع إلى أنه على “النعماني” التعامل مع انعدام الثقة بين بلاده ومسؤولي الأمن الإماراتيين، الذين دعموا -إلى جانب الرياض- إنشاء المجلس الرئاسي الذي تم إنشاؤه في اليمن مؤخرا. إذ يتم اكتشاف خلايا تجسس سرية خاصة بالإمارات وتفكيكها بانتظام في سلطنة عمان.
وكانت وكالة “رويترز“، كشفت الأسبوع الماضي، عن محادثات مباشرة عبر الإنترنت بين السعودية وجماعة الحوثيين، استؤنفت لمناقشة الأمن على طول حدود المملكة والعلاقات المستقبلية في إطار أي اتفاق سلام ينهي الحرب في اليمن.
ونقلت عن مصدرين قولهما إن سلطنة عُمان تسهّل المحادثات عبر الإنترنت بين كبار المسؤولين من السعودية والحوثيين.
وأضاف أحدهما أن ثمة خططاً أيضاً لاجتماع مباشر في مسقط إذا أُحرز تقدم كافٍ.
اتفاق طويل المدى لأمن الحدود
وقال المصدران إن مسؤولين من السعودية وجماعة الحوثي ناقشوا اتفاقاً طويل المدى لأمن الحدود، إضافة إلى مخاوف الرياض المتعلقة بترسانة الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المسلحة المستخدمة لتنفيذ هجمات على مواقع سعودية.
وكشفت النشرة الفرنسية أن “النعماني” يكسب نفوذاً داخل سلطنة عمان، وسط تغيّرات في السلطنة.
شائعات إقالة النعماني
وزعمت النشرة الفرنسية إن رئيس جهاز الأمن الداخلي “سعيد بن علي بن زاهر الهلالي” والمفتش العام للشرطة والجمارك “حسن بن محسن الشريقي”، الذي يشرف على أنشطته ديوان السلطان، كانا يغذيان شائعات بأن “النعماني” في الطريق للإطاحة به، حيث اعتقد البعض أنه لن يصمد أمام التغيير الوزاري الذي أجراه السلطان “هيثم بن طارق”، منتصف يونيو/حزيران الماضي، إذ عزل السلطان عدد من الوزراء الرئيسيين.
وبحسب الموقع فإنه على عكس ما كان متوقعاً، لم يحتفظ “النعماني” بالمنصب الذي شغله منذ عام 2011 فحسب، بل تم تكليفه بمسؤوليات جديدة من قبل السلطان.
وإضافة إلى الوساطة، فهو مسؤول عن التفاوض بشأن القضايا الأمنية مع شركاء عُمان الأجانب، مثل وزير الدفاع الصيني “وي فنجي”، الذي زار مسقط في 28 أبريل/نيسان الماض