وكذلك أخذ ربك.. بقلم: عبد الرحمن أمين رمضان

عبد الرحمن أمين رمضان

بيقولوا في الامثال من اعمالكم سلط عليكم

يا تري هل نستحق ما يحدث لنا من فزع وجداني يومي من حالات القتل والتعدي والانتحار …أم أن الأمر لم يتعدي كونه حالات فرديه ونصبر نفسنا ونقول  احنا لسه بخير …

أن أول درجات الظلم أن يظلم المرء نفسه…لكن كيف نظلم انفسنا؟

الظلم ليس، فقط أن يتعدي عليك الغير وهذا النوع هو ما نعانيه كما نعتقد ولكن الابشع هو أن نهمل أنفسنا فنظلمها فتغدوا أنفسنا هي أداه التحكم وهي القائد المسيطر فلا يكون لنا غدوا اورواحا دونها وهنا يسقط المرء

دعوني اسوق لحضراتكم بعض، مشاهد من حياه يوميه نعايشها

من اول ما تصحي من النوم وتلاقي نفسك رافض فكره الاعتمادية لمستقله عايز اللي يجهز لك الفطار ويكوي لك الهدوم ومش بعيد يحميك ويليفك بالمره وبعدين تلاقي لسان حالك بيقول وانت قمه الضجر،الواحد مش لاقي شغل ولا عارف يعيش….حضرتك عملت اي كمقدمه علشان تحصل علي نتيجه وهي انك تشتغل دا ابسط الاشياء التي انت مبتعرفش تعملها وبعدين تشتكي ..

فاكرين احمد زكي في البيه البواب لما قال لفؤاد المهندس لازم تشتغل علشان  تاخد سمسره للاسف احنا بقينا ننتظر سمسره علي أخلاقنا مش بس في الشغل لكن كمان في العلاقات الانسانيه ومن الغريب أن ظلمنا لنفسنا تجاوز الحدود ليس،فقط فيما نعانيه من الحياه اليوميه ولكن حتي في تعاملنا مع أنفسنا …..

مشهد آخر عندك خروجه مع اصحابك متحاولش تعلي عليهم ولا هم يعلوا عليك ف الأمر الماديه ولا حتي في المظهر دا احنا حتي أمه الوسطيه لان ده نوع من النفاق الأخلاقي لا دي إمكانيات حضرتك الحقيقيه ولا إمكانيات اصحابك الحقيقيه هتوصل في وقت من الأوقات مش هتقدر ، تسايرهم أو هما مش هيقدروا  يسايروك ويمكن ينتهي الأمر بمصيبه أو جريمه ذي ما بيحصل مع شهداء اللحظه الحاليه أو ينتهي بانتحار لأحد أفراد القطيع …

ايها الساده ربنا عرفوه بالعقل وكمان الإنسان اتعرف بأنه له اخلاقيات وعنده قدره علي الضبط الأخلاقي ومعايره العلاقات الاجتماعية….يبقي لما يتخلي عنها ويمشي وراء نزواته من غير مقدره حقيقيه علي السيطره علي رغباته وجموحه يبقي خارج من طور، الإنسانيه الي طور  البوهيميه

وهنا تصبح تصرفاته كلها خارج السيطره …واعتقد يا ساده أن ما يحدث الآن في مجتمعنا هو تمثيل واضح لهذا الجنوح..

نعم وكذلك أخذ ربك إذ اخذ القري وهي ظالمه أن أخذه اليم شديد

النبي عليه الصلاة والسلام كان معروف بانسانيته رفض فكره الحيوانيه المغرطه وربنا قال عنه في كتابه العزيز لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا مو حولك

عيسي المسيح عليه السلام كان شفاء،ودواء كلمه طيبه الأرض نبتت الطيب احيا الفضيله وزرع الامل

موسي الكليم علم الناس التواضع بعدما أخذ درسا قاسيا في رحله التعلم علي يد الخضر

يونس عليه السلام لما تعالي بنفسه سقط في بطن الحوت في ظلمات ثلاثه بعضها فوق بعض لدرجه انه لم يكد بري يديه لكن لما استوعب الدرس عرف أنه كان من الظالمين لنفسه قبل قومه وقال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

ظلم النفس فيه البشاعه والقبح اللي بتخلي الإنسان لا يدرك عواقب  الأمور علشان كده بقول واقفه مع النفس ،بلاش،ظلم لأنفسنا بلاش تحمل نفسنا مالا نطيق…..

هيجري اي لو خدنا كل حاجه ببساطه وسعينا من غير ملل واجتهدنا وكلنا أمل…

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ……فالطلم عقباه الي الندم

نسال الله العفو والعافيه من شر كل ظلم وخاصه ظلم الأنفس

أ.د عبد الرحمن أمين رمضان

أستاذ تربويات العلوم النفسية والإجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى