30 يونيو “طوق نجاة” مصر .. عندما نجحت الثورة في إسترداد الوطن
30 يونيو “طوق نجاة” مصر .. عندما نجحت الثورة في إسترداد الوطن
قبل 9 أعوام، خرج الملايين في مظاهرات اجتاحت شوارع محافظات مصر، للمطالبة بإسقاط تنظيم الإخوان الإرهابي.
التنظيم الذي حاول “أخونة الدولة”، وتهيئة مفاصلها لحكم أبدي للمرشد وجماعته، التي تستخدم الدين ستارا لتحقيق مآربها، لكن تلك المؤامرات أحبطها وعي المصريين.
وهبت جموع الشعب المصري في الشوارع غير عابئة بتهديدات الجماعة الإرهابية التي لوحت باستخدام العنف الذي يعد منهجها الأبدي.
وتصدى المصريون بصدورهم لعنف الإخوان لينقذوا مصر من السقوط في هاويتهم، وملأوا الشوارع في 30 يونيو/حزيران 2013 حتى أطاحوا بالجماعة الإرهابية.
وأكد محللون سياسيون، أن “ثورة 30 يونيو أوقفت المد الإخواني ليس في مصر فقط، ولكن في الإقليم بأكمله.
وأشاروا في الوقت ذاته إلى أن الثورة كانت بمثابة “طوق النجاة” للبلاد من خطر التنظيم الإرهابي، بعد استعادة الدولة الوطنية من خاطفيها ممن حاولوا تفكيك مفاصلها، وتغيير هويتها، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب يقظة أجهزة الأمن ووعي الشعب المصري بمخططات الجماعة.
“وقف المد الإخواني”
وقال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن “مصر تمكنت في ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران من منع التمدد الإخواني، ولولا قيام الثورة لكانت الدولة قد وقعت في دائرة الجماعة التي نظرت لها على أنها ممر لدولة الخلافة”.
وأضاف فهمي، أن “الثورة أفشلت مخطط الإخوان ليس في مصر فقط، وإنما في الإقليم بأكمله، ونجحت في تطويق مخاطر التنظيم على الدولة، ومحاولاته لتغيير الهوية الوطنية للبلاد”.
وأكد على أنه “لولا ثورة 30 يونيو/حزيران لكانت الأزمة هيكلية ومفصلية، وحمى الله الوطن والعالم العربي من مد إخواني كبير كان يمكن أن ينتشر في الإقليم بأكمله”.
“طوق نجاة”
ونوه فهمي إلى أن “الثورة نجحت في استرداد الوطن من محاولات خطفه، ومثلت أيضا طوق النجاة الذي أنقذ البلاد من حكم الإخوان”.
وواصل: “منعت الثورة المد الإخواني داخليا وخارجيا، بفضل يقظة وأداء أجهزة الأمن، ووقوف البلاد على أرض راسخة”.
ورأى المحلل السياسي أنه “رغم الشعار الذي رفعه تنظيم الإخوان (نحمل الخير لمصر) إلا أنها لم تقدم أي خير للبلاد، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة محدودة الأفق، ولا تملك رؤية أو مشروعا حقيقيا للنهضة كما زعموا”.
واستطرد فهمي: “طبقت الجماعة مبدأ المغالبة لا المشاركة، واستخدموا منهج الإقصاء والاستعلاء على الشعب المصري”.
خطر الإخوان
الدكتورة دلال محمود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأت أن “ثورة يونيو عبرت بوضوح عن جوهر الشعب المصري في اللحظات الفارقة، حينما استشعرت الجماهير الخطر الحقيقي على الدولة في سلوك جماعة الإخوان ورئيسها ومرشدها الذين كانوا يريدون تحويل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات الجماعة”.
وأردفت: “تحركت الجماهير مطالبة القوات المسلحة بحمايتهم من بطش الإخوان وعنفهم، وحماية الدولة والحفاظ عليها، وهنا كان المنع الحقيقي لمد الإخوان، ولذلك كان عنفهم شديدا ومحاولاتهم للانتقام من الشعب الذي تحركت جموعه ضدهم”.
وأكدت محمود أن “عنصر النجاح الأساسي كان التحام الشعب مع الدولة للحفاظ عليها، وعدم السماح بأي محاولات لتخريبها وأخونتها”، مضيفة “مصر دولة تاريخية تعمل على تحديث حاضرها والتطلع لمستقبل مشرق لأبنائها مع الحفاظ على ركائزها القومية العريقة”.
إحباط “التمكين”
واتفق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عمرو فاروق مع ما ذهب إليه سابقوه، وزاد قائلا:
أن “30 يونيو أوقفت المد الإخواني ليس في مصر فقط، ولكن في المنطقة العربية، خاصة أن الجماعة ما هي إلا جماعة وظيفية، وكذلك معظم التنظيمات المتطرفة أو المتشددة الأصولية”.
كما أبرز فاروق أن الثورة أجهضت مشروع الإخوان في التمكين، ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، و”تفكيك المؤسسة الأمنية”.
وتابع: “كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقي أمام الرأي العام بعد إجهاض مشروعها، لذا اتجهت إلى العنف المسلح، بل وحاولت قيادات بالجماعة التأصيل الشرعي، لاستهداف الدولة المصرية ومؤسساتها الحيوية”.
أصل الجماعات الإرهابية
فاروق قال أيضا: “كل الكيانات المسلحة خرجت من عباءة الإخوان، رغم نفي الجماعة طوال الوقت لهذا الأمر، لكن الواقع أكده من خلال ظهور المنهج الفكري الحقيقي للجماعة على السطح، وإيمانهم بمشروع سيد قطب والقوة المؤجلة وتوظيف الدين من أجل الوصول إلى السلطة”.
ونبه فاروق إلى أن “30 يونيو أعادت المجتمع المصري إلى ما يعرف بالإسلام الوسطي، لأنها أسقطت مفردات الدولة الدينية، أو التنظيمات التي وظفت العديد من مصطلحات الدين وأولتها فيما يخدم مصالحها وأهدافها”.
وشدد على أن الشارع “لم يعد يتقبل الآن تنظيمات الإسلام السياسي، ومكونات الإسلام الحركي بما فيهم التيار السلفي الذي ما زال مختبئا حتى هذه اللحظة”.
وفي مثل هذا اليوم عام 2013، خرج ملايين المصريين في مظاهرات حاشدة دعت إليها أحزاب وحركات معارضة للمطالبة برحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية، والذي أمضى عامًا واحدًا بالحكم وتُوفي بالسجن عام 2019، حيث كان يُحاكم في عدة قضايا.