عبد العاطى ومجمع التحرير.. بقلم: على القماش

على القماش

ماذا ستفعل الجهة المكلفة بتحويل مجمع التحرير الى فندق فى مقام الرجل الذى لزق ؟!

يقال انه قبل انشاء مجمع التحرير وكان اسمه ميدان الاسماعيلية .. كان يمر به موظف اسمه عبد العاطى البيروقراطى، وكان يعمل باحدى دواوين الحكومة واكتسب شهرة واسعة فى الروتين.

وذات مر عبد العاطى بالميدان وهو يمشى مسترخيا واشعل سيجاره  وهو سرحان فى مصروفات الشهر، واستند على جزع شجره ليستريح قليلا من السير فى الحر القائظ، ولكن عندما اراد ان يكمل المسيرة لم يتزحزح من مكانه، حاول ان يجر قدميه فلم تتحرك، خلع الحذاء ظنا التصاق الكاوتش بالاسفلت فلم ينخلع الحذاء من قدميه.

استغاث بالناس طالبا “زقه” فلم يفلح أربعة دواليب من الرجال فى زحزحته فقد لزق فى مكانه، حاولوا حمله على اكتافهم ولكنه ابدا لم يتحرك.

 استغاث المارة ببوليس النجدة الذى حضر ومعه ونش البلدية واخذوا فى دفع قدميه من اسفل الى اعلى ولكن ابدا لم يتحرك، وجاء خبراء من وزارة الحربية واساتذة الجيولوجيا ومعهم معداتهم، وأخذوا عينات من التربة التى وقف عليها عبد العاطى وعينات من دمه ولكنهم لم يفلحوا فى زحزته.

وصدر بيان نشرته الصحف جاء فيه: لقد لزق المواطن عبد العاطى فى الأرض بميدان الاسماعيلية.

واجتمعت الأحزاب والجماعات الدينية وانتهوا إلى إرسال طلب خبراء من انجلترا التى كانت ايامها الامبراطورية العظمى وحضر معهم خبراء من فرنسا وايطاليا وحاولوا فك لغز التصاق الأرض بعبد العاطى ولم يفلحوا.

فأقام الناس له خيمة وكرسيا يجلس عليه وامداده بالطعام والشراب وعوامل النظافة وصاروا يخدمونه، وأصبح عبد العاطى مزارا للجماهير.

وأقترح بعضهم ان يبنوا مصلحة حكومية ضخمة فى نفس المكان الذى لزق فيه عبد العاطى فتم بناء مجمع التحرير للمصالح الحكومية وظل بالمكان حتى وفاته.

القصة اوردها الكاتب صلاح المعداوى لبيان مدى شهرة المجمع بالبيروقراطية، وبالفعل اكتسب المجمع هذه الشهرة ليست على مستوى مصر فحسب بل على مستوى العالم اجمع، وخلدته الافلام واشهرها “الارهاب والكباب”.

 ورغم ان المجمع كان به ادارات اخرى اشهرها مباحث الاداب بالدور الثالث عشر ومباحث الاموال العامة فى الدور العاشر والنيابة الادارية للتعليم بالدور السابع ولكن الشهره اكتسبت من الادارات الحكومية التى تتعامل مع الجماهير.

المشكلة فى اين سينقل مقام عبد العاطى البيروقراطى بعد تحويل المجمع الى فندق ؟.

لا مشكلة ولا حاجه .. فقد امتد عطره الى كافة الادارات فى مصر .. اذهب الى أى ادارة للمعاشات، أو التعليم، أو الصحة، أو التموين، أو أى إدارة ستجد أثره هناك .. فيبدو انه ولى من أهل الخطوة !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى