أخلاقنا بين اللوم والتقييم.. بقلم: أ. د عبدالرحمن أمين رمضان

أ. د عبدالرحمن أمين رمضان

دعوني ابدا بتساؤل كلنا نتحدث عنه

ياتري ايه اللي بيحصل… هي أخلاقنا بقت وحشة اووي كده

العيب فينا والا في اللي حوالينا؟

في لحظة مشاهدة سلوك غير مرغوب تجد الجميع ينهره ويعلن تبرأه منه ويرتدي ثوب الإنكار وان طال ارتدي ثوب المثالية

المفرطة

لكن ايها المنكر لما تري والساخط علي ما تسمع هل انت فعال ال تقرب مثل هذا السلوك؟

كفانا ازدواجية بين ما نراه وننكره وبين ما نفعله وال يراه احد

ان آفة المجتمع ان تجد اناسا يرتدون قبعات الحق وهم للباطل اهل ويرتدون قبعات السماحة وهم للعنصرية ملاذ ويرتدون قبعات

التواضع وهم للكبر اهل ويبررون الخطأ ويسعون لبناء المدينة الفاضلة فقط في مخيلتهم بما يتفق مع مصالحهم..

في داخل بيتك وبين جنبات الكيان السري تري أبا او أما ينصح ويشدد النصح وهذا شئ رائع الا انه في آخر جملته الناصحة

والارشادية يهدم ما بناه فيقول لأبنه او ابنته انا عايزك تبقي احسن مني انا مش كويس بشرب سجاير متقلدنيش بشتم انت احفظ لسانك

بضرب بلاش انت تبقى عنيف…..

كيف يستوي هذا الأمر؟… معروف ايها السادة الأفاضل ان ثمة نمط من التربية يسمي المحاكاة

اما سمعت يوما عن ان ناشئ الفتيان ينشأ علي ما عوده ابوه

نلوم نعم وهذا مقبول

لكن قبل أن تلم غيرك عليك اولا ان تهذب نفسك وان تتعلم وتعلم كل ما يهم مسئوليتك ان شجرة الحنضل لا تخرج عسلا وشجرة

المن لا تخرج صبارا……

يا سادة ان ما نشاهده يوما بعد يوم من سوء خلق وانعدام ضمير ومن سباب اناء الليل وأطراف النهار ومن تجاوز للحدود مع

القاصي والداني ليس، وليد لحظة فارقة او موقف مفتعل إنما هو نتاج زمن طويل من تربية قد غابت ومن سوءات لاتلاحظ من لوم

علي الغير لا علي أنفسنا

نسينا ان الحساب يعني محاسبة النفس قبل الغير نسبنا ان الضمير مسئولية وأمانة ورعاية لضعيف وكنف لمكبول ودرء الشبهات عن

أصحاب القلوب النقية

ان ما يعانيه مجتمعنا ليس معينا من غضب او نهر جرير من سوء تعامل

ان ما نعانيه هو تناقض واضح وضوح النار المستعرة في كل صخبات الهشيم بين ما نتمناه وهو مفقود….. جنة مرضية وحياة نقية

ولألسف انت يامن تتمني ذلك ال تفعل ما يعين علي تحقيق تلك االماني فتتحول الي هواجس مفرطة.

الأخلاق معيارية السلوك واداة ضبط للأفراد والمجتمعات فعندما تتدني لا تسئل عن أي شئ فلا صحوة لأمة ولا قيامة لحضارة

بدون اخلاق

لكن الأخلاق تراعي في أرض طيبة لابكذب السامري ولا بتعالي قارون ولا بنفاق امية بن خلف ولا تجاهل بن سلول ولا بعنجهية

نيرون كلنا فينا من هؤلاء…

انا لا اطالب بجلد الذات او عمل حكر علي السلوك والتصرفات ولكن فلنشغل أنفسنا بأنفسنا ونربي أنفسنا علي ان اول درجات

الإصلاح هي لوم أنفسنا لا غيرنا

واعلم ان الإصلاح صالح والتقويم فالح ولا ضيم من رأي لا يعجبني أخذه علي محمل الجد او نصيحة تنفعني حتي وان كنت لا

اميل الي من يوجهها تعلموا ثقافة لوم النفس و

تعلموا ثقافة الإنشغال بعيوبك…

تعلموا ان اول النقاء إزالة العكر من المياة وان نقاء الأخلاق يعني. عدم التناقض

وليسعي كل منا الي تقويم نفسه وتوجيه لوم رقيق الي تقصيره علنا نصلح بعض من شذرات نفس متهالكة في صخب زمن متعالي

ونفوس لا تبالي.

أ. د عبدالرحمن امين رمضان

أستاذ تربويات العلوم النفسية والاجتماعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى