إحدى المقتنيات المفقودة للدولة.. قصة لوحة فنية أثرية في مقهى شعبي بالقاهرة
في واقعة غريبة، تفاجأ رجل مصري يملك مقهى في إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة، بأن اللوحة التي يعلقها على حائط المقهى، ليست مجرد لوحة عادية أو معدومة القيمة، بل تفاجأ أنها لوحة فنية أثرية عن طريق الصدفة.
وبحسب ما ذكرته الصحف والمواقع الإخبارية المحلية حول الواقعة الغريبة التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، فإن صاحب المقهى الذي يُدعى “هشام عبدالملك”، تعجب كثيرًا عندما عرض عليه أحد زبائنه شراء اللوحة مقابل مليوني جنيه، وهو ما جعله يسعى لمعرفة ماهية هذه اللوحة ولماذا عُرض عليها هذا الرقم الخيالي بالنسبة له.
ذهب هشام إلى محاميه الخاص لمعرفة الأمر، وهنا بدأ المحامي التحري حول أصول تلك اللوحة وسبب العرض الخيالي الذي تلقاه موكله، إلى أن وصل إلى حقيقة الأمر، واكتشف أن اللوحة ليست مجرد لوحة مرسومة، بل إنها ثمينة وكانت من ضمن المفقودات في اللوحات الفنية المملوكة للدولة.
وبعد أن عرف هشام بالأمر، تذكّر مصدر اللوحة، حيث أتت له عن طريق والده الذي كان يعمل مقاولًا ويتولى أعمال الهدم في أماكن كثيرة، من بينها التابعة للجهات الحكومية، وكان يحصل على مخلفات الهدم، وكان من بينها تلك اللوحة التي ظلت في مخزن تابع للأب، واستمرت على هذا الحال لمدة 18 عامًا.
عندما قرر هشام افتتاح مقهى، قرر أن يستفيد من اللوحة التي تُركت لمدة 18 عامًا ويضعها لتزين حائط المقهى، ولم يكن يعرف أي شيء عنها، إلا عندما عرض عليه أحد الزبائن شراء اللوحة مقابل 2 مليون جنيه.
أما عن اللوحة، فهي لوحة بعنوان “من وحي فنارات البحر الأحمر” للفنان التشكيلي الرائد عبد الهادي الجزار، وهي لوحة تعود ملكيتها إلى وزارة الثقافة، وفُقدت منذ زمن، وكان يتعامل معها صاحب المقهى على أنها “لوحة بلا قيمة ومجرد خردة”.
وقرر هشام عبدالملك تحرير محضر لدى الجهات الأمنية لإثبات أن اللوحة ملكه وورثها عن طريق والده، حتى لا يكون في موضع شك من حيازته لقطع أثرية أو قطع مفقودة ملك الدولة.
وتواصل عبدالملك مع وزارة الثقافة وبمكتب الوزيرة الدكتورة إيناس عبدالدايم مباشرة، وعرض عليها الأمر، ورحّبت الوزيرة بما جاء به الرجل، وبحثا معًا إجراءات إعادة اللوحة إلى أروقة وزارة الثقافة مرة أخرى، وبالتالي رفض صاحب المقهى العرض المغري للتنازل عن اللوحة.