عادل سيف يكتب عن أشهر خباز في القاهرة وبيت راسل
حتى سبعينيات القرن الماضي كان غالبية سكان القاهرة قبل توسعها بالشكل الحالي تعرف من خلال التعامل او السمع عن مخبز لطيف وسيلي للمخبوزات الافرنجية، ورغم توسعه في الفروع حاليا الا انه حافظ على أن العمل في المحل الأساسي في حي وش البركة، كما حافظ بتواجده هناك إلى حد كبير على شكل الموقع منذ أن أنشئ في ستينيات القرن التاسع عشر.
يعتبر محل المخبز الذي يشاركه الى الجوار في نفس الموقع بيت راسل لجنود جيش الاحتلال البريطاني، جزء من مركز تتجمع فيه محلات اشبه بالمولات حاليا إلا أنه كان يعرف وقتها باسم “البازارات”، فالموقع المستطيل مقسم من الداخل إلى أربع زاويا يقسمها ويخدمها للمرور اليها ممر على شكل صليب وتتوزع المحلات على هذه الزوايا وهذا غير المحلات المطلة من الخارج على ثلاث شوارع لان الضلع الرابع لصيق بالجار، وكل المستطيل من دور واحد ويخلو من البواكي السمة الرئيسية للحي.
اما الجار اللصيق فهو بيت راسل للجنود المكون من دورين فمازال رغم الإهمال يحمل الكثير من الفخامة سواء في شبابيكه الخشبية الكبيرة والمقوسة من اعلاها والشرفة الكبيرة المطلة على الشارع اعلى البواكي القليلة في المبنى والتي توحي من سورها المزين بأنها كانت “تراس” مفتوح يتيح الجلوس لتناول المشروبات والمأكولات.
على ما يبدو ان المكان كان بمثابة استراحة للضباط الانجليز وانه يحمل اسم راسل وهو اسم لجنرال انجليزي كبير خدم في مصر ولم يحدد من هو فالكثير من الجنرالات حملوا نفس الاسم وخدموا في مصر.
بيت راسل مغلق تمام حتى شبابيكه، ويبدو ان المبنى مستودع للتأمين الصحي حسب اللوحة الصغيرة المعلقة على الباب الحديدي الواضح انه حديث ولا ينتمي للشكل العام للمبنى.
تم في االتسعينيات الماضية وبشكل عشوائي عمل جدران لسد بعض البواكي للاستفادة من المساحة التي يوفرها لتكون مكاتب، ليفقد المبنى الكثير من شكله العام وما تبقى من جماله.