حقن علي سهوة تصيب المئات في أوروبا وتسبب صداع وإسهال
عادت هجمات “الحقن الغامضة”، مجهولة المصدر والغاية، إلى الواجهة مجدداً في أوروبا في الأيام القليلة الماضية.
وبينما تسببت في نقل امرأة إلى المستشفى، أثارت حالة من الذعر والهلع بين المواطنين، وبالأخص مرتادي الحفلات الموسيقية في النوادي الليلية.
في الأيام الأخيرة شهدت أوروبا ظهور حلقة جديدة من حلقات “الحقن الغامضة” التي أثارت الرعب في البلدان الأوروبية خلال العام الماضي. والسبت الماضي تقدم 6 أشخاص بشكوى نتيجة تعرضهم لحقن خلال مهرجان الموسيقى الجامعي الدولي في مدينة بلفور الفرنسية، حسب “فرانس برس”.
ووفقاً لتقرير نُشر على “Time” مطلع الشهر الجاري، أفاد أكثر من 300 شخص في جميع أنحاء فرنسا بأنهم تعرضوا للوخز بالإبر في الملاهي الليلية أو الحفلات الموسيقية في الأشهر الأخيرة. ,وفي القضية أطباء ومدعون عامون، لكن لا أحد يعرف من يفعل ذلك أو لماذا، وما إذا كان الضحايا حُقنوا بالمخدرات أو أي مادة على الإطلاق.
يذكر أن هجمات “الحقن الغامضة” ليست حكراً على فرنسا وحسب، بل أُبلغ عن حالات مشابهة في كل من هولندا وبريطانيا وبلجيكا في الفترة الماضية. فيما تشهد بريطانيا هذه الظاهرة منذ العام الماضي حيث رصدت مئات الحالات، لكن تقريراً برلمانياً قال إن نقصاً يشوب البيانات اللازمة للحكم على مدى خطورة الأمر، وفقاً لشبكة “سكاي نيوز” الأمريكية.
الحقن الغامضة تعود إلى الواجهة مجدداً
واقعة “الحقن الغامضة” التي سُجلت في فرنسا و3 دول أوروبية أخرى خلال الأيام القليلة الماضية ليست بالجديدة، بل هي تكملة لسلسلة هجمات، مجهولة المصدر والسبب، اجتاحت أوروبا منذ العام الماضي، الأمر الذي أثار ويثير الرعب في عموم البلاد الأوروبية.
لكن ما حدث منذ السبت الماضي يعد حلقة جديدة من حلقات هجمات الحقن مجهولة المصدر في أوروبا، فلوحظت علامات وخز على بعض الأشخاص الذين ارتادوا مهرجانات وأمسيات أو نوادي ليلية أخرى، وذهب 3 أشخاص إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى فقط لإجراء فحوص طبية لمعرفة نوع المادة التي تم حُقنوا بها.
وإثر موجة الحقن الأخيرة في فرنسا، اعتقلت الشرطة شخصين في أماكن أخرى من فرنسا من بينهما مشتبه فيه يبلغ من العمر 20 عاماً، ويقيم في مدينة تولون، في إطار تحقيق قضائي مفتوح، بتهمة العنف المشدد بالسلاح “حقنة” مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بعد أن قدم 14 شخصاً أيضاً شكوى من نفس الأمر مساء الجمعة الماضية في المدينة نفسها.
يذكر أن هجمات “الحقن الغامضة” التي عادت إلى الواجهة في أوروبا، تسببت في نقل امرأة إلى المستشفى وأثارت حالة من الذعر والهلع بين الحشد خلال تصوير الحفل.
أعراض الوخز بالحقن الغامضة
تتنوع الأعراض التي تظهر على ضحايا “الحقن الغامضة” وفقاً لوسائل الإعلام الفرنسية، لكن أبرز الأعراض تكون عبارة عن غثيان ودوار يظهران بانتظام، بالإضافة إلى ألم حاد واضطرابات بصرية وارتفاع درجات حرارة الجسم، في حين أن ضحايا آخرون تعرضوا لوخز بإبر مجهولة ولم تظهر عليهم أي أعراض سوى وخز على الجلد أو ورم دموي صغير.
وتنصح السلطات جميعَ الضحايا بالخضوع لفحوصات الدم بعد ذلك، وأُعطي بعضهم علاجاً وقائيّاً ضد فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد. فيما لم تتمكن مختبرات التحليل من تحديد إذا كان الضحايا حُقِنوا بمادة معينة.
السلطات تدعو إلى اليقظة
تكافح السلطات بشأن كيفية إثبات هذا النوع من الهجمات التي يصعب تتبعها ومكافحتها وتسعى لزيادة الوعي حول العدد الصغير ولكن المتزايد من الحالات المبلغ عنها، فيما يحاول أصحاب النوادي والشرطة رفع مستوى الوعي، حتى أن مغني الراب قاطع عرضه الأخير لتحذير رواد الحفل من خطر التعرض لهجمات “حقن مفاجئة”.
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أقوال عديد من حالات الوخز بالإبر المبلغ عنها في الحانات أو النوادي الليلية، ومنهم نيلز مارزولف (21 عاماً)، الذي قال إنه كان يتجنب الملاهي الليلية بسبب التقارير التي تتحدث عن هذه الظاهرة المخيفة، لكنه تعرض لحالة وخز في محطة قطار أنفاق في مدينة ليون الفرنسية الشهر الماضي. وقال لقناة (BFM) التلفزيونية إنه فحص جيوبه بعد أن اقترب منه شخص غريب ثم وجد علامة على ذراعه.
أثارت الموجة الغامضة حول فرنسا حيرة السلطات، التي لم تحدد بعد الدافع أو ما إذا كانت الحقن المبلغ عنها تحتوي على مخدرات على الإطلاق. كما حثت وزارة الداخلية والشرطة على إصدار تحذيرات أمنية تحث على اليقظة. ونبهت الضحايا المحتملين إلى لتقديم شكوى وإجراء التحليلات المناسبة في أقرب مستشفى قبل مرور 12 ساعة على الحادث، وذلك من خلال فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي.