عمارة المليجي الفريدة والبائسة في الحي السياحي الراقي بالقاهرة الخديوية
بقلم: عادل سيف
عندما تصل الى نهاية شارع 26 يوليو وتواجه حديقة الازبكية عند مدخل محطة مترو العتبة بالقاهرة، انظر الي شمالك ستجد عمارة قديمة تحتضن محطة اتوبيس تشعر من عشوائية تواجد المحطة في المكان بأنها اقتحمته بلا أي منطق لوجودها في هذه المساحة الضيقة التي توفرت لها من انهيار جزء من المبنى بسبب مرور حفارة إنفاق المترو عند إنشاء الخط الثاني تحتها ليفقد المبنى جزء من جمالياته وتصميمه الفريد.
إنها عمارة المليجي، التي كانت بالنسبة لعصرها الذي بنيت فيه تعتبر ايقونة العمارات وافخرها إضافة إلى أنها كانت تقع في الحي السياحي الراقي في القاهرة الخديوية في ذلك العصر ويقابلها في الجهة مقابلة فندق شبرد الشهير.
تتميز العمارة بأنها فريدة في أشياء كثيرة، فهي فريدة في موقعها لأنه يقع في زاوية مثلث حي وش البركة الذي تناولته الأسبوع الماضي، فهي تأخذ شكل المثلث مستقل بحيث عندما تدور حولها دورة كاملة ستشهد عمارة بثلاث واجهات محافظة على شكل موحد ومتواصل، وأبرز ما فيه هو البواكي اسفل هذه الواجهات لتتناغم مع النمط العام للحي المعتمد على البواكي، لذا تطل العمارة على شارعي المليجي وعلي الكسار إضافة للجمهورية.
ولا تقف ابداعات العمارة عند هذا الحد بل أيضا في انه رغم انها كتلة واحدة في مظهرها الا انها في الحقيقة مكونة من خمس عمارات مستقلة ولكنها متلاصقة ولها خمس مداخل خاصة بكل عمارة، وليس بين العمارات الخمس من الداخل طرقة او وسيط يتيح التنقل بينهما من الداخل رغم اشتراكهم جميعا في منور واحد يطلون عليه، لذا لم يتأثر كامل العمارة عندما أخل تنفيذ نفق المترو اسفل احدى عماراتها وتم هدمها لتحتل مكانها محطة اتوبيس، زادت من بؤس العمارة التي فقدت كل جمالياتها بسبب الإهمال على مر السنين وعشوائية التصرف من قبل السكان في ادخال تغييرات عليها دون ادني اعتبار إلى معايير جمالية أو فنية أو معمارية.
تسمى العمارة باسم صاحبها المليجي النحاس لذا سمي أحد الشوارع المطلة عليه على اسمه.