غضب عارم ضد السفارة الأمريكية بالكويت بعد ترويجها للشذوذ.. ما القصة؟
حالة من الغضب الشعبي والنيابي تعيشها الكويت على خلفية تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية عبر حسابيها في موقعي التواصل الاجتماعي “إنستجرام” و”تويتر” وتتعلق بـ”دعم الشواذ”.
وأثار هذا الإعلان موجة غضب واسعة نيابيا وشعبيا؛ حيث عبروا عن رفضهم لهذه التهنئة، التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية للمجتمع الكويتي، فيما طلب نواب في مجلس الأمة من وزارة الخارجية التحرك لضبط مثل هذه المواقف.
ونشرت السفارة الأمريكية في الكويت، الخميس، تهنئة للمثليين ووضعت علم “قوس قزح” في تغريدة كتبت فيها: “دفاعا عن حقوق الإنسان لأفراد مجتمع الميم، قال الرئيس (جو) بايدن: يستحق كلّ الناس الاحترام والكرامة والقدرة على العيش دون خوف بغض النظر عمن هم أو من يحبون”.
دفاعاً عن حقوق الإنسان لأفراد مجتمع الميم، قال الرئيس بايدن: “يستحق كلّ الناس الاحترام والكرامة والقدرة على العيش دون خوف بغض النظر عمن هم أو من يحبون.” pic.twitter.com/YptuptZJE6
— U.S. Embassy Kuwait (@USEmbassyQ8) June 2, 2022
وأثارت تغريدة السفارة الأمريكية حنق وغضب المغردين الكويتيين، الذين سارعوا للرد على التغريدة بعبارات الاستنكار والرفض والتنديد.
على #وزارة_الخارجية استدعاء القائم باعمال #السفارة_الامريكية وابلاغه بأنه شخص غير مرغوب به في #الكويت بسبب نشر حساب السفارة بالكويت اعلان ترويج للفاحشة والرذيلة المتمثلة بالدعوة لجريمة الشذوذ المجرمة قانونا وعرفا بالكويت ..
لامكان عندنا للشواذ والمثليين والمروجين لهذه القاذورات pic.twitter.com/cfVIKYb86k
— وليد مساعد الطبطبائي (@Altabtabie) June 2, 2022
تعمد السفارة الأمريكية لاستفزاز المجتمع الكويتي عبر اعلان دعم الشواذ هو انتهاك للنظام الدستوري والقانوني الكويتي والتي يجب على جميع السفارات في الكويت احترامه وعدم التعمد بمخالفته واقحام افكار سيئة من هذا النوع بتحدي سافر لعموم من يقيمون في الكويت.
— د. فواز الجدعي (@Dr_fawazAljidie) June 2, 2022
تغريدة مرفوضة
تخالف العقل السليم والدين
والفطرة والقانون في الكويت
نطالب بردة فعل من المسؤولين بسبب انتهاكها لقوانين الدولة وثقافتها وعاداتها وتقاليدها وقيمها، بالترويج للشذوذ الجنسي والسقوط الاخلاقي@MOFAKuwait @anmas71 https://t.co/pX50DVHS5i
— 🇸🇦 زيد مزيد الشمري 🇰🇼 (@BuOzama) June 2, 2022
الاخوه اعضاء مجلس الأمه ..
ما رأيكم بهذا التعدّي على مبادئنا و قيمنا الإسلامية ؟
أم انكم تنتفضون فقط لكلاسات يوغا و بنات يلعبون بادل!
— Dalal Kh. Bouresli (@Dalal_Bouresli) June 2, 2022
من موقع السفارة الامريكية بالكويت … يحتفلون بيوم المثليين في مجتمعنا !!! عادي؟ ! pic.twitter.com/reYFIYDXxG
— ﮼فاطمة،الطباخ ” (@fatmaaltabbakh) June 2, 2022
وندد الكويتيون بتعمد السفارة الأمريكية الترويج للشذوذ الجنسي في المجتمعات العربية، والادعاء بأن “المثليين” فئة مضطهدة يجب توفير الدعم لهم وحمايتهم مما أسموه “رهاب المثلية”.
ليس في الكويت ؛ مبادئ رئيسكم المنحطة لكم ، تعلموا شيء من الاحترام .
— Abdullah Al-Mesbah (@ASamiAlMesbah) June 2, 2022
It’s not accepted in Kuwait, Respect our religion and the place you are in, and delete the post👎🏻👎🏻👎🏻👎🏻
— سلسبيل🕊 (@AlshSalsabeel) June 2, 2022
Not acceptable and respectful at all.. this is against our religion .
نرفض هذا التعدي و عدم احترام البلد و دينه .
— عهود الدهيشي (@AldohaishyOhoud) June 2, 2022
pic.twitter.com/7EDm7RLuXb
— صالح الشهابي (@Saleh_Alshehabi) June 2, 2022
فيما طالب عدد من النواب الخارجية الكويتية أن تطلب من السفارة الأمريكية في الكويت الاعتذار لكونها، تجاوزت ما نصت عليه الاتفاقيات الدبلوماسية من احترام قوانين الدول التي تستضيفها، على حد قولهم.
وطالب النائب “عبدالكريم الكندري”، السفارة الأمريكية بحذف المنشور والاعتذار، وقال إن “نشر منشورات تدعم المثلية عبر حساباتها مخالف للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية التي تلزمها باحترام قوانين الدولة المستقبلة لها، وعليها حذف ما نشرته والاعتذار وعلى الخارجية استدعاء القائم بأعمال السفارة”.
نشر السفارة الأمريكية منشورات تدعم المثلية عبر حساباتها مخالف للمادة ٤١ فقرة ١ من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تلزمها باحترام قوانين الدولة المستقبلة لها وأنظمتها وعليها حذف مانشرته والاعتذار وعلى الخارجية الكويتية استدعاء القائم بأعمال السفارة وتوجيه له رسالة احتجاج.
— د. عبدالكريم الكندري (@Dr__ALKANDARI) June 2, 2022
ورأى النائب “حمد المطر” أن “تحدي السفارة الأمريكية في الكويت وخرقها للمواثيق الدولية بمحاولة فرضها لسلوكيات شاذة يرفضها المجتمع الكويتي المسلم يحتم على وزارة الخارجية القيام بدورها باتخاذ إجراءات تجاهها تمنع تكرار تلك الاستفزازات المرفوضة شعبياً”.
تحدي السفارة الأمريكية في الكويت وخرقها للمواثيق الدولية بمحاولة فرضها لسلوكيات شاذة يرفضها المجتمع الكويتي المسلم يحتم على وزارة الخارجية القيام بدورها بإتخاذ اجراءات تجاهها تمنع تكرار تلك الاستفزازات المرفوضة شعبياً.
— أ.د. حمد محمد المطر (@HamadAlmatar) June 2, 2022
أما النائب “أسامة المناور” فطالب وزارة الخارجية بالتحرك للرد على ترويج السفارة الأمريكية للشذوذ في الكويت، بحسب قوله، مشيرا إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية الموقعة عام 1961.
وردت هذه الفقرة في إتفاقية ڤينيا للعلاقات الدبلوماسية 1961
ولا أظن بأن السفارة الأمريكيّة تجهلها
لذلك ننتظر تحرّك الخارجية بشأن ترويج السفارة الأمريكيّة في الكويت للشذوذ عبر حسابتها للتواصل الإجتماعي pic.twitter.com/spt071DT6g
— أسامة المناور (@OsamaAlMunawer) June 2, 2022
واعتبر النائب “أسامة الشاهين” أن “على السفارات الأجنبية احترام النظام العام للكويت ودينها الرسمي”، لافتا إلى أن «سلوك السفارة الأمريكية مرفوض وخروج متكرر عن أصول العمل الديبلوماسي، وعلى وزارة الخارجية مسؤولية وقفه وضبطه، فتغيير أسماء الأشياء لا يغير حقيقتها”.
على السفارات الأجنبية احترام النظام العام للكويت ودينها الرسمي:
سلوك السفارة الأمريكية مرفوض، وخروج ”متكرر“ عن أصول العمل الدبلوماسي، على وزارة الخارجية مسؤولية وقفه وضبطه.
تغيير ”أسماء“ الأشياء لا يغير حقيقتها! https://t.co/S6jJHpPsTp
— أسامة الشاهين (@OALSHAHEEN) June 2, 2022
بدوره، قال النائب “عبدالعزيز الصقعبي”: “تمارس بعض السفارات الغربية وعلى رأسها الأميركية أدواراً مشبوهة في محاولة فرض أجندتها المنافية للفطرة ولقيم المجتمع وثوابته”، داعياً وزارة الخارجية إلى “عدم السماح بهذه الممارسات العبثية، فاحترام قيمنا واجب على جميع السفارات وهو من صلب العمل الديبلوماسي”.
د. عبدالعزيز الصقعبي:
تمارس بعض السفارات الغربية وعلى رأسها الأمريكية أدواراً مشبوهة في محاولة فرض أجنداتها المنافية للفطرة ولقيم المجتمع وثوابته
– على وزارة الخارجية عدم السماح بهذه الممارسات العبثية، فاحترام قيمنا واجب على جميع السفارات، وهو من صلب العمل الدبلوماسي pic.twitter.com/y4NpE2ZJk5
— لينك (@Linknewskw) June 2, 2022
في تعليقه على المنشور، وردود الفعل الرافضة شعبيا ونيابيا، أوضح القائم بالأعمال الأمريكي في الكويت “جيمس هولتسنايدر” أن السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم نشرت رسائل مماثلة، بما في ذلك السفارة الأمريكية في كل من الإمارات والسعودية، لافتاً إلى أن “حقوق الإنسان قضية عالمية”.
وقال “هولتسنايدر”، في تصريح لصحيفة “الراي” (محلية)، إن “الولايات المتحدة تقف وتدافع عن حقوق الإنسان الخاصة بأفراد مجتمع الميم”.
وأشار إلى أنه “لا ينبغي أبدا تقييد قدرة الشخص على ممارسة حقوق الإنسان على أساس ميوله أو هويته أو الجنسية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تتقدم بفخر في الجهود في جميع أنحاء العالم لحماية أفراد مجتمع الميم من العنف والإساءة والتجريم والتمييز والوصم، ولتمكين الحركات والأفراد المحليين من مجتمع الميم”.
وأمام هذا الهجوم، استدعت وزارة الخارجية الكويتية، الخميس، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالإنابة “جيم هولتسنايدر”، وسلمته مذكرته احتجاج بسبب التغريدة.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” (رسمية)، إن وزارة الخارجية “استدعت مساء يوم الخميس، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالإنابة جيم هولتسنايدر، والتقى بمساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتين بالإنابة نواف عبداللطيف الأحمد”.
وأوضحت أن الاستدعاء كان “على خلفية نشر السفارة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي إشارات وتغريدات تدعم المثلية”.
وأضافت الوكالة أن “الأحمد سلم هولتسنايدر مذكرة تؤكد رفض دولة الكويت لما تم نشره، وتشدد على ضرورة احترام السفارة للقوانين والنظم السارية في دولة الكويت”.
على خلفية نشر حساباتها إشارات وتغريدات تدعم المثلية/الخارجية الكويتية تستدعي القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالإنابة وتسلمه مذكرة تؤكد رفض الكويت لما تم نشره وتشدد على ضرورة احترام القوانين والنظم السارية والالتزام بعدم نشر مثل تلك التغريداتhttps://t.co/KNNXOsVOUu#كونا #الكويت pic.twitter.com/SdaRDfMxs6
— كـــــــــــونا KUNA (@kuna_ar) June 2, 2022
((6))
وتعريفيا، مجتمع “الميم”، يشار به إلى المجتمع مثلي الجنس، وهو تجمع يضم المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا وداعمي هذه الفئات.
وفي مارس/آذار الماضي، شهدت الكويت الغضب ذاته، إثر مقال للكاتب الصحفي “أحمد الصراف”، دعا فيه المجتمع المحلي للتعايش مع المثليين جنسيا، وأن يكون الناس “أكثر تفهما وإنسانية” مع هذه الفئة.
وتبدي بعض حكومات الخليج، على رأسهم السعودية والكويت وقطر، صرامة أكثر في التصدي للأفكار التي تروج للمثلية والشذوذ، والتي تقول هذه الحكومات إنها تخالف التقاليد العربية والإسلامية، وتتعارض مع الفطرة الإنسانية.
وسبق أن منع دول خليجية، وعلى رأسها الكويت، عرض فيلم “الأبديون”، في دور السينما نهاية العام الماضي، لاحتوائه على ترويج واضح للمثلية، فضلاً عن انتقاده غير المباشر لفكرة الآلهة.