د. حازم قشوع يكتب: مسيرة الاعلام والحرب الاقليميه
يصادف يوم 28 ايار من كل عام عيد وطني للصهاينه يسمي عيد توحيد القدس حيث تجرى فى هذا اليوم مراسم سياسيه وطقوس دينيه تؤكد على اسرائيليه بيت المقدس ويهوديه القدس الموحده حيث يتم عبر هذا اليوم من تنظيم مسيره تسمى مسيرة الاعلام تدخل للقدس من احد ابوابها وتنهى بحائط البراق (حائط المبكى ) حيث يتم اقامه الشعائر الدينيه اليهوديه .
هذا العيد الديني الذى تسميه القيادات المتطرفه الصهيونية يوم استعادة القدس لحاضرتها اليهوديه بعد ما تم اكتمال السيطره على القدس حيث تم الاعلان عنه اول مره سنه 1968 وهو العام الذى تلى نكسة احتلال القدس الشرقيه عام 1967 فى محاوله من هذه القيادات تثبيت حدود القدس ااموحده الغربيه والشرقيه تحت السياده الاسرائيليه ضاربه بذلك قرارات الشرعيه الدوليه ومخالفه كل الاتفاقات البينه التى اكدت جمعيها ان القدس الشرقيه هى عاصمه للدوله الفلسطنيه وان الوصايه الهاشميه هو المسؤوله عن حمايه الاماكن المقدسه الاسلاميه والمسيحيه.
وعلى الرغم من مخالفه هذا الاحتفال نظام الضوابط والموازين المتفق عليه ومعارضته للاعراف الحضاريه ومخالفته ايضا لقرارات الشرعيه الدوليه الا ان حكومة الاحتلال تحاول فى كل عام تحاول اضفاء شرعيه خاصه عبر السماح باقامة هذه المسيره وتنظيم ممارسة هذه الشعائر التى فى ظاهرها ديني لكل باطنها يحمل بعد سياسي يؤكد على اسرلة القدس الموحده .
وعلى الرغم من اجهاض المقاومه الفلسطينيه لهذه المسيره فى العام الماضي بعد معركه بدات بمقاومه شعبيه عنيفه من حي الشيخ جراح تخللتها مظاهرات واسعه اتسعت حتى اشتملت كل الضفه الغربيه وغزه كما كل المدن فى مناطق الاحتلال الاولى
هذا اضافه الى حالة غليان فى الشارع الاردني وصلابه موقف للقياده الهاشميه كادت ان تتحول مناخاتها لحرب اقليميه بعد ما استخدامت اسرائيل طيرانها وردت المقاومه بصواريخها القادمه من غزه هذا اضافه الى مظاهرات عمت عواصم عديده كما الشوارع الامريكيه مدنها الرئيسه حتى تدخلت الاداره الامريكيه واوقفت الاعتداءات الاسرائيليه واعلنت التزامها بعد تغيير نظام الضوابط وااموازين المتفق عليه حول الاماكن المقدسيه والتزام الجميع بقرارات الشرعيه الدوليه .
غدا سيكون يوم مسيرة الاعلام ولقد اعطت حكومه الاحتلال اذن الاجازه والحمايه لهذه المسيره التى ستجوب احياء القدس القديمه عبر باب العامود هذه المره حيث الحرم القدسي حيث سيتم الاختراق المسيره لشوارع الحرم القدسي فى مسيرها تجاه حائط البراق فى محاوله بائسه من بيت القرار الامني باسرائيل لتغيير نظام الضوابط والموازين والذى كان جلالة الملك والرئيس جو بايدن قد اكد عليه فى البيت الابيض قبل اسابيع عندما تم تاكيد على الوصايه الهاشميه المقدسيه وعلى عدم تغيير فى نظام الضوابط والموازين المتفق عليه حيال ذلك .
مسيرة الاعلام هذه تاتى بعد زياره جلالة الملك الناجحه للولايات المتحده والتى تخللتها ترتيبات فى الاماكن المقدسه ابقت على الشرطه الاسرائيليه واخرجت الجيش الاسرائيلي من هذه الاماكن وزادت من اعداد الحرس للحرم القدسي الشريف التابع للاوقاف الاردنيه لكنها ايضا تاتى قبل اسابيع من الزياره المرتقبه التى سيقوم بها الرئيس جوبايدن للمنطقه وهى ما تاخذ طابع تحدي للقرارات المتخذه فى البيت الابيض .
الامر الذى يجعل من هذه المسيره تشكل عنوان مرجعيه لصانع بيت القرار الامني فى المنطقه فإما ان ترضخ اسرائيل للتوافقات الامنيه التى فرضتها القياده المركزيه الوسطي او ان تقوم بالتمرد على هذه القرارات وهذا ما سيدخل الحكومه الاسرائيليه فى مازق يقوم على امرين فاما ان تذهب مع اجنحة التطرف او تعلن فشل التركيبه الحكوميه وهذا ما يستدعي من نفتالي بينت تحمل المسؤوليه والتدخل السياسي وعدم الانجرار مع الجناح المتطرف الذى تم ادخاله نتياهو فى بيت القرار الامني قبل خروجه من الحكومه .
فهل ستدرك نفتالي ببنت هذا الاستخلاص الامني قبل دخوله بحائط الاستحاق السياسي يبقى سؤال برسم الاجابه عند القرار السياسي الاسرائيلي يوم غد ،فان قراءه الاجواء المحيطه يحتم على الحكومه الاسرائيليه عدم المغامره بقفزه هوائيه قد تكسر ساقها هذه النره وتجعلها غير قادره على الوقوف مره اخرى بعد حادثه اغتيال شيرين ابو عاقله لانها ستكون مغامره خاسره وخساره فيها ستكون فادحه الا اذا ارادت من وراء ذلك ادخال المنطقه بحرب اقليميه ؟!.