وزير الخارجية العُماني: لن ننضم لاتفاقيات إبراهيم للسلام مع إسرائيل
الأمة – القاهرة:
قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن السلطنة لن تشارك في اتفاقيات إبراهيم للسلام مع إسرائيل، التي وقعتها دول عربية في وقت سابق.
تصريحات الوزير العُماني جاءت في حوار مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
وذكر بدر البوسعيدي أنّ مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن ينجح إلا بإقحام الجانب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية دائمة قائمة على حل الدولتين.
وقال إن ”بلاده دعمت دائما جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية.. خلال 30 عامًا، استقبلنا ثلاثة رؤساء وزراء إسرائيليين وهم إسحاق رابين وشمعون بيريز وبنيامين نتنياهو، وكنا أول دولة خليجية تدعم السلام الإسرائيلي الفلسطيني منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1979“.
وتابع الوزير العُماني أنه ”في عام 2020 أيدنا اختيار جيراننا، الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لتوقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، لكننا نفضل المبادرات التي تشمل أيضا الصوت الفلسطيني“، وفق تعبيره.
وأوضح البوسعيدي أنّه ”لا يمكن تحقيق تسوية نهائية ودائمة وعادلة للقضية الفلسطينية إلا على أساس دولتين، إسرائيل ودولة فلسطينية، ولكي تنجح اتفاقات السلام الإبراهيمية عليك أن تضم الصوت الفلسطيني الذي تفتقر إليه هذه الاتفاقات“.
وأشار إلى أنّ ”السلام الاقتصادي وحده لن ينجح، فقد حاول الإسرائيليون فعل ذلك في الماضي لكن الخطة لم تنجح“، بحسب قوله.
وبخصوص ما يتم تداوله عن مفاوضات سرية تحتضنها عُمان بين الإيرانيين والأمريكيين حول الطاقة النووية، رفض البوسعيدي تأكيد ذلك، لكنه قال: ”نحن دائما جاهزون للمساعدة ونأمل أن نصل إلى زخم جديد للتوصل إلى اتفاق، لأن مثل هذا الاتفاق سيكون في مصلحة منطقتنا والعالم“.
واعتبر الوزير العُماني أنه ”لا تزال هناك في المفاوضات نقاط خلافية يجب تسويتها، ونأمل حقًا أن تتمكن الإدارة الأمريكية من حسمها مع الرئيس الإيراني رئيسي“.
ونفى البوسعيدي أن تكون الولايات المتحدة بصدد الانسحاب من الشرق الأوسط، معتبرًا أنّ ”هناك إعادة تنظيم في الموقف الأمريكي، حيث توجد أولويات ملحة في كل مكان، وهناك وضع جديد يترك فيه لاعبون مختلفون، والسؤال اليوم هو كيف يمكن أن يكون هؤلاء اللاعبون مكملين لبعضهم البعض في الشرق الأوسط“.
وبخصوص موقف بلاده من الأزمة الروسية الأوكرانية لا سيما بعد استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال البوسعيدي: ”نحن محايدون رغم أننا صوتنا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الحرب، هذه الحرب تدور رحاها في أوروبا وهو ما يعني على الأرجح أنّ الحل يجب أن يكون أوروبيا، ونحن نراهن على قدرة القادة الأوروبيين وغيرهم على إيجاد حل لأن الموقف القائم على منطق ”أنت معنا أو ضدنا“ لن يحل المشكلة، يجب ترك هامش للعمل الدبلوماسي“.
وحول ما إذا كانت سلطنة عُمان ستطبق العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على الروس، قال البوسعيدي: ”نحن دولة صغيرة طالتها تأثيرات الحرب، لا نريد حقًا الانجرار إلى هذا النوع من العمليات.. نحن نقضي وقتنا في البحث عن حل ولا نريد أن نجعل الوضع أكثر تعقيدًا“، وفق تأكيده.