“وش البركة” الحي الأجمل والمنسي في قاهرة إسماعيل
بقلم: عادل سيف
رغم أنه الحي الاقدم الذي شهد البداية الأولى لانطلاقة بناء القاهرة في عهد الخديوي إسماعيل، ورغم تميزه بالكثير دون عن باقي أحياء القاهرة الخديوية وخاصة بميزة باريسية جمالية فريدة لم تتكرر فيها، وهي ميزة البواكي على غرار طريق ريفولي في باريس والتي أوحت فيما بعد بأن يكون شارع كلوت بك ومحمد علي على نفس النمط، إلا أنه ظل منسيا وعلى الهامش يأكله الإهمال وضياع هويته والغياب المنتظر.
إنه حي وش البركة (وجه البركة) والذي استمد اسمه من الأرض التي توفرت من ردم الجهة الشمالية لبركة الأزبكية، وجاء حظ الحي في أن يأخذ شكل مثلث فرضه وقوعه على الضلع الوحيد المائل لشبه المستطيل التي كانت عليه مجمل البركة وبالتالي أرضها بعد الردم، لذا يمكننا اعتبار شارع الجمهورية هو قاعدة المثلث ويقع في جهته الغربية منه وتبدأ من عند الناصية الشمالية الغربية لحديقة الازبكية وصولا لتقاطعه مع شارع نجيب الريحاني (وجه البركة سابقا) والذي يكون الضلع الشمالي للمثلث.
ويبقى الضلع الجنوبي وهو المطل على شمال حديقة الازبكية بشارع على الكسار (الجنينة سابقا).
تميز هذا المثلث عن باقي احياء القاهرة الخديوية بأن كافة مبانيه المقامة على أضلاعه وعلى شوارعه الرئيسية الداخلية موحدة الشكل في أنها مقامة على بواكي تغطي أرصفته، كما تميز الحي بالنسبة لفترة انشائه بأنه حي عمارات سكنية خلافا للقصور التي تحيط بها حدائق كبيرة وفقا لما خططت عليه القاهرة الخديوية حينها.
لا يعاني الحي رغم جمالة الذي لا زال يحتفظ ببعضه من العشوائية والنسيان والتجاهل وعدم أخذه في الحسبان ضمن القاهرة الخديوية فقط بل آخذ في التآكل وضياع هويته وغيابه تماما، ساهم في ذلك الغاء قانون يفرض البناء بأسلوب البواكي على الحي، مما أدى الى ظهور مباني حديثة مختلفة عن هويته مكان المباني القديمة التي هدمت، وما تبقى هو مباني قديمة مقامة على بواكي مهملة الصيانة وتنتظر موعد سقوطها الاتي يوما ما.