د. حازم قشوع يكتب: تايوان بعين العاصفه
منذ القرن السابع عشر اعتبرت تايوان الجزيره الاستراتيجيه لاحد اهم مراكز التجاره الصينيه وذلك بعد هجرة القبابل الصينيه اليها وتوطين المهن الحرفيه ومراكز النقل البحريه فى محيطها ، تايوان التى احتلتها اليابان فى اواخر القرن التاسع عشر وخرجت منها مع نهايه الحرب العالميه الثانيه لتعود مره اخرى للصين لكن عبر اجواء نشحونه وقع اصطدام داخلى استمر ثلاث سنوات كانت بين تيارتين احدهما بقياده ماو سي تونج الشيوعي والتيار القومي القريب من امريكا بقياده انجان اي شيك لتنتهي هذه الحرب عام 1949بخروج التيار القومي الى تايوان يعلن حكومه مركزيه من تايوان تسمى دوله الصين الوطنيه فيما قام ماو والحزب الشيوعي باعلان دولة الصين الشعبيه .
لكن الامم المتحده جعلت من الصين الوطنيه او الصين تايبيه صاحبة المقعد الدائم فى الامم المتحده حتى مطلع السبعينات عندما تم تغيير نظام الضوابط والموازين بدخول العالم فى الحرب البارده فتم تعميد الصين الشعبيه فى الامم المتحده بالمقعد الدائم فى مجلس الامن وقامت الولايات المتحده بالاعتراف بالصين الواحده واعتبرت تايوان ولايه صينيه باحكام خاصه تابعه للصين.
لكن الولايات المتحدة اعلنت موقفها الثابت والتزانها الراسخ بحمايه تايوان والتزامها بالدفاع عنها ورفدها بالدعم والتسليح
وهو ما اعتبرته الصين تسليح ضد حكومتها وانتهاك لسيادتها وبقى الحال على ماكان عليه بين شد وضغط الى نهايه الحرب البارده مع بدايه تسعينات القرن الماضي الذى حدد مناخات جديده من التعايش مع حال سياسيه موحد وواقع الحال منفصل بالجغرافيا والنهج وحتى المسلكيات وطبيعة السلوك .
ومع تزايد قوه بكين الصينيه ازداد معها نمو التيار المناصر لضم تايوان بالقوه الجبريه بينما توسعت الدائره القوميه فى تايبيه وعلا صوت المطالبه بالاستقلال الامر الذى اعاد المشهد من جديد ليرسم حالة تضاد بين (الجزيره والبر الصيني) وهو ما اوجد مناخات من الضديه بدأت تتحدث فيها تايبيه عن ضروره الانفصال فيما تسعي بكين لضم تايوان بالقوه بعد ما فشل برنامج العمل الصيني بتذويب المجتمع التايواني فى داخل بر الصين عبر استثمار الصين فى تايوان ما يقارب من 60 مليار دولار .
هذا لان الناتج الفومي الاجمالى الكبير لتايوان الذى يقدر 600 مليار دولار احتوى هذه الاستثمارات بطريقه سلسله واصبح الاقتصاد التايواني الذى يقوم على الصناعة المعرفيه احد اعتدى اقتصاديات العالم وهو قائم فى دوله لا تزيد مساحتها 36الف كم وعددسكان لايزيد عن 25 مليون .
وهذا ما يجعل من تايبيه قوه اقتصاديه صاعده ومكان مهم يمكن البناء عليه واعتماده مركزا ثالثا فى الثالوث الاسيوي (اليابان وكوريا الجنوبيه وتايوان )الذى تنظر لتعميده كبديل للصين فى اقليم الشرق الاقصى وهى الزياره التى بينتها حركه الرئيس الامريكي جوبايدن فى شرق اسيا .
هذه الزياره التى تاتي على وقع تهديدات صينيه بضم الجزيره التايوانيه مع ارتفاع وتيرة مناخات الضديه التى تقوم بها الصين
من اجل تغيير نظام الضوابط والموازين فى الشرق الاقصى بعد ان قامت الولايات المتحده بسحب استثماراتها من الصين ووضع اثقال على سوق التجاره والصناعه والاسواق الصينيه نتيجه سياسات الصين الجيو اقتصاديه التى باتت تعمل على تضاد مع المصالح الامريكيه لاصرار الصين على تغير المعادله القائمه بين من يمتلك المعرفه (امريكا) ومن يعمل بالانتاج (الصين ) وهذا ما اظهره موضوع الجيل الخامس وتكنولوجيا الصوايخ الاوربيتيه ومجالات الذكاء الاصطناعي .
زياره الرئيس جوبايدن للشرق الاقصى وضعت خط احمر للصين فحال اقدمت على عزو تايوان فهل ستدافع الولايات المتحده عن تايوان بجيشها ام انها ستكتفي بالدعم العسكري واللوجستي فى حال بدات الصين بغزو تايوان وهو السؤال الذى سيبقى برسم اجابة المستقبل المنظور ؟!.
فان اغلاق المشهد فى اوكرانيا بعد وقوف بوتن عند حد دونباس وخروجه من سوريا وربما سيفتح مشهد جديد عبر تايوان وهو ما يتم الحديث عنه فى الاروقه السياسيه وكذلك فان قرار الصين بغزو تايوان يبدوا انه قرار متخذ من قبل القيادة العسكريه الصينيه ولم يبقى سوى القرار السياسي من البيت السيادي الصيني لتحديد موعد الاجتياح بعد ما تم الإستعداد بالمناورات الاخيره للصين وهذا ما يجعل من تايوان ضمن هذه المعطيات تكون بعين العاصفه .