عادل سيف.. يكتب: من سينما ديانا أدار حليم باشا دائرته
ربما ينتابك انطباع بأنك تمر بجوار قصر عندما تمر بجوانب سينما ديانا بشارع الألفي أثارته بعض الفنون المعمارية التي تتميز بها هذه الجوانب، ورغم ان هذا الانطباع لا يعكس الواقع الحالي للمبنى إلا أنه ربما كان ممكن ان يكون قريبا للواقع قبل عام 1932 حيث كان في موقع السينما قصر تعود ملكيته لحليم باشا ابن محمد على باشا وتدار منه دائرته.
وتتكون هذه الدائرة من ممتلكات للباشا في مستطيل يحد ضلعه من الشرق شارع الجمهورية ويواجه هذا الضلع على الشارع جزء من غرب حديقة الازبكية، ويحده من الشمال شارع الألفي حيث تطل عليه سينما ديانا وفندق ويندسور العريق، ويحده من الغرب شارع بستان الدكة وتقع السينما على ناصيته المشتركة مع شارع الألفي، ويحده من الجنوب شارع 26 يوليو وأشهر ما به هو المقر الرئيسي لبنك فيصل الإسلامي وكان محل شيكوريل.
ويتوسط هذا المستطيل من داخل مستطيل أخر يحتل جزءه الشرقي مسرح عبد المنعم مدبولي وهو في الأصل كان سينما متروبول ثم تحول إلى مسرح متروبول ويطلق عليه مسرح الفنان عبد المنعم مدبولي حاليا.
وفي يحتل جانب من الجزء الغربي مطعم الحاتي العريق (مغلق حاليا) الذي كان مقصدا للباشوات وعلية القوم، وعدة محلات ومقاهي.
ويكون هذا المستطيل ما يعرف بميدان حليم باشا نظرا لأنه يمكن الدوران حوله دورة كاملة في الشوارع الأربع المحيطة به وهي شارع عبد القادر المازني غربا وشارع (حليم باشا) جنوبا وشارع ميدان حليم شرقا، وشارع مدرسة الألسن شمالا والذي استمد اسمه من ان موقع الدائرة شهد في عهد محمد علي باشا إنشاء اول مدرسة للألسن على يد رفاعة الطهطاوي.
آلت ملكية الدائرة لحليم باشا بالوراثة من اخته زينب بنت محمد علي والتي لم تنجب، وتملكت الموقع عندما كان جزءا من موقع قصر الألفي بك الذي وهبه لها والدها وكان يسمى سراي الازبكية في ذلك الوقت.
تم بيع الدائرة في العشرينيات لمستثمر يوناني باع فيما بعد مكونات الدائرة ومن اشهرها محل شيكوريل (بنك فيصل حاليا)، وقصر حليم لتبنى مكانه سينما ديانا، وفندق ويندسور.