وثائق بريطانية: السعودية وقطر أيدتا سرا زيارة السادات للقدس
وكالات – القاهرة:
كشفت وثائق سرية بريطانية أن السعودية وقطر أيدتا سرا، زيارة الرئيس المصري الراحل “أنور السادات” إلى القدس المحتلة عام 1977 والتي تمخضت عنها اتفاقية كامب ديفيد، على عكس مواقفهما المعلنة.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن تلك الوثائق يكشف عنها لأول مرة، وأكدت أن “السادات” فاجأ، بالفعل، إدارة الرئيس الأمريكي “جيمي كارتر” التي باشرت حملة دبلوماسية عالمية لدعم خطوة الزعيم المصري.
وأشارت الوثائق إلى أن عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي “ويليام كوانت”، كشف للبريطانيين أن ولي العهد السعودي آنذاك الأمير “فهد بن عبد العزيز”، “أظهر للأمريكيين بالفعل أنه يؤيد السادات سرا”، وفق تقرير من السفير البريطاني في واشنطن.
وآنذاك، السفير المصري في لندن “محمد سامح أنور” لقاء وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية “فرانك جو”، وأبلغه بأن “السعوديين يؤيدون نهج السادات”.
ووفق سجل اللقاء، فإن الوزير حرص على معرفة موقف السعودية من مبادرة السادات، وأكد “أنور” له أن مصر “تتمتع بمساندة المملكة العربية السعودية”.
وأشار إلى أن المشكلة لدى السعودية هي فقط أنها لم تُستشر قبل الزيارة، وقال: “السعوديون كانوا إلى حد ما منزعجين لأنهم لم يُستشاروا، ولكن التشاور لم يكن ممكنا”.
وبحسب الوثائق، لم تكن السعودية وحدها التي أيدت السادات، وفق ما قال المصريون والأمريكيون، فقد أيدت قطر زيارة القدس، حسبما أبلغ السفير البريطاني في الدوحة حكومته، بعد 5 أيام من عودة “السادات” من القدس المحتلة.
وقال السفير “ديفيد كراوفورد”: “اتخذ الأمير (خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي تميم بن حمد)، سرا، موقف مساندة حذرة لمبادرة السادات.. ونصح في ما يبدو مندوبي سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية (في قطر) بالتريث بعدم الهجوم قبل معرفة نتائجها”.
لم يكن السفير قد التقى بالأمير بعد، غير أنه التقى بمستشاره، وهو الدبلوماسي المصري “حسن كامل”، الذي “أبلغه بأن خليفة قبل نصيحته بمساندة السادات وبتهدئة ردود الفعل العربية العاطفية، كلما أمكن”.
من جهة أخرى تكشف الوثائق البريطانية أن فكرة زيارة القدس المحتلة كانت فكرة ساداتية خالصة استهدفت كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل.
وبحسب السفارة البريطانية في واشنطن فإنه “لا شك في أن الإدارة الأمريكية فوجئت”، بل إن مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك “زبغنيو بريجينسكي”، حذر من عواقب فشل الزيارة على الوضع العام في الشرق الأوسط.