بشرى للمستوردين.. حبوب أوكرانيا تحصل على ثغرة للنفاذ إلى العالم

رغم تعطل مرافئ أوكرانيا جراء الحرب الروسية، يواصل مرفأ روماني مطل على البحر الأسود عمليات تصدير شحنات المحاصيل الأوكرانية.

وتنشط آلة عملاقة في تحميل أطنان من الذرة على متن سفينة متوقفة في مرفأ كونتسانتسا الروماني المطل على البحر الأسود، بعد أن أجبر الحصار الروسي لمرافئ أوكرانيا المصدرين على البحث عن بدائل لنقل بضاعتهم القيّمة.

وأصبحت الحبوب تحمّل الآن على متن قطارات أو شاحنات أو بواخر في ميناءي ريني وإيزمايل الصغيرين على نهر الدانوب في جنوب غرب البلاد، ليتم نقلها إلى المرفأ الروماني.

لقد حوّلت الحرب الروسية في أوكرانيا كونستانتسا إلى مركز تصدير بحري حيوي للمحاصيل الأوكرانية.

وقبل الحرب كانت أوكرانيا تصدر 4.5 مليون طن من المحاصيل الزراعية شهريا عبر موانئها، وتشمل 12% من قمح العالم و15% من محصول الذرة و50% من زيت دوار الشمس.

وقال فيوريل بانيت، المسؤول التنفيذي لشركة كوفيكس التي تشحن غالبية المواد الخام في كونستانتسا “نحرص على أن تصل الحبوب إلى موائد المستهلك من دون تأخير لتجنب مخاطر المجاعة”.

وأضاف “نأمل في تسريع الوتيرة.. لأنه بسبب الوضع المؤسف الذي يمر به جيراننا الأوكرانيون يجب مساعدتهم قدر الإمكان”.

فرصة لتصدير القمح الأوكراني

قالت بلغاريا المجاورة هذا الأسبوع إنها على استعداد للمساعدة في تصدير القمح الأوكراني من مرفأ فارنا المطل على البحر الأسود، وبأنها تعمل على تحديث بنيتها التحتية.

في تلك الأثناء تقوم كونستانتسا بشحن البضائع بأسرع ما يمكنها.

والسفينة ليدي ديماين التي يجري تحميلها بالذرة، هي ثاني سفينة لشحن الحبوب ترسو في الرصيف 80 منذ الأسبوع الماضي قاصدة البرتغال.

والسفينة الأولى غادرت كونتسانتسا الأسبوع الماضي وهي تحمل 70 ألف طن من الذرة الأوكرانية، والثالثة منتظرة في غضون ستة أيام.

وقد تطلّب تفريغ شحنة السفينة الأولى 49 قطارا أو باخرة، بحسب بانيت. وتحميل سفن كتلك في مرفأ غير مجهز بشكل كاف يعني اكتظاظ الطرق بآلاف الشاحنات، كما قال “بانيت”.

وحتى قبل الحرب الروسية في أوكرانيا تقدم مرفأ كونتسانتسا على مرفأ لوهافر الفرنسي العام الماضي ليصبح مركز أوروبا لصادرات الحبوب، بحسب مدير المرفأ فلورين غويديا.

والآن، يضيف غويديا، “هدفنا شحن البضائع بأسرع ما يمكن وبالتالي دعم الاقتصاد الأوكراني”.

ويطل مكتبه على مشاهد مذهلة للأعمال الجارية في الرصيف الذي يعج بحركة الرافعات وماكينات التحميل.

وقال غويديا “الحرب في أوكرانيا تمثل تحديًا ولكنها تقدم أيضا فرصة”.

مشاريع قيد الإعداد
أمام ذلك التحدي عرضت الحكومة مشروعين لحل الاختناقات المرورية وتسهيل وصول البضائع إلى المرفأ.

أولا، تعتزم قبل نهاية العام الانتهاء من تصليح ما يصل إلى 95 سكة حديد تعود للحقبة السوفيتية، متوقفة منذ سنوات بسبب مئات العربات الصدئة.

ومن شأن المشروع البالغة تكلفته 200 مليون ليه (40 مليون يورو) أن يسمح لكونتسانتسا بالوصول إلى الهدف المسجل عام 2021 أو تخطيه، مع عبور 67.5 مليون طن من البضائع ترانزيت.

وتسعى وزارة النقل أيضا لطرح مناقصات لمشروع لإعادة فتح خط سكة حديد بطول خمسة كيلومترات، على بعد أكثر من 200 كلم إلى الشمال من كونستانتسا.

وسيربط ذلك الخط جورجولستي في مولدافيا، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، بغالاتي المطلة على الدانوب في شرق أوكرانيا.

والتقاطع القصير مهم لأن الدولتين تتشاركان في السكة نفسها المستخدمة في الاتحاد السوفياتي السابق ما يسهل نقل البضائع. ومن المقرر تحديث السكة هذا الصيف.

وفي كونستانتسا تتوقف حركة الشحن في الاتجاه الآخر. وتُشاهد العشرات من قطع توربينات الرياح كان من المقرر شحنها إلى أوكرانيا، متروكة عند طريق مزدحم. وقال أحد عمال المرفأ “لم يعد هنالك أحد لنرسلها إليه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى